اخبار اليمن
موقع كل يوم -سما نيوز
نشر بتاريخ: ١٨ تموز ٢٠٢٥
التعليم هو حجر الأساس لأي نهضة مجتمعية، وركيزة لبناء الأجيال وصناعة المستقبل. لكن هذا القطاع الحيوي في مدينة عدن ومحافظات الجنوب يعاني من تحدٍ كبير يهدد استقراره، يتمثل في الإضرابات المتكررة للمعلمين احتجاجاً على تدهور أوضاعهم المعيشية وحرمانهم من حقوقهم الأساسية.
في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، وجد المعلم الجنوبي نفسه عاجزًا عن تأمين الحد الأدنى من متطلبات الحياة، دون أي استجابة فعلية من الجهات المعنية. لم تعد مرتباته تكفي لتغطية احتياجات أسرته، ناهيك عن عدم انتظام صرفها، وغياب الحوافز، وتهالك البنية التحتية التعليمية.
*الطالب هو الضحية الأولى*
هذا الانقطاع القسري عن التعليم يترك آثارًا خطيرة على آلاف الطلاب، خاصة في المراحل الأساسية والثانوية. فكل يوم دراسي مفقود يعني تراكم فجوة معرفية، وفقدان الحافز، وازدياد خطر التسرب من التعليم، خصوصًا في الأحياء الفقيرة والريفية.
*التعليم مسؤولية مجتمعية*
إن إنقاذ العملية التعليمية في الجنوب لا يكون فقط عبر إنهاء الإضرابات، بل بمعالجة جذورها. لا يمكن الحديث عن تعليم ناجح في ظل معلم مهمّش. فالمعلم الذي يزرع المعرفة ويشكّل وعي الأجيال، يستحق حياة كريمة تليق برسالته.
*دعوة للحل العاجل*
نحن أمام مفترق طرق حاسم: إما أن تتم الاستجابة لمطالب المعلمين بإصلاح أوضاعهم وصرف مستحقاتهم، أو أن يستمر هذا التدهور حتى تفقد المدارس دورها، ويفقد المجتمع مستقبل أجياله.
*مناشدة عاجلة للجهات المسؤولة*
نناشد الحكومة، ووزارة التربية والتعليم، والسلطات المحلية في عدن ومحافظات الجنوب، الوقوف بجدية ومسؤولية أمام ما يشهده قطاع التعليم من انهيار تدريجي.
المعلمون ليسوا طرفًا معرقلًا، بل هم أساس العملية التعليمية، ومن غير المنصف تجاهل معاناتهم وهم يؤدون أقدس رسالة في المجتمع.
إنقاذ التعليم ليس ترفًا، بل واجب وطني وأخلاقي، وتأخير الحلول سيجعل كلفة إصلاح ما يُهدم اليوم أكبر بكثير في المستقبل.
فلتكن هذه صرخة ضمير قبل أن يغيب جرس المدرسة إلى أجلٍ غير معلوم.