اخبار اليمن
موقع كل يوم -الأمناء نت
نشر بتاريخ: ٢١ أيلول ٢٠٢٥
غمر الحزن أجواء العاصمة عدن أمس الأول، حين اجتمع الآلاف لتوديع المناضل الجسور أديب محمد صالح العيسي، الذي وافته المنية إثر ذبحة صدرية، تاركًا فراغًا كبيرًا في قلوب من عرفوه ومن سمعوا عن بطولاته ومسيرته النضالية المشهودة.
شهدت مدينة عدن مراسم تشييع مهيبة، حيث أدى المشيعون صلاة الجنازة على الفقيد في مسجد نور الإيمان بحي ريمي في مديرية المنصورة، قبل أن يُوارى جثمانه الثرى في **مقبرة الممدارة الجديدة، وسط حضور رسمي وشعبي واسع شمل قيادات سياسية وعسكرية واجتماعية، إلى جانب حشود غفيرة من المواطنين الذين حرصوا على المشاركة في توديعه وتقديم آخر تحية له.
عبّر الحاضرون عن حزنهم العميق لفقدان أحد أبرز رجال المقاومة، مؤكدين أن رحيله يمثل خسارة جسيمة للمجتمع الجنوبي والوطن بأسره. وأكدوا أن مواقفه الوطنية وسيرته النضالية ستظل حاضرة في ذاكرة الأجيال، وأن ذكراه ستبقى مثالًا للصمود والتفاني في خدمة الجنوب والوطن.
عرف العيسي بمسيرته النضالية المشهودة، إذ كان من أوائل من تصدوا للأحداث العاصفة التي شهدتها عدن عام 2015، متحمّلًا مسؤوليات جسام في أحلك الظروف، وزعيمًا للمقاومة الشعبية، وأحد أبرز مؤسسي المقاومة الجنوبية، ليشكل مع رفاقه سداً منيعاً أمام محاولات النيل من المدينة.
كما ارتبط اسمه بالدعوة إلى التسامح ولمّ الشمل الجنوبي، مؤكدًا أن وحدة الصف الجنوبي هي السبيل لتحقيق تطلعات الناس وصون تضحياتهم. وقد أشاد الجميع بمناقب المناضل أديب العيسي وسيرته الحافلة بالعطاء، وإسهاماته القيادية في تحرير مدينة عدن من مليشيات الحوثي الإرهابية، وجهوده المشهودة في العمل الخيري والخدمة الوطنية.
رحل جسد المناضل أديب العيسي، لكنه ترك أثرًا خالدًا، وصوتًا وصمودًا، وسيظل رمزًا للنضال والمقاومة والشرف في ذاكرة الجنوب والوطن.
أديب العيسي.. الرحيل الحزين للمناضل الجسور
رحل عن عالمنا المناضل أديب محمد صالح العيسي 'أبو محمد'، أحد أبرز قادة المقاومة الجنوبية، تاركًا إرثًا نضاليًا زاخرًا بالتضحيات والعطاء. عرف العيسي برجل السلام والسياسة، وكرس حياته **لوحدة الصف الجنوبي والدفاع عن الوطن**، محققًا انتصارات كبيرة في عدن وبقية المحافظات، وداعمًا دائمًا للمقاومة الشعبية بالمال والمعنويات واللوجستيات.
كان أديب العيسي من مهندسي الوفاق الجنوبي وأحد مؤسسي ثورة 16 فبراير التي أسقطت العاصمة عدن سلمياً، كما ساهم في توحيد المقاومة الجنوبية في عدن والضالع وأبين، ودمج اللجان الشعبية في المؤسسات الأمنية والعسكرية، مطالبًا بحقوق أبناء الجنوب ورافضًا هيمنة الأحزاب على القضية الوطنية.
عرف بحضوره اليومي بين المواطنين وأبطال المقاومة، ومتابعته الدقيقة لكل القضايا الوطنية والاجتماعية، حيث عمل على حل النزاعات المحلية وتلبية احتياجات المواطنين، مما أكسبه احترامًا واسعًا وشعبية كبيرة. كما لعب دورًا محوريًا في توحيد النقابات العمالية والمهنية، والمشاركة في كل المبادرات الوطنية التي تهدف لتعزيز التسامح والوحدة الجنوبية.
ولد أديب العيسي في محافظة عدن في 13 ديسمبر 1975، وهو ابن الشهيد العقيد ركن محمد صالح العيسي، أحد الفدائيين الجنوبيين ضد الاستعمار البريطاني، الذي استشهد في أحداث 13 يناير 1986. حصل أديب العيسي على **بكالوريوس في العلوم السياسية، وهو أب لابنه محمد أديب وابنته.
لقد ترك جسده الفاني، لكنه ترك صوتًا وصمودًا وأثرًا خالدًا في ذاكرة الجنوب والوطن. رحيله يمثل خسارة كبيرة، لكنه سيظل رمزًا للنضال والمقاومة والوحدة والتسامح، ومثالًا للوفاء والتفاني في خدمة الوطن والقضايا العادلة.