اخبار اليمن
موقع كل يوم -سبأ نت
نشر بتاريخ: ٥ أيار ٢٠٢٥
عواصم- سبأ:
اتفق محللون عسكريون على أن الصاروخ الذي أطلقته القوات المسلحة اليمنية اليوم الأحد، باتجاه مطار 'بن غوريون'، يمثل حدثًا استثنائيًا يحمل أبعادًا استراتيجية وعسكرية عميقة، ويفتح الباب أمام سلسلة من الضربات اليمنية القادمة التي قد تطال مؤسسات أكثر حساسية، في ظل انهيار حالة الردع الإسرائيلية.
كما يرون أن اليمن بعد هذه الضربة انتقل من مرحلة الدولة الهامشية والفقيرة، إلى دولة قادرة على التأثير الاستراتيجي.
معادلة الصراع
قال الخبير العسكري الفريق قاصد محمود أن الاستهداف اليمني لمطار بن غوريون يعكس تحوّلًا نوعيًا في طبيعة المواجهة الدائرة في المنطقة.
وأكد الفريق محمود في تصريح خص به وكالة شهاب الإخبارية، أن القوات المسلحة اليمنية بإطلاقها الصاروخ 'تثبت من جديد الحضور الفعّال لليمن في معادلة الصراع، وقدرتها على تنفيذ تهديداتها بدقة عالية، رغم المسافات البعيدة'.
ولفت إلى أن الضربة الأخيرة تؤكد فشل منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية والأمريكية على حد سواء، رغم اعتماد الكيان الصهيوني على خمس طبقات متقدمة من أنظمة الاعتراض.
وبحسب محمود ، فإن وصول الصاروخ إلى أحد أكثر الأهداف حساسية، مطار 'بن غوريون'، يحمل دلالة مزدوجة: الأولى عملياتية تؤكد اختراق الدفاعات الجوية، والثانية معنوية تؤثر مباشرة على صورة 'إسرائيل' الدولية، وعلى ثقة المستثمرين وشركات الطيران التي بدأت بتعليق رحلاتها إلى المطار.
وأشار إلى أن هذه الهجمات تحمل رسائل مباشرة إلى واشنطن و'تل أبيب' بأن الحل العسكري لم يعد مجديًا، وأن الاستمرار في العدوان على غزة ستكون له تبعات تتجاوز حدود فلسطين.
كما شدد إلى أن تكرار مثل هذه الضربات قد يدفع نحو تصعيد إقليمي أكبر، وربما يضع الولايات المتحدة في مواجهة خيارات صعبة، خصوصًا في ظل مفاوضاتها الحالية مع إيران.
ويخلص محمود إلى التأكيد إلى أن الضربة تمثل ضغطًا حقيقيًا على صانع القرار الإسرائيلي، وتهدد الأمن الداخلي والاقتصادي لـ'إسرائيل'، كما تشكل رسالة سياسية للمنطقة والعالم بأن موازين الردع قد بدأت بالتغيّر فعليًا.
إيلام 'إسرائيل'
الخبير في الشئون الإسرائيلية، أحمد شديد، قال إن سقوط الصاروخ رغم إنذارات جيش الاحتلال ومنظومتي 'الحدس 3' و'باتريوت' الأمريكية يظهر تملص الصاروخ من الاعتراض وليس مجرد فشل تقني ، مشيرًا إلى أن إصابة المطار الذي يُعد من أكثر المواقع تحصينًا تُظهر تطورًا نوعيًا في القدرات الصاروخية اليمنية.
وأوضح في مداخلة هاتفية لقناة ' القاهرة الإخبارية ' أن 'إسرائيل' رصدت الصاروخ منذ إطلاقه من اليمن قبل 10 دقائق من وصوله، لكنها لم تتمكن من اعتراضه إلا قبل 3-4 دقائق من الهدف، ما يثبت 'وجود ثغرات في الدفاع الجوي الإسرائيلي'.
و كشف شديد أن إصابة المطار ليست الضرر الوحيد، بل إن الصاروخ كان يستهدف أيضًا محطة كهرباء ضخمة قريبة، ما كان سيسبب انهيارًا في البنية التحتية لو أصابها، مضيفا: 'مطار بن غوريون ليس عاديًا، هو رمز للسيادة الإسرائيلية والتصنيع الحربي، فالضربة هنا معنوية أكثر من كونها مادية'.
واعتبر الخبير أن الوصول إلى عمق 'إسرائيل' يُثبت أن اليمن عبر' أنصار الله' أصبح 'قادرًا على إيلام إسرائيل استراتيجيًا'، مقارنًا ذلك بتهديد المفاعل النووي في 'ديمونا'، مشيرًا إلى أن هذا قد يُجبر نتنياهو على إعادة حساباته، خاصة بعد إصدار أوامر تجنيد لـ60 ألف جندي إضافي.
ضربة نوعية
أما الكاتب والمحلل السياسي، سليمان بشارات، فقال إن 'الضربة اليمنية للاحتلال تُعدّ نوعية، ويمكن أن تُحدث تغييرًا في المنظور الإسرائيلي، ليس فقط تجاه الحرب على قطاع غزة، بل أيضًا في شكل وطبيعة الموقف في المرحلة المقبلة'.
ورأى بشارات في حديث لـ' قدس برس '، أن 'هذا الفعل اليمني سيفتح باب النقاش في الداخل المحتل حول جدوى الحرب، خاصة إذا استمرت عمليات الاستهداف للعمق الإسرائيلي من قبل القوات المسلحة اليمنية وبالتالي، قد تبدأ أصوات داخل المجتمع الإسرائيلي بالمطالبة بضرورة إعادة النظر في الرؤية الإسرائيلية تجاه الحرب'.
وأضاف أن 'الاحتلال، بعد هذه العملية، تعود إلى المربع الأول في مفهوم التحدي، الذي فرضه يوم السابع من أكتوبر، حيث كانت حكومة بنيامين نتنياهو والمستويات العسكرية قد قدمت في الشهور القليلة الماضية تصريحات تفيد بأنها تمكنت من تفكيك محور المقاومة ووحدة الساحات، وأن الجبهة الداخلية الإسرائيلية باتت بمنأى عن الاستهداف المباشر'.
وأشار بشارات إلى أن 'أحد دلائل قوة الضربة هو حجم وطبيعة التهديدات الإسرائيلية التي صدرت عن المستويين السياسي والعسكري منذ ظهر اليوم، حيث اتسمت بسقف مرتفع جدًّا، من حيث المطالبة برد غير تقليدي، وتوسيع نطاق الرد ليشمل الأراضي الإيرانية واليمنية'.
خرق استراتيجي
من جهته، أكد الكاتب والمحلل السياسي، خالد معالي، أن 'الضربة اليمنية لمطار اللد تُعدّ تفوقًا كبيرًا لليمن، وتحمل العديد من الدلالات، أولها عجز أمريكا والاحتلال عن تحقيق الردع، كما تشير إلى أن اليمن انتقلت من مرحلة الدولة الهامشية والفقيرة، إلى دولة قادرة على التأثير الاستراتيجي، خصوصًا في مجال الملاحة البحرية، وفي مسار الصراع العربي الإسرائيلي عمومًا'.
وأضاف معالي أن 'هذه العملية، بالنسبة لكيان الاحتلال، تمثل خرقًا استراتيجيًا كبيرًا، وتؤكد أن إسرائيل لم تحقق الأهداف التي تحدث عنها نتنياهو مرارًا'.
وتابع: 'عدم تحقيق الردع يُعد ضربة للملاحة داخل كيان الاحتلال، وكذلك ضربة للاقتصاد المرتبط بشكل وثيق بالملاحة الجوية'.
وشدّد معالي، على أن 'من شأن هذه العملية تقوية موقف المعارضة داخل كيان الاحتلال، ما من شأنه أن يُشكّل دعمًا لها في وجه حكومة نتنياهو، بالنظر إلى التأثير السلبي الكبير الذي ستتركه الضربة على مكانة الحكومة والجيش في نظر الجمهور'.
كما رأى أن 'هذه العمليات تُسهم في رفع معنويات الفلسطينيين، وهو ما انعكس بوضوح من خلال ردود الفعل وحالة الابتهاج التي عمّت الشارع الفلسطيني، خاصة أن الضربة جاءت في ظل استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة'.
وختم معالي بقوله: 'الضربة كانت موجعة ونوعية ومؤثرة ضد الاحتلال، والدليل على ذلك هو التصريحات التي أطلقها القادة الإسرائيليون منذ صباح اليوم، والتي حملت تهديدات شديدة اللهجة تجاه اليمن'.
إكــس