اخبار اليمن
موقع كل يوم -الأمناء نت
نشر بتاريخ: ٩ تشرين الأول ٢٠٢٥
أثارت الموافقة الجزئية لحركة حماس على مبادرة السلام وتبادل الأسرى التي طرحتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ارتباكًا واضحًا داخل جماعة الحوثي، التي لطالما استخدمت القضية الفلسطينية كورقة رمزية لتبرير سياساتها الداخلية والخارجية.
ردود الفعل الحوثية جاءت متباينة، بين تصريحات رسمية حاولت الحفاظ على نبرة متوازنة، وأخرى أكثر حدّة صدرت عن قيادات إعلامية وصفوف ثانوية، في محاولة لإعادة صياغة الخطاب الداخلي وتدارك الفراغ الرمزي الذي أحدثه موقف حماس.
ويرى مراقبون أن الجماعة تواجه أزمة أيديولوجية حقيقية، بعد أن فقدت أحد أبرز شعاراتها التعبوية، ما دفعها إلى تصعيد الخطاب العدائي تجاه دول الخليج، وتحويل الأنظار عن التناقضات الداخلية والفشل الاقتصادي المتفاقم في مناطق سيطرتها.
وبحسب محللين، فإن الحوثيين باتوا أمام تحدٍ مزدوج: من جهة، تراجع الزخم الشعبي حول القضية الفلسطينية، ومن جهة أخرى، تصاعد الغضب الشعبي المحلي نتيجة تدهور الخدمات وانهيار الوضع المعيشي، ما يجعل الجماعة في حاجة ملحة لإعادة إنتاج سردية جديدة تُبقيها في موقع السلطة.
وفي ظل هذا التحول، لجأت الجماعة إلى تضخيم أخبار الضربات الإسرائيلية على غزة، وتكثيف الخطاب التحريضي ضد خصومها الإقليميين، في محاولة لإعادة تعبئة قواعدها الشعبية، وتبرير استمرار الجبايات والتعبئة العسكرية تحت شعار 'الاستعداد للمواجهة'.
ويرى محللون أن فقدان الحوثيين لورقة فلسطين قد يدفعهم إلى اختلاق 'شماعة جديدة'، خاصة في ظل تغير المزاج الدولي تجاه الجماعة، وتصاعد الدعوات لتوسيع دائرة الرد العسكري على تهديداتها في البحر الأحمر وباب المندب.
ويؤكد مراقبون أن الجماعة باتت تعاني من أزمة رمزية وسياسية متفاقمة، وأن استمرارها في السلطة مرهون بقدرتها على اختراع عدو خارجي جديد، في ظل تآكل شرعيتها الداخلية وتراجع قدرتها على تقديم أي حلول حقيقية للمواطنين في مناطق سيطرتها.