اخبار اليمن
موقع كل يوم -سما نيوز
نشر بتاريخ: ١٠ أب ٢٠٢٥
'تحسن محدود وتخوفات مستمرة
سما نيوز / عدن /خاص
قامت فرق صحيفة 'سما نيوز' بجولة ميدانية في مدينة عدن لرصد انطباعات المواطنين حول الأوضاع المعيشية بعد قرارات تحديد سعر صرف العملة وتخفيض أسعار بعض المواد الغذائية. وفي الوقت الذي كان من المتوقع أن تُحدث هذه القرارات انفراجة كبيرة، أظهرت الجولة وجود تباين في آراء الناس، بين من يرى تحسنًا طفيفًا وبين من يعتبر أن الوضع ما زال دون المستوى المطلوب.
تحسن محدود وتخوفات مستمرة
يُجمع أغلب المواطنين على أن التغييرات لم تكن جذرية، فالأسعار ما زالت مرتفعة بشكل يضغط على ميزانية الأسر، خاصة مع استمرار أسعار الغاز المنزلي على حالها دون تغيير. وفي المقابل، هناك من لمس تحسنًا محدودًا، وإن كان هذا التحسن لم يحل المشكلة بشكل كامل.
تعمقت الفجوة بين فئتين من المجتمع؛ فئة تعتمد على رواتبها بالعملة المحلية، وفئة أخرى تستلم بالعملات الأجنبية. أحد المواطنين الذين يستلمون بالعملة الأجنبية قال إنه يضطر إلى صرف الريال السعودي بسعر 425 ريالًا يمنيًا، ولكنه يفاجأ بأن أسعار السلع الأساسية والمواد الغذائية قد ارتفعت، مما يجعله يدفع أكثر مما كان يدفعه سابقًا.
كما ظهرت مخاوف كبيرة من مستقبل الوضع الاقتصادي، حيث يرى البعض أن فرض سعر العملة بالقوة قد لا يستمر، ويخشون من انهيار قادم في ظل غياب الضمانات. المواطنون يتذكرون سنوات سابقة عانوا فيها من 'سعر العملة الوهمي'، الذي كان يصب في مصلحة المضاربين بالعملة على حساب المواطن البسيط.
التلاعب مستمر في قطاعات حيوية
على الرغم من القرارات الرسمية، شكا عدد كبير من المواطنين من عدم التزام بعض المطاعم بتخفيض الأسعار. فمثلاً، لا يزال سعر 'البرمة' في مطعم الطويل يبلغ 15,000 ريال، وهو نفس السعر القديم، مبررين ذلك بأنهم يشترون اللحوم بالعملة السعودية. الأمر ذاته ينطبق على مطعم البكري الشهير بوجبات السمك، الذي احتفظ بأسعاره المرتفعة، مدعيًا أن موسم الرياح يؤدي إلى ارتفاع أسعار الأسماك.
تؤكد هذه المبررات أن التلاعب في الأسعار مستمر، وأن هناك حاجة ماسة لرقابة صارمة على المحلات التجارية والمطاعم لضمان التزامها بالقرارات الجديدة، وضمان وصول أثر هذه القرارات إلى المواطن مباشرة.
خلاصة التقرير
القرارات الحكومية الأخيرة حول سعر الصرف وتخفيض الأسعار لم تحقق التوقعات المأمولة لدى الغالبية العظمى من سكان عدن. الأوضاع المعيشية ما زالت صعبة، مع تفاوت بين من يجد تحسنًا طفيفًا ومن يرى أن الأمور تزداد سوءًا. التخوفات من انهيار اقتصادي مستقبلي وتلاعب بعض التجار بالأسعار يمثلان تحديين كبيرين يجب على الجهات المعنية التعامل معهما بجدية لضمان استقرار حقيقي للمواطن.