اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد اليمني
نشر بتاريخ: ٢٢ تشرين الثاني ٢٠٢٥
في تصريحاتٍ تصف لحظة فارقة في مسار الحرب، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده تمر بأحد أصعب مراحل تاريخها، موضحًا أن كييف تجد نفسها أمام مفترق طرق حرج فرضته ضغوط دولية متزايدة للقبول بخطة سلام مقترحة.
وأشار زيلينسكي إلى أن أوكرانيا مضطرة للاختيار بين 'فقدان الكرامة' عبر قبول شروط صعبة، أو 'خطر خسارة شريك أساسي' في معركتها، في إشارة مباشرة إلى التوتر المحتمل مع الولايات المتحدة.
جاءت هذه التصريحات لتكشف عن عمق الأزمة الدبلوماسية التي تمر بها أوكرانيا بعد أكثر من عامين من الحرب. وفي كلمة له، لم يخفِ الرئيس الأوكراني حجم التحدي، قائلاً: 'نمر بإحدى أصعب اللحظات في تاريخنا... قد نواجه خيارًا بالغ القسوة، يتمثل بين فقدان الكرامة أو خطر خسارة شريك أساسي'.
ويأتي هذا المأزق على خلفية خطة السلام المكوّنة من 28 نقطة، التي تُناقش بقوة في دوائر السياسة الخارجية الأمريكية وتُنسب إلى توجهات إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب. وتعتبر هذه الخطة، بحسب مصادر دبلوماسية، أكثر تشددًا من موقف كييف الحالي، وقد تتضمن تنازلات إقليمية أو سياسية مؤلمة.
شتاء قاسٍ أو سلام صعب:
وصل زيلينسكي إلى قلب المعضلة، موضحًا العواقب المترتبة على كل خيار. وقال: 'إما قبول النقاط الـ28 الصعبة، أو مواجهة شتاء سيكون الأكثر قسوة منذ بدء الحرب'. وهذا الربط المباشر بين الخيار السياسي والواقع الإنساني على الأرض يهدف إلى إيصال مدى خطورة المرحلة، حيث أن فصل الشتاء في أوكرانيا يرتبط بشكل مباشر بقدرة البلاد على الصمود العسكري والمدني، مع استهداف روسي منهجي لمنظومات الطاقة.
استراتيجية كييف للتعامل مع الضغوط:
رغم قتامة الصورة، حرص زيلينسكي على إظهار أن بلاده ليست في موقف الضعف المطلق. وأكد أن كييف 'ستواصل العمل مع الولايات المتحدة للبحث عن حلول بنّاءة'. وشدد على أنه لن يقبل بالأمر الواقع، بل سيطرح 'الحجج والبدائل' على الشركاء الأمريكيين، في محاولة لتعديل بنود الخطة المقترحة أو إيجاد صيغة وسط تحفظ ماء الوجه.
ويُعد هذا الموقف جزءًا من استراتيجية دقيقة تهدف إلى موازنة العلاقة مع الحليف الأهم، وعدم إعطاء انطباع بالرفض المطلق الذي قد يهدد الدعم العسكري والمالي، مع الحفاظ في الوقت نفسه على الموقف التفاوضي لأوكرانيا وسيادتها.
وتختتم هذه التطورات لتكشف عن شقاق محتمل بين أوكرانيا التي تسعى للحفاظ على كرامتها وسيادتها كاملة، وشريكها الاستراتيجي الولايات المتحدة، الذي قد يكون لديه رؤية مختلفة لسرعة وشكل إنهاء الحرب.
وختم زيلينسكي كلامه بحساسية سياسية عالية، قائلاً إنه لن يمنح روسيا فرصة للاستفادة من هذا الخلاف، 'بالادعاء بأن أوكرانيا لا تريد السلام'، مؤكدًا أن الكرة الآن في ملعب الدبلوماسية المعقدة التي ستحدد مصير الحرب والسلام في الأشهر المقبلة.













































