اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد العربي
نشر بتاريخ: ١٠ حزيران ٢٠٢٥
رأي المشهد العربي
تتعرض محافظة حضرموت لمؤامرات متكررة لا يمكن فصلها عن المشروع الإخواني الذي يسعى بكل وضوح إلى إفشال أي مسار حقيقي لاستعادة الدولة الجنوبية.
فالميليشيات التابعة لحزب الإصلاح الإخواني الإرهابي تتحرك بشكل ممنهج لضرب الاستقرار في حضرموت، عبر محاولة إيجاد كيانات مسلحة في استهداف قوات النخبة الحضرمية التي تُعدّ أحد أبرز ركائز الأمن والدفاع الجنوبي.
حضرموت تتعرض لحرب من نوع خاص، ليست بالضرورة حرب جبهات واضحة، بل حرب استنزاف أمني ونفسي وسياسي، تُشن عبر أدوات داخلية وخارجية، تهدف أولا إلى ضرب البنية المؤسسية التي أرساها أبناء الجنوب بعد سنوات من النضال ضد الإرهاب والتهميش.
قوات النخبة الحضرمية التي تأسست بجهود جنوبية خالصة وبدعم من التحالف العربي، تقف اليوم في مرمى نيران مليشيات تسعى إلى تفكيكها لصالح تمكين عناصر مشبوهة جُلبت من خارج المحافظة.
المؤامرات لا تقتصر على الجانب العسكري فقط، بل تشمل حملات إعلامية مسعورة تقودها منصات إخوانية، تحاول بث الشكوك حول أداء النخبة الحضرمية، وتصويرها كقوة خارجة عن القانون أو غير وطنية.
هذا الخطاب التحريضي، لا يأتي عبثًا، بل هو جزء من حملة منسقة لزعزعة الثقة بين المواطن الحضرمي ومؤسسته الأمنية، تمهيدًا لتمرير مشاريع مشبوهة تستهدف السيادة الجنوبية.
حضرموت تشهد محاولات مستميتة من قبل عناصر تنتمي لما يُسمى بالمنطقة العسكرية الأولى، لإحداث فوضى منظمة عبر دعم خلايا متطرفة، وتمرير السلاح، وتمويل عصابات تمارس الاغتيالات ضد ضباط وأفراد قوات النخبة الحضرمية. كل ذلك يأتي في سياق تعطيل مسار استعادة الدولة، الذي يتبناه المجلس الانتقالي منذ انطلاقته.
المجلس الانتقالي ينظر إلى حضرموت باعتبارها ركيزة محورية في المشروع الوطني الجنوبي، وبوابة رئيسية لاستعادة الدولة كاملة السيادة، من المهرة شرقًا إلى باب المندب غربًا.
ولهذا فإن محاولات إقحام قوى النفوذ اليمنية في شؤون حضرموت تعتبر تعديًا خطيرًا على الإرادة الجنوبية، وتفجيرًا للوضع الأمني بهدف تقويض الحاضنة الشعبية للمجلس ومشروعه التحرري.
وفي ظل هذه التحديات، يتمسك المجلس الانتقالي بخيار التمكين السياسي والعسكري للمؤسسات الأمنية الجنوبية، وفي مقدمتها قوات النخبة، مع التأكيد على أن أي تفاوض أو حلول سياسية مستقبلية يجب أن تعترف بحضرموت كجزء لا يتجزأ من الجنوب، وأن مصيرها لا يحدده مشروع الإخوان ولا القوى التقليدية التي ما زالت تحنّ لماضٍ هيمنت فيه على مقدرات الجنوب.
استعادة الدولة الجنوبية لن تكون مجرد شعار بل مسار نضالي يُبنى على الدفاع عن الأرض، وحماية الإنسان الجنوبي، وفضح مشاريع الفوضى التي تُحاك في الظلام.
ولذلك فإن حضرموت، اليوم، في عين العاصفة، لكنها أيضًا في قلب المشروع التحرري الجنوبي، ولن يُسمح لأي طرف – إقليميًا كان أو محليًا – أن يجعل منها مسرحًا لصراع لا يخدم إلا قوى الخراب والفساد.