اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ١٠ أب ٢٠٢٥
تسليح إسرائيل الآن لتنفيذ خطتها لاحتلال غزة وتنفيذ تطهير عرقي وجرائم ضد الانسانية فيها، هو خطوة لاسامية، ومناوئة لإسرائيل، التي يمكن أن تخطر ببال. من هذه الناحية، قرار الحكومة الألمانية بوقف تزويد إسرائيل بالسلاح هو دليل شجاع على القيم الأخلاقية والصداقة الحقيقية مع إسرائيل.
أعلنت ألمانيا أنها لن تزود إسرائيل بالمزيد من السلاح، الذي ستستخدمه في غزة. ألمانيا، التي بعد الكارثة كان يجب عليها اتخاذ هذا القرار: لو استمرت في إرسال السلاح إلى دولة ترتكب إبادة جماعية لأثبت هذا الأمر أنها لم تتعلم أي شيء من ماضيها، تماماً مثلما كان واضحاً خلال السنين أن ألمانيا لا يمكنها الوقوف ضد إسرائيل، وكان على الدولة التي ارتكبت الكارثة أن تكون ضامنة لأمن الدولة التي نهضت من الرماد. وهكذا، من الواضح أن على ألمانيا المحاربة ضد أي إبادة جماعية، وعدم المساعدة في ارتكابها، حتى لو كانت الدولة التي ترتكبها هي العزيزة عليها إسرائيل.
ألمانيا بقرارها مقاطعة إسرائيل أثبتت أنها العمود الذي يسير أمام المعسكر الأوروبي، وأنها لم تنس الكارثة ودروسها. ألمانيا التي كانت تغذي إسرائيل بمزيد من السلاح، كانت ستصبح مثل كل الذين يزودون إسرائيل بالسلاح، شريكة في الإبادة الجماعية. كان هذا محظوراً على ألمانيا أكثر مما هو محظور على أي دولة أخرى. من يساعد إسرائيل على ارتكاب الإبادة الجماعية، يعلن عن كراهيته لها، بدرجة لا تقل عن الذين يصابون بالصدمة بسبب أفعالها. تزويد السلاح للمعتدي في حرب شرعية، التي كان يجب أن تنتهي منذ فترة، وكل أهدافها الآن إجرامية وشريرة، ليس إلا مشاركة في الجريمة.
ألمانيا قلبت النموذج القديم رأساً على عقب: محظور الآن مساعدة إسرائيل الحالية، خصوصاً بالسلاح. كل طائرة، وقذيفة، وسفينة وصواريخ ومدفع، ستقتل المزيد من الأبرياء.
إزاء الدعم الذي لا يصدق من قبل الولايات المتحدة، والعجز المدهش للمعارضة في إسرائيل، ليس هناك من يوقف الحرب. أوروبا قد تساهم في ذلك، حتى لو لم يكن ذلك فورياً. ولكن إلى جانب الرغبة في إنهاء الحرب، فإن تزويد إسرائيل بالسلاح هو عمل عدائي لها. ليت الأمريكيين يفهمون ذلك.
يمكن لألمانيا تحديد الاتجاه: القلق على مصير إسرائيل لا يشمل تزويدها بالسلاح لتنفيذ خططها الهستيرية في غزة. بدلاً من مواصلة اعتبار المحتجين ضد إسرائيل وضد الحرب لاساميين، الأمر التلاعبي الفعال للدعاية اليهودية والإسرائيلية، يجب اعتبار من يسلحون إسرائيل لاساميين.
في دوائر المعارضة في إسرائيل تجد مظاهر لاسامية، لكنها ليست الأساس. معظم المحتجون أشخاص لهم ضمائر، وشاهدوا ما لم يشاهده الإسرائيليون. ما الذي يمكن توقعه من أي مواطن في العالم يشاهد صور الجوع والقتل؟ هل نتوقع منه أن يهتف لمن يرتكبها أو أن يثور ضدهم ويكرههم؟
تقدير إسرائيل والتعاطف معها لن يعود في القريب. العالم لن ينسى ما فعلته في غزة بسرعة. وحقيقة أنها تتنصل من أفعالها ولا تتحمل أي مسؤولية عنها، تبعد العالم عنا. الإسرائيليون في أوروبا يمكنهم مواصلة لعب دور الضحية لأن صاحب مطعم يطردهم. ولكن هكذا يتصرف أي شخص له ضمير ويهمه الأمر. هو ليس لاسامياً، هو بالتأكيد أفضل ممن يدفع إسرائيل إلى مواصلة قتل الأطفال من الجو والبحر والبر، وتزويدها بالسلاح المناسب لقتل الأطفال الرضع.
جدعون ليفي
هآرتس 10/8/2025