قصور وأساطير ومآسٍ.. هذه المواقع تستحق زيارتكِ في أقرب عطلة

هل ترغبين في عطلة مختلفة، ورحلة تتجاوز التسوق والاسترخاء، وتأخذكِ إلى أعماق التاريخ؛ لتعيشي خلالها لحظاتٍ من السحر الحقيقي؟.. منظمة «اليونسكو»، كشفت، مؤخراً، عن إضافة مجموعة جديدة من المواقع الثقافية الفريدة إلى قائمتها العالمية للتراث، وهي أماكن لا تُقدَّر بثمن، تختزن بين جدرانها قصصاً من المجد، والأساطير، والحضارات التي ما زالت تبهر العالم، بحسب زهرة الخليج.

فمن ضفاف نهر السين في فرنسا إلى الغابات الغامضة في جامايكا، ومن المعالم الصناعية في ألمانيا إلى المعابد الأسطورية في كمبوديا، إليكِ خمسة مواقع ساحرة، تستحق أن تكون ضمن رحلاتك القادمة، لأنها تجارب إنسانية لا تُنسى، تتجاوز كونها وجهات سياحية عادية.

قصور الملك لودفيغ الثاني في بافاريا.. ألمانيا:

إذا كنت تظنين أن العمارة الألمانية ذات طابع جاف وصارم، فقصور الملك لودفيغ الثاني ستغيّر نظرتك بالكامل. وأشهرها قصر «نويشفانشتاين»، الذي يُشبه قصور الحكايات الخيالية. بُني القصر في القرن التاسع عشر، ويعكس ذوق الملك الفخم، وحبه للأساطير والأوبرا. إن القصور الثلاثة، التي شيدها الملك: «نويشفانشتاين، وليندرهوف، وهيرينكيمزي»، صارت جميعها، الآن، مواقع تراث عالمي. فهذه القصور مزيج من التاريخ والفن والدراما الملكية، وكلها وسط مناظر بافارية طبيعية خلابة، تزيد سحر التجربة، وتجذب هذه المباني الرائعة ملايين الأشخاص، فإذا كنتِ من محبي الهندسة المعمارية المهتمين بالتاريخ والرومانسيين، فمن المؤكد أنكِ ستقضين عطلة رائعة في بافاريا في هذه القصور الخيالية الثلاثة.

مواقع حضارة «المينوية» في كريت.. اليونان:

من كان يتخيل أن أسطورة المتاهة والوحش «مينوتور» لها جذور حقيقية؟.. في قصر كنوسوس قرب هيراكليون، يمكن رؤية آثار أقدم حضارة متقدمة في أوروبا (المينوية أو المينوسية). ومعه خمسة مواقع أثرية أخرى، مثل: زاكروس وماليا، نالت هذا العام الاعتراف العالمي من «اليونسكو». وتستحق هذه المتاهة الزيارة؛ لأنها تروي قصة حضارة مزدهرة قبل آلاف السنين، متقنة في العمارة والفنون، وكانت على اتصال تجاري بثقافات حوض البحر الأبيض المتوسط. ويتّسم الفن والثقافة «المينوية» بعشق واضح للطبيعة، والحركة، والألوان الزاهية، ما يتجلى بوضوح في الجداريات، والفخار، والمنحوتات التي خلفوها. إن كنتِ من عشاق الجداريات الحاكية لمشاهد من الحياة اليومية، والطقوس الدينية، والمناظر الطبيعية، ومن هواة الحس الفني المتطور، فستقضين رحلة ممتعة بإرث حضارة «المينوية».

حجارة «كارناك» الضخمة.. فرنسا:

تُعد حجارة «كارناك» في بريتاني من أضخم التكوينات الحجرية في أوروبا. أكثر من 3,000 صخرة منحوتة، وُضعت بدقة في مكانها قبل نحو 5000 عام.

فلماذا تستحق الزيارة؟.. لأنها تقدم لمحة عن حضارة غامضة ومُتقنة التنظيم، تُظهر كيف فهم الإنسان القديم الطبيعة والنجوم والطاقة الأرضية، وسط مناظر ريفية فرنسية خلابة.

حقول «الإعدام».. كمبوديا:

ليس كل تراث إنساني جميلاً؛ فبعضه يوثق فصولًا مؤلمة من التاريخ الإنساني. وقد أدرجت «اليونسكو» مواقع مرتبطة بإبادة الخمير الحمر، مثل: سجن «تول سلينغ»، وموقع الإعدامات «تشويونغ إيك»، ضمن التراث العالمي كشهادة على جرائم ارتكبت في حق الشعب الكمبودي، خلال فترة السبعينيات.

لماذا تستحق هذه الزيارة؟.. لأنَّ تذكر المآسي ضرورة إنسانية وأخلاقية. وزيارة هذه المواقع تُذكرنا بأهمية السلام، وضرورة الحفاظ على الكرامة الإنسانية.

«بورت رويال» جامايكا.. مدينة ابتلعها البحر:

كانت «بورت رويال» واحدة من أكثر المدن فسادًا وانحلالًا في العالم خلال القرن السابع عشر، حتى جاء زلزال عام 1692؛ ليغمر أجزاء كبيرة منها تحت الماء. اليوم، ما تبقى من المدينة، فوق وتحت سطح البحر، صار جزءًا من قائمة «اليونسكو».

لماذا تستحق الزيارة؟.. لأنها تمنحك لمحة حية عن الحياة الاستعمارية المبكرة، والقرصنة، والتجارة البحرية في منطقة الكاريبي، كل ذلك وسط أجواء استوائية خلابة.