اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد اليمني
نشر بتاريخ: ١٤ أيار ٢٠٢٥
فُجعت الأوساط الفنية والجماهيرية في السودان بوفاة الفنان الشاب محمد فيصل الجزار، الذي فارق الحياة بشكل مفاجئ يوم الأربعاء 14 مايو 2025، في مقر إقامته بمدينة القضارف شرق السودان، بعد تعرضه لعارض صحي مفاجئ.
جنازة مهيبة وحزن يعم مواقع التواصل
شُيّع جثمان الفنان محمد الجزار إلى مثواه الأخير وسط حالة من الحزن العميق والصدمة التي اجتاحت جمهوره، بينما تحوّلت مواقع التواصل الاجتماعي في السودان إلى ساحة عزاء مفتوحة، نعى خلالها الآلاف رحيل فنان وصفوه بأنه أحد أبرز رموز تجديد الأغنية السودانية الحديثة.
فنان بنكهة خاصة خارج عباءة التقليد
عرف الجزار بصوته المتفرّد الذي تميّز عن مدرستي محمود عبد العزيز وجمال فرفور، واستطاع أن يؤسس لنفسه مساراً فنياً خاصاً، بعيدًا عن النسخ والتقليد. وبتعاونه مع الموزع الموسيقي 'طريف'، قدم ثنائية ناجحة ساهمت في إدخال تكنولوجيا الموسيقى الحديثة في الأغنية السودانية.
آراء النقاد: صوت العصر الحديث
أشار الصحفي محمد عبد الماجد إلى أن الجزار استطاع خلال وقت وجيز الوصول إلى قلوب فئة واسعة من الشباب بفضل ألحانه العصرية ونَفَسه الرومانسي، فيما أوضح الناقد الفني أيمن كمون أن الفنان الشاب كان مبدعًا ليس فقط كمغنٍ، بل أيضًا كملحن وموزع موسيقي، حيث تعاون مع شعراء وموسيقيين بارزين أمثال محمود الجيلي وسامية الهندي.
أبرز أعمال محمد الجزار.. من 'أشوفك' إلى 'ملك الطيور'
قدّم الجزار مجموعة من الأغنيات التي حققت انتشارًا واسعًا، أبرزها:
'من الألاسكا والحلا'
'إن شاء الله يضوي ليك'
'يا مارّة بي بابنا'
'ملك الطيور'
'يازول كتلتني كتل'
'أسمر جميل' (إعادة توزيع لأغنية إبراهيم الكاشف)
كما خاض تجربة تقديم المديح الصوفي بطابع عصري، أبرزها أنشودة 'مكاشفي القوم'، والتي وجدت صدى واسعًا في العالمين العربي والأفريقي.
شراكات موسيقية تجاوزت حدود السودان
كان الجزار يتمتع برؤية فنية متقدمة، ظهرت في تعاونه مع فنانين من خارج السودان، أبرزهم الفنانة الإثيوبية حليمة، حيث مزج بين المقامات العربية والسلم الخماسي، مما دفع بعض النقاد لوصفه بـ'الموسيقي المتمرد'.
الحياة الشخصية والاسم الفني
ولد محمد الجزار في الخرطوم، ودرس هندسة الصوت والتوزيع الموسيقي في القاهرة، وهو ما منح أعماله طابعًا تقنيًا متطورًا. ولقّب بـ'الجزار' ليس كاسم فني، بل كناية عن قوته في ملاعب كرة القدم خلال طفولته، وكان من مشجعي نادي الهلال السوداني.
فقدان كبير للموسيقى السودانية
برحيل محمد الجزار، فقدت الساحة الموسيقية السودانية فنانًا واعدًا كان يُنتظر منه الكثير على مستوى تطوير الموسيقى السودانية وإيصالها إلى العالمية، لاسيما بعد أن بات صوته مألوفًا حتى في الإعلانات التجارية لأبرز الشركات.
رغم رحيله المبكر، ستظل أعماله خالدة في وجدان محبيه، شاهدة على مسيرة قصيرة، لكنها غنية بالتجديد والإبداع.