اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ١٠ أب ٢٠٢٥
تل ابيب- تشهد إسرائيل حالا من التباين بعد إقرار حكومة بينامين نتنياهو خطة الاحتلال على مدينة غزة، وسط دعوات اليمين المتطرف لزيادة الضغط العسكري على حماس ومطالبات عائلات الرهائن باتفاق يتيح عودتهم، قبيل ساعات من جلسة لمجلس الأمن الدولي بشأنها.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن بنيامين نتانياهو سيعقد عند الساعة 13,30 بتوقيت غرينيتش الأحد، مؤتمرا صحافيا مع وسائل الإعلام الدولية في القدس هو الأول بعد إقرار المجلس الأمني الوزاري فجر الجمعة، خطة للسيطرة على مدينة غزة.
وبعد 22 شهرا على اندلاع الحرب إثر هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، يواجه نتانياهو ضغوطا داخلية بشأن مصير الرهائن الـ49 الذين ما زالوا محتجزين في القطاع، وخارجية على خلفية الحصار والأزمة الانسانية الحادة التي تطال أكثر من مليوني نسمة يسكنون القطاع، وتحذر الأمم المتحدة من أنها بلغت شفا المجاعة.
وتظاهر عشرات الآلاف من الاسرائيليين مساء السبت في شوارع تل أبيب مطالبين بإنهاء الحرب وإبرام اتفاق يتيح إطلاق الرهائن المحتجزين منذ هجوم 2023.
تزامنا، انتقد وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموطريتش، أحد أبرز وجوه اليمين المتطرف في الحكومة، اقتصار الخطة على السيطرة على مدينة غزة.
وقال سموطريتش في مقطع مصوّر إن 'رئيس الوزراء والكابينت خضعا للضعف. العواطف غلبت المنطق، واختارا مرة جديدة تكرار الأمر ذاته، إطلاق عملية عسكرية هدفها ليس تحقيق النصر الحاسم، بل فرض ضغط محدود على حماس لتحقيق اتفاق جزئي بشأن الرهائن'.
أضاف 'قررا مجددا تكرار المقاربة ذاتها، إطلاق عملية عسكرية لا تهدف للوصول الى حل حاسم'.
بدوره، أكد وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير أن المطلوب هو السيطرة على 'كل غزة'.
وقال لإذاعة 'كان' الأحد 'تحقيق النصر ممكن. أريد كل غزة، نقل واستيطان. هذه الخطوة لن تشكّل تهديدا للقوات'.
وكان المتظاهرون في تل أبيب رفعوا لافتات وصور الرهائن، ودعوا الحكومة إلى تأمين إطلاق سراحهم.
ووجّه شاهار مور زهيرو أحد أقارب الرهائن القتلى، رسالة الى نتانياهو، قائلا 'إذا غزوت أجزاء من غزة وقُتل الرهائن، فسنلاحقك في ساحات المدينة وفي الحملات الانتخابية وفي كل زمان ومكان'.
- 27 قتيلا في غزة -
وفي ظل التباينات الداخلية، أثارت خطة إسرائيل للسيطرة على مدينة غزة انتقادات دولية، بعضها من حلفاء وثيقين للدولة العبرية مثل ألمانيا.
وتدعو قوى أجنبية إلى التوصل لاتفاق وقف لإطلاق النار عبر التفاوض لضمان عودة الرهائن والمساعدة في تخفيف الأزمة الإنسانية في القطاع.
في ظل ذلك، يعقد مجلس الأمن الدولي في وقت لاحق الأحد، جلسة للبحث في الخطوة الإسرائيلية الأخيرة التي لم تحدد حكومة نتانياهو موعدا للشروع بها.
لكن رغم التنديد والتقارير عن معارضة كبار القادة العسكريين للقرار بشأن غزة، ظل نتانياهو متمسكا بموقفه.
وقال في منشور على مواقع التواصل في وقت متأخر الجمعة 'نحن لا نعتزم احتلال غزة، بل سنحرر غزة من حماس'.
وواجه نتانياهو احتجاجات منتظمة على مدى أشهر الحرب. وطالبت العديد من التظاهرات الحكومة بالتوصل إلى اتفاق مع حماس بعد أن شهدت الهدنات السابقة تبادل رهائن بمعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
من بين 251 رهينة تم احتجازهم خلال هجوم عام 2023، لا يزال 49 في غزة، 27 منهم يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
ونددت السلطة الفلسطينية السبت بخطة إسرائيل لتوسيع عملياتها في غزة.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن 'القرار الخطير الذي اتخذته حكومة الاحتلال الإسرائيلي بإعادة احتلال قطاع غزة وتهجير سكانه إلى الجنوب، هو جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة الجرائم الإسرائيلية في الضفة بما فيها القدس'، وفق وكالة الأنباء الرسمية (وفا).
وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أفاد بأن الخطة الجديدة للسيطرة على غزة تتضمن 'خمسة مبادئ لإنهاء الحرب هي: نزع سلاح حماس؛ إعادة جميع الأسرى - أحياء وأمواتا؛ نزع سلاح قطاع غزة؛ السيطرة الأمنية الإسرائيلية على قطاع غزة؛ إقامة إدارة مدنية بديلة لا تتبع لا لحماس ولا للسلطة الفلسطينية'.
يحتل الجيش الإسرائيلي حاليا أو ينفذ عمليات برية في حوالى 75 في المئة من مساحة غزة، ويقود معظم عملياته من نقاط ثابتة في القطاع أو انطلاقا من مواقعه على امتداد الحدود. وينفذ الجيش قصفا جويا ومدفعيا متواصلا في مختلف أنحاء القطاع بشكل يومي.
وأعلن الناطق باسم الدفاع المدني أن 27 فلسطينيا قتلوا الأحد بنيران الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، من بينهم 11 قرب مراكز توزيع المساعدات.
وأشار محمود بصل لفرانس برس الى أن الضحايا من منتظري المساعدات كانوا خمسة في محيط مركز في شمال القطاع، وأربعة في محيط مركز قرب جسر وادي غزة (وسط)، واثنين قرب مركزين في منطقتي الشاكوش (شمال غرب رفح) والطينة' في جنوب غرب خان يونس.
الى ذلك، أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق مقذوفين من القطاع الأحد، ما أدى الى تفعيل صفارات الانذار في جنوب الدولة العبرية، مشيرا الى أن نتائج محاولة اعتراضهما ما تزال 'قيد الفحص'.
واندلعت الحرب في القطاع إثر هجوم غير مسبوق لحماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، أسفر عن مقتل 1219 شخصا في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، وفقا تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية.
وأسفرت الهجمات والعمليات العسكرية الإسرائيلية منذ بدء الحرب في غزة عن مقتل 61430 شخصا على الأقل، غالبيتهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة التي تديرها حماس في قطاع غزة، وهي أرقام تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.