خبير بريطاني: الحوثيون عصيّون على الكسر.. وضربات أمريكا تعزز صمودهم

قال أندرياس كريغر، الأستاذ المشارك في قسم دراسات الدفاع العميقة بكلية الملك في لندن، إن الضربات الأمريكية الأخيرة على اليمن لن تكسر إرادة الحوثيين، بل قد تعزز من صمودهم وقوتهم في مواجهة الضغوط العسكرية. وأكد أن الجماعة اليمنية، التي أظهرت 'قدرة تحمل هائلة' خلال سنوات من القصف، لم تتراجع استراتيجيًا، مشيرًا إلى أن شبكتهم ظلت صلبة رغم الهجمات المستمرة.

وفي مقابلة معه في قناة فرانس 24 الإنجليزية، وصف الأستاذ المشارك في قسم دراسات الدفاع العميقة وصف الضربات، الامريكية التي استهدفت مواقع في صنعاء، صعدة، مأرب وحجة، بأنها 'تصعيد كبير' من واشنطن، لكنه أشار إلى أنها تفتقر إلى استراتيجية فعّالة للتعامل مع الجماعة اليمنية.

وأكد كريغر أن الحوثيين، الذين أظهروا 'قدرة تحمل هائلة' خلال سنوات من القصف السعودي، لم يتراجعوا استراتيجيًا، مشيرًا إلى أن شبكتهم لم تتدهور بشكل كبير رغم الضغوط العسكرية المستمرة.

وقال كيغر : 'إنهم لا يستجيبون لسياسة الردع العقابي، بل يزدادون قوة وثقة'، مضيفًا أن الحرب في غزة وردود الفعل الغربية عززت من موقفهم خلال الأشهر الـ18 الماضية.

ورأى كريغر أن الضربات الأمريكية، التي تزعم واشنطن أنها أودت بحياة قادة بارزين في الجماعة، ليست سوى محاولة للضغط على إيران، لكنه شدد على استقلالية الحوثيين كفاعل يمني متجذر في المجتمع المحلي، قائلاً: 'هم لا يعتمدون بشكل أساسي على إيران لتشغيلهم أو إيقافهم، بل لديهم تمكين ذاتي'. وأضاف أن ترامب يخطئ في تقديره بأن الضغط العسكري سيغير سلوكهم، مشيرًا إلى أن خطاب الحوثيين التصعيدي الأخير يعكس قوتهم المتزايدة.

وفي تعليقه على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بـ'القضاء على قدرة الحوثيين الهجومية'، قلّل كريغر من جدوى هذا الهدف، موضحًا أن الجماعة تعتمد على تكنولوجيا بسيطة يمكنها تطويرها محليًا، ما يجعلها قادرة على مواصلة عملياتها في باب المندب بغض النظر عن الضربات. وختم بالقول إن 'الحل العسكري غير ممكن'، داعيًا ضمنيًا إلى الاعتراف بقوة الحوثيين وضرورة التفاوض معهم كطرف رئيسي.