اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد اليمني
نشر بتاريخ: ١٧ تشرين الثاني ٢٠٢٥
تفاقمت الأزمة بين الصين واليابان خلال الأيام الماضية بعد أن صعّدت بكين خطابها السياسي عقب تصريحات رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايشي بشأن تايوان، وظهرت ردود الفعل الصينية في سلسلة من البيانات والمقالات شبه الرسمية التي أكدت أن بكين مستعدة لاتخاذ إجراءات فعلية قد تشمل عقوبات وقيودًا واسعة، في خطوة تؤشر إلى تحول خطير في العلاقات الثنائية.
إشارات رسمية إلى ردود انتقامية مرتقبة
وبحسب منشور لحساب 'يُويُوانتانتيان' المرتبط بوسائل الإعلام الحكومية، فإن الصين أنهت التحضيرات اللازمة لتنفيذ ردود انتقامية تشمل تعليق الروابط الاقتصادية والعسكرية، إلى جانب فرض قيود تجارية على السلع اليابانية، ويمثل هذا التهديد أحد أكبر المؤشرات على اتساع الأزمة بين الصين واليابان منذ أعوام.
تصريحات الجيش الصيني تزيد التوتر
وعززت صحيفة جيش التحرير الشعبي نبرة التصعيد بنشر مقال لباحث حكومي حذر فيه من أن دعم الجيش الياباني لتايوان في أي صراع محتمل قد يجعل اليابان بأكملها عرضة للتحول إلى ساحة حرب، وتعيد هذه اللهجة الذاكرة إلى خلافات تاريخية ظلت تتصدر المشهد بين القوتين الآسيويتين، ما يعمق من جذور الأزمة بين الصين واليابان.
انعكاسات اقتصادية مباشرة على اليابان
وبالتزامن مع الخطاب السياسي، وجهت الصين تحذيرات رسمية للسياح والطلاب بشأن السفر إلى اليابان، وهو ما انعكس فورًا على أسهم شركات السياحة اليابانية، حيث سجل سهم شركة شيسيدو انخفاضًا لافتًا بلغ 11%، وتعد الصين وهونغ كونغ أكبر مصدرين للسائحين إلى اليابان، مما يجعل السياحة أول أدوات الضغط في سياق الأزمة بين الصين واليابان.
تحركات دبلوماسية يابانية لاحتواء التوتر
وتسعى طوكيو إلى احتواء الموقف عبر إرسال دبلوماسي رفيع المستوى إلى بكين في محاولة لتهدئة الأجواء، وسط توقعات بأن توفر قمة مجموعة العشرين المقبلة فرصة للقاء بين تاكايشي ومسؤولين صينيين، ورغم هذا، تتمسك تاكايشي بتصريحاتها بشأن تايوان، مؤكدة أن موقف اليابان لم يتغير، ما يشير إلى أن الأزمة بين الصين واليابان قد تتجه إلى مزيد من التعقيد.
ضغوط استراتيجية وتاريخ من التوترات
وترى المؤسسات البحثية أن الصين تحاول فرض حدود سياسية جديدة على القيادة اليابانية الجديدة، مستفيدة من حساسية الملف التايواني. وتأتي التطورات الحالية بعد استقبال أوروبا مسؤولاً تايوانيًا رفيعًا للمرة الأولى منذ سنوات، ما أثار غضب بكين، وتاريخيًا، ظل ملف الجزر المتنازع عليها والذاكرة التاريخية للحرب خلفية دائمة لتقلبات العلاقات بين البلدين، مما يجعل الأزمة بين الصين واليابان أكثر تعقيدًا مما يبدو.
مخاوف يابانية من تفاقم النفوذ الصيني حول تايوان
وتتزايد قلق طوكيو من أي تحرك صيني لفرض السيطرة على تايوان، خاصة أن أقرب الجزر اليابانية تقع على بعد مئة كيلومتر فقط من السواحل التايوانية، وتشير تصريحاتتاكايشي الأخيرة إلى إمكانية اعتبار أي صراع حول تايوان تهديدًا وجوديًا، وهو موقف يمنح اليابان إطارًا قانونيًا لتقديم دعم للدول الحليفة في حال التصعيد العسكري.
خلاصة المشهد العام
تتجه الأزمة بين الصين واليابان نحو منعطف حساس مع استمرار تبادل الرسائل المتشددة، بينما يتوقع مراقبون أن تشكل الأسابيع المقبلة اختبارًا لعلاقات القوتين في ظل تشابك المصالح الاقتصادية والتحديات الأمنية في المنطقة.













































