اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ١٩ أيلول ٢٠٢٥
الزواج رحلة مليئة باللحظات الجميلة، لكن الطريق لا يخلو من التحديات والمشكلات أيضًا، التي قد تهدد تماسك العلاقة وتضع استقرارها على المحك، ففي خضم ضغوط الحياة قد تكثر الخلافات وتتصاعد التوترات، حتى يصل البعض إلى لحظة يشعر فيها بأن الانفصال هو الحل الوحيد، بحسب الرجل.
في السطور التالية نستعرض أشهر المشكلات الزوجية، التي تشكل تحديات يومية تهدد استقرار العلاقات، وقد تؤدي إلى نهايتها، مع التطرق للحلول العملية لكل مشكلة.
أبرز المشكلات الزوجية
1. اختلاف القيم والمبادئ:
لعلها أصعب المشكلات الزوجية على الإطلاق، خصوصًا إذا كان الزوجان مختلفين في الثقافة، حيث تنشأ بينهما فجوة كبيرة وصعوبات في الممارسات اليومية.
من حيث قابلية الحل، تُعد هذه المشكلة الأصعب بلا شك، حيث يكون دماغ الشخص محميًا بموروثات ظلت تغذيه عشرات السنين، وإذا كان هناك أبناء، فالحل يكون أصعبَ وأصعب؛ من حيث أسلوب التربية وأولوية الأفكار التي يجب أن ينشئوا عليها، إلخ.
2. فارق السن الكبير:
قد لا يكون فارق السن مشكلة حقيقية بحد ذاته، لكن ما يترتب عليه هو المشكلة، فإذا كان الفرق بينك وبين شريكك 10 سنوات أو حتى أكثر وكنتما متفقين في الفكر، فلا بأس، لكن في حالات كثيرة، لا سيما التي يتم فيها الزواج سريعًا دون أن يتعرف الطرفان على بعضهما بشكل جيد، ينتج عن فارق السن هذا اختلافات لا يمكن التعايش معها، ومع مرور الوقت، يجد الزوجان نفسيهما في عوالم مختلفة ليس بينها مساحات مشتركة.
3. الأحداث الصادمة:
دعونا نتفق أنه لا يوجد زواج أو حتى خطوبة دون مشكلات وخلافات، لكننا هنا نتحدث عن مواقف صادمة، مواقف تضع ضغوطًا كبيرة على العلاقة الزوجية وتُشكل فارقًا في حياة الطرفين، مثل الأمراض الخطيرة، أو الحوادث، أو الحاجة إلى الرعاية المستمرة، وهكذا، وهذه المواقف تكون بمثابة الاختبارات المفاجئة، وتبين ما إذا كان الحب حقيقيًا أم لا، حيث يفقد أحد الطرفين امتيازًا كبيرًا بالنسبة للطرف الآخر، مما يضعه أمام سؤال: 'كيف ستتصرف؟'.
4. الضغوطات النفسية:
من أكثر المشكلات شيوعًا في الحياة، وليس في العلاقات الزوجية وحدها، وغالبًا ما تنشأ نتيجة ظروف مختلفة ومتعددة، مثل الأزمات المالية، أو المشكلات العائلية، أو ضغوط الحياة بشكل عام، أو المرض، أو حتى دون سببٍ واضح، وهذه الضغوطات تعزل ضحيتها ليس عن شريكته فقط، لكن عن الحياة كلها.
5. الشعور بالملل:
كثيرون ممن ينظرون إلى الزواج من خارج إطار التجربة، لا يعرفون كيف يمكن للملل أن يكون خطيرًا. فالملل عادةً ما يُستهان به، حيث يتسلل بمرور الوقت إلى العلاقات ليجعلها رتيبة ويُفقدها زهوها، وعندما يحدث ذلك، يجد الطرفان نفسيهما في أمس الحاجة لافتعال المشاكل؛ أدمغتهم تجرّهم إلى ذلك، فتتولد شرارة الخلاف التي قد تؤدي إلى الانفجار.
6. المشكلات الجنسية:
تُعد من أبرز المشكلات التي تواجه العلاقات الزوجية وتُسبب تحديات يومية، مثلها مثل كل المشاكل المذكورة بالأعلى، ورُغم أنها فطرةٌ ضرورية لاستقرار واستمرار الزواج على المدى الطويل، فإنها أيضًا تُهمَل حتى تتفاقم وتخرج عن السيطرة.
7. محاولة تغيير الطرف الآخر:
لا يُقصَد بذلك الأمور البسيطة، وإنما محاولات فرض المعتقدات والتصورات الشخصية واستعباد الطرف الآخر بحيث يتماشى مع أهوائك، وهذه من المشكلات الشائعة التي تُلاحظ كثيرًا في العلاقات الزوجية، صحيحٌ أنها لا تكون مقصودة في أحيانٍ كثيرة، لكن سواء كانت مقصودة أم لا، فهي تسبب مقاومة أو ردود فعل دفاعية من الطرف الآخر، مما يؤدي إلى توتر العلاقة مع مرور الوقت.
8. قلة الاهتمام:
مشكلة شائعة جدًا، ونادرًا ما تجد علاقة زواج تخلو منها، فمع مرور الوقت، قد يميل أحد الطرفين إلى توجيه اهتماماته نحو أمورٍ أخرى مثل العمل أو المسؤوليات اليومية، ومرةٍ أخرى، عن عمدٍ أو بدون، وهذا الإهمال العاطفي يغير من طبيعة العلاقة ويخلق فجوة بين الطرفين، ما قد يدفع أحدهما إلى المبالغة في ردود الفعل أو البحث عن الاهتمام بطرقٍ سلبية.
9. المشكلات المادية:
بالتأكيد لن ننسى المشكلات المادية، التي تُعد من أكثر الأسباب التي قد تُهدد استقرار الزواج وتُسرع انهياره، فالضغوط المالية، مثل الديون أو سوء إدارة المصروفات، يمكن أن تؤدي إلى توترات وصراعات مستمرة بين الطرفين، وتضعهما أمام تحديات يومية يصعب استمرار الحياة معها، خصوصًا عندما تغيب الشفافية والتخطيط المشترك بينهما.
10. تصيد الأخطاء:
عندما يُسيطر الغضب والرغبة في الانتقام، يبدأ أحد الطرفين، أو كلاهما، في عد المواقف التي كسبها أو خسرها، فيذكر الآخر بهذه المشكلة وتلك، مما يضخم الأمور إلى حجمٍ لم يكن له داعٍ.
استراتيجيات للتعامل مع التحديات دون التأثير على العلاقة الزوجية
نتطرق الآن للحلول، التي لا يُشترط أن تكون سحرية، لكن تطبيقها قد يحل كل مشكلة من المشكلات المذكورة بشكلٍ أو بآخر، ولهذا يمكن اعتبارها نصائح عامة لمواجهة التحديات اليومية:
نصائح للحفاظ على علاقة صحية ومستقرة وسط التحديات
لا يُنصَح بالزواج من شريك يختلف معك في قيمك ومبادئك، لكن إذا كان الأوان قد فات، فالحل يكمن في التواصل الصريح ومحاولة الوصول إلى أرضية مشتركة من التفاهم، وإذا تم التوصل لحلٍ وسط، فهذا سيكون شيئًا رائعًا، وإن لم يحدث، فالتواصل سيخلق بينكما احترامًا متبادلًا ويجعلكما تتفهمان الاختلافات الكبيرة.
2. فارق السن:
كما قلنا، فارق السن في حد ذاته ليس المشكلة، لكن ما قد يترتب عليه من اختلافات في طريقة التفكير، وعلى غرار الحل السابق، الحل هنا أيضًا يتمثل في التواصل الصريح وتقبل الآخر واحترام اهتماماته، فحاول أن تجد أرضية مشتركة تساعدكما على إعادة اكتشاف بعضكما وتعزيز الروابط أكثر وأكثر.
لمواجهة هذه التحديات، يُنصح بإعطاء الشريك مساحة للتعامل مع المشاعر والضغوط، حتى وإن بدا الأمر أنانيًا في البداية، أعطِ الشريك مساحته، لكن راقبه من بعيد وكن بجانبه إن احتاجك، كذلك فإن اللجوء إلى مختص نفسي أو معالج قد يساعد الزوجين على اكتساب الأدوات اللازمة للتأقلم مع الصدمات وتخفيف العبء العاطفي.
4. الضغوط النفسية:
إدارة هذه الضغوط بطريقة سليمة أمر أساسي للحفاظ على العلاقة من الانهيار، والتواصل الصادق والصبور بين الزوجين، يُعد خطوة أولى مهمة لفهم المشكلة والتعامل معها، وإن لم تجُدِ المحادثات نفعًا، يمكنك اللجوء إلى أنشطة تساعد على تخفيف التوتر مثل ممارسة اليوجا أو التأمل، وهو الأمر الذي يمنح كل طرف قدرة أكبر على مواجهة الضغوط والتعامل معها بشكل متوازن يحمي العلاقة.
لمواجهة هذا الملل، يُستحسن إدخال أنشطة مفاجئة وتجديد الروتين المعتاد، وقد يكون ذلك عبر مفاجأة الشريك بهدية غير متوقعة، أو وضع خطط جديدة تكسر الروتين اليومي، أو حتى استكشاف جوانب جديدة في العلاقة بينكما، الأمر فقط يتطلب مجهودًا إضافيًا.
حلٌ هذه المشكلة أيضًا يكمن في التواصل الصريح بين الطرفين، والانفتاح على معالجة هذا التحدي، فالحوار الصادق والهادئ يساعد على فهم احتياجات كل طرف وتجاوز هذه النوعية، وغيرها، من المشكلات.
لتجاوز هذه المشكلة، من المهم ألا يقتصر الحب على المشاعر فقط، بل يشمل أيضًا احترام حدود الشريك وتقبله كما هو، دون محاولة تغييره بالقوة، وعندما يجد أحد الزوجين صعوبة في تقبل بعض الصفات أو العادات، عليه أن يتذكر أن الحب الحقيقي نشأ أساسًا على قبول الطرف الآخر بطبيعته، لا على محاولة إعادة تشكيله.
صحيح أن الحياة قد تفرض الكثير من العوائق أمام حلول هذه المشكلة، لكن ينبغي إعادة توجيه التركيز نحو العلاقة نفسها، ومنح الشريك الاهتمام العاطفي الذي يعزز الروابط ويعيد التوازن، فالتواصل المستمر والحرص على مشاركة اللحظات اليومية، حتى وإن بدت بسيطة، يمكن أن يحد من تفاقم هذا الإهمال، ويمنع تحوله إلى أزمة تهدد استقرار الزواج.
9. المشكلات المالية:
هذه لا تحتاج إلى حل معنوي بقدر الحل المادي، لكن هذا لا يعني أن الحلول المعنوية لا يمكن أن تُساعد، فحاول أن تناقش مع شريكتك الأمور المالية بصراحة ووضوح، كذلك ضع خططًا واضحة لإدارة النفقات وتوزيع المسؤوليات المالية، كل هذه الأمور يمكن أن تكون مسكّنات فعالة حتى تخرجان من عنق الزجاجة.
حلُ هذه المشكلة يتطلب الممارسة والتركيز على التعاون وحل الخلافات بروحٍ من التفهم، بدلًا من السعي للانتقام أو تصفية الحسابات، ويجب أن تفهم أن العلاقة الزوجية ليس الهدف منها الفوز في النزاعات وإثبات أن أحد الطرفين أحق من الآخر، بل الحفاظ على الترابط العاطفي ودعم بعضكما بعضًا لتجاوز الخلافات دون تراكم مشاعر الاستياء.
في النهاية، يجب أن تعرف أيضًا أن كثيرًا من المشكلات المذكورة تكون نتيجة تراكم مفاهيم ومعتقدات وعادات خاطئة، وإذا أردنا أن نختصر الحلول في حلٍ واحد فقط، فسيكون الدعم المتبادل؛ الذي يُعد حجر الأساس في بناء أي علاقة، واستمرارها لأطول فترة ممكنة، لا سيما إذا كنتما تواجهان تحديات يومية يجب التعامل معها بشكل فوري.