اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد اليمني
نشر بتاريخ: ١٥ تشرين الثاني ٢٠٢٥
في تطور يكشف عن تصاعد التوتر بين السلطة القضائية والأجهزة الأمنية والإعلامية التابعة لجماعة الحوثي، تستمر الحملة الإعلامية المحمومة في قضية 'شبكة التجسس' المزعومة، متجاهلةً قراراً قضائياً صريحاً يطالب بوقف نشر أي مواد مرئية أو مسموعة للمتهمين، فيما تتعالى الأصوات المحذرة من انتهاك صارخ لأبسط مبادئ العدالة وحقوق الإنسان.
وفقاً لمعلومات مؤكدة من مصدر قضائي مطلع، طلبت المحكمة الجزائية المتخصصة (الجهة المنظورة للقضية) رسمياً من كافة الأجهزة الأمنية التابعة للجماعة، وكذلك من وسائل الإعلام الموالية لها، التوقف فوراً عن بث أو نشر أي فيديوهات أو تصريحات للمتهمين في القضية التي أثارت جدلاً واسعاً. وأوضح المصدر أن الطلب القضائي جاء بناءً على مبادئ أساسية في الإجراءات الجزائية، أبرزها حماية سير التحقيقات، وضمان عدم التأثير على هيئة المحكمة أو الشهود، وصون حق المتهمين في محاكمة عادلة تضمن لهم قرينة البراءة حتى تثبت إدانتهم.
تجاهل متعمد وحملة إعلامية مستمرة:
على الرغم من وضوح الأمر القضائي، قوبل الطلب بتجاهل تام من قبل الأجهزة الأمنية ووسائل الإعلام التابعة للحوثيين. واستمرت قنوات التلفزيون والمنصات الإخبارية الموالية للجماعة في بث حلقات متسلسلة من 'الاعترافات' التي يقدمها معتقلون يبدون عليهم علامات الإرهاق والضغط النفسي.
ويؤكد المصدر القضائي، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن هذه الاعترافات 'تنتزع تحت وطأة الإكراه الشديد والتعذيب النفسي والجسدي'، مشيراً إلى أن ما يتم بثه يمثل 'انتهاكاً صارخاً للإجراءات القضائية ومحاً علنياً للقضاء'. وأضاف أن هذه الممارسات تهدف إلى 'إصدار أحكام إعلامية مسبقة، وتشويه سمعة المتهمين، وتوجيه الرأي العام العام قبل صدور أي حكم قضائي نهائي'.
انتهاكات تطعن في شرعية القضاء:
يأتي هذا التجاهل في سياق أوسع يُظهر هيمنة الأجهزة الأمنية على المؤسسة القضائية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين. ويقول مراقبون حقوقيون إن استمرار بث الاعترافات المنتزعة بالإكراه ليس فقط انتهاكاً لحقوق المتهمين، بل هو أيضاً طعن مباشر في استقلالية القضاء ومصداقيته، حيث يرسل رسالة بأن الأوامر القضائية يمكن تجاهلها لصالح أجندات أمنية وإعلامية.
ويظل مصير المتهمين في 'شبكة التجسس' المزعومة غامضاً في ظل هذه التجاوزات، فيما تبقى المحكمة أمام اختبار حقيقي لإثبات قدرتها على فرض هيبتها وضمان تطبيق القانون، بعيداً عن ضغوط الأجهزة الأمنية والحملات الإعلامية المنظمة التي تسعى إلى فرض روايتها كأمر واقع.













































