اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد العربي
نشر بتاريخ: ٢٥ حزيران ٢٠٢٥
رأي المشهد العربي
في قلب الخريطة اليمنية، تمثل المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الإخوانية والحوثية الإرهابية، وعلى رأسها تعز وإب، تهديداً مباشرا للأمن القومي الجنوبي.
هذه المناطق تحولت إلى خطوط إمداد مفتوحة للمخططات التي تستهدف استقرار الجنوب وتعرقل مساعي استعادة دولته.
فالمشهد في هذه المحافظات لا يختزل فقط في الفوضى الأمنية والسياسية، بل يتجاوز ذلك إلى واقع مليشياوي قائم على التمكين للإخوان وتسهيل عبور الدعم العسكري واللوجستي إلى عناصرهم النشطة في محاور التماس مع الجنوب.
تعز، المدينة ذات الثقل السكاني والسياسي، لم تعد مدينة محاصَرة كما تروج الماكينات الإعلامية الإخوانية، بل باتت محطة انطلاق للتهديدات الممنهجة ضد الجنوب، تُستخدم فيها المعابر والطرقات كأنفاق خلفية لتهريب السلاح ونقل العناصر الإرهابية نحو الجبهات الجنوبية، خصوصا عبر خطوط الضالع ويافع ولحج.
وتظهر شواهد ميدانية عديدة على تورط المليشيات الإخوانية في إعادة تنشيط بؤر إرهابية نائمة ضمن مخطط إعادة تدوير العنف لعرقلة التقدم الجنوبي نحو تحقيق مشروع الاستقلال.
أما محافظة إب، التي يسيطر عليها الحوثيون اسميا، فتشهد وجودا خفيا ومتناغما للمليشيات الإخوانية، ما يجعلها حلقة وصل لوجستية بالغة الخطورة.
تشكل إب خزّانا بشريا يتم تجنيده وتفريغه نحو الجنوب، تحت عناوين فضفاضة مثل 'النفير العام' أو 'دعم الجبهات'، بينما الهدف الحقيقي يتمثل في ضرب النسيج الجنوبي من الداخل ومحاولة زعزعة الأمن في المناطق المحررة.
تكمن خطورة هذه المناطق أيضًا في التداخل العضوي بين المشروع الإرهابي للإخوان والحوثي، فرغم الخلاف الظاهري، إلا أن التنسيق الميداني في كثير من الأحيان يتقاطع على هدف مشترك هو إجهاض المشروع الجنوبي.
ويكاد يكون تحرك المليشيات الإخوانية في هذه المناطق أشبه بعمليات خنجر مسموم في خاصرة الجنوب، يتغذى من انفلات الشمال ويُضرب به الجنوب تحت غطاء الشرعية المزعومة.
حماية الأمن الجنوبي من هذا الخطر المتصاعد يستلزم مراقبة صارمة، تقوم على توسيع نطاق الرقابة على خطوط الإمداد، وفرض السيطرة على المنافذ الحدودية الرخوة، مع تفعيل أدوات الردع الاستباقي ضد التحركات المشبوهة التي تنطلق من تلك المناطق.
كما تفرض المرحلة الحالية على الجنوب ضرورة تعزيز الجبهة الداخلية، سياسيا وعسكرياً، لمجابهة هذا التحدي الخطير الذي لا يقل في خطورته عن المشروع الحوثي.
التغاضي عن هذه التهديدات يعني منح الإخوان فرصة جديدة للتوغل داخل الجنوب، وعرقلة مسار استعادة الدولة، لذلك فإن التصدي للمليشيات الإخوانية لا ينبغي أن يُعامل كخيار، بل كضرورة لحماية المستقبل، وتحقيق تطلعات شعب الجنوب في الأمن والسيادة والاستقلال.