اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد العربي
نشر بتاريخ: ١٨ تشرين الثاني ٢٠٢٥
رأي المشهد العربي
تثبت العمليات الإرهابية المتكررة التي تستهدف الجنوب أن ما يجري ليس أفعالًا معزولة أو طارئة، بل هو امتداد مباشر لمخطط عدائي قديم تشكّل منذ اللحظات الأولى لاجتياح الجنوب في عام 1994.
فمنذ ذلك التاريخ، اعتمدت قوى الاحتلال اليمني على استراتيجية واضحة تقوم على إضعاف الجنوب من الداخل عبر صناعة بؤر توتر، وتمكين شبكات متطرفة.
كما تضمن المخطط فتح المجال أمام التنظيمات الإرهابية كي تتحرك، وتعيد تشكيل المشهد الأمني بما يخدم أهدافها السياسية.
لم يكن الإرهاب في تلك المرحلة مجرد ظاهرة أمنية، بل أداة ممنهجة لتطويع الإرادة الجنوبية وكسر أي مشروع وطني يسعى لاستعادة الدولة.
ومع مرور السنوات، بات واضحًا أن هذه القوى استخدمت الجماعات الإرهابية كذراع غير معلن، تحركه وقتما تشاء وتوجهه نحو مؤسسات الجنوب ومناطقه الحيوية، بهدف إرباك الوضع وإفشال أي بناء مؤسسي أو استقرار أمني.
فكلما قطع الجنوب خطوة إلى الأمام في تعزيز أمنه أو تثبيت مؤسساته، عادت تلك الجماعات لتنفيذ عمليات غادرة، في محاولات مكشوفة لوقف مسار التعافي وإعادة الفوضى إلى الواجهة.
هذا النمط المتكرر يكشف حجم الترابط بين المشروع السياسي للاحتلال اليمني وبين نشاط التنظيمات المتطرفة، وما تتلقاه من دعم لوجستي ومخابراتي يضمن لها البقاء واستخدامها كورقة ضغط.
غير أنّ هذه المخططات واجهت صمودًا نوعيًا من القوات المسلحة الجنوبية التي استطاعت، خلال الأعوام الأخيرة، أن تكسر المعادلة التي راهنت عليها تلك القوى.
فبفضل عمليات مكثفة وخطط عسكرية دقيقة، تمكنت القوات الجنوبية من محاصرة التنظيمات الإرهابية في معاقلها، وتفكيك شبكاتها، وقطع طرق تمويلها وتحركاتها.
ومع كل عملية ناجحة، بات الإرهاب يخسر مساحات جديدة ويتراجع عن مناطق كان يحتفظ بها لسنوات طويلة.
وقد أثبتت القوات الجنوبية امتلاكها خبرة عالية في حرب مكافحة الإرهاب، مستندة إلى معرفة دقيقة بطبيعة الأرض، وحاضنة شعبية رافضة لكل أشكال التطرف.
استمرار الهجمات الإرهابية اليوم هو دليل يأس القوى التي تقف خلفها، بعد أن أدركت أن الجنوب يتجه بثبات نحو استكمال بناء مؤسساته الأمنية والعسكرية، وأن مشروع صناعة الفوضى يفقد فعاليته تدريجيًا.
ورغم محاولات الاستهداف المتكررة، يواصل الجنوب تعزيز قدراته، مؤكّدًا أن إرادته الوطنية لم تعد قابلة للكسر، وأن قواته المسلحة قادرة على حماية أرضه وإفشال أي مخطط يستهدف أمنه واستقراره.













































