اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ١ أيلول ٢٠٢٥
قد يقل الشغف بالطرف الآخر مع الوقت، وهذا بطبيعة الحال لا يعني أن الحب نفسه يتبخر، لكن الحماس الذي دفعك تجاه هذا الإنسان قد يخمُد، ويتحول إلى مشاعر أكثر هدوءًا واستقرارًا، بحسب الرجل.
هذا التحول ليس سيئًا بأي حال، إذ يعد طبيعيًا في ظل إيقاعاتنا المتسارعة، وظروف الحياة المعاصرة، بل طبيعة الإنسان نفسه، ولكن التوقعات المبالغ فيها، ربما تصور لأصحابها أن 'شهر العسل' يجب أن يستمر، ليُصبح حياةً كاملة.
لماذا ينخفض الشغف بعد الارتباط؟
عادةً ما تكون العلاقات الجديدة مثيرة للغاية، ربما لأسابيع أو أشهر أو حتى سنوات، رغبة في استكشاف الطرف الآخر والتقرّب إليه أكثر، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى هذه الإثارة، ويولّد الشغف.
فالعلاقات الجديدة تُشعر طرفيها وكأنهما يعيشان فيلمًا رومانسيًا، لكن الأفلام الرومانسية تنتهي، وهذا ليس سيئًا بالضرورة.
وبعد حالة 'الفيلم الرومانسي' الساحر أو 'شهر العسل' الموقوت، تتغير العلاقات وتخف شرارة اللهفة، ولكن في العلاقات الصحية، فإن الخبر السعيد يتمثل في أن هذه الحالة تمثل البداية لنوعٍ أعمق من العلاقة؛ نوع تتميز فيه العلاقة بالألفة الحقيقية، والثقة، والاحترام المتبادل، والذكريات المشتركة.
وهذا النوع من العلاقات هو ما يجعل الإنسان مُطمئنًا، لأنه يكون على طبيعته مع الطرف الآخر الذي سيحبه دون شروط.
ولكن من أجل الوصول إلى هذه المرحلة، يجب على الإنسان أن يمر بفترات الصعود والهبوط ويتعلم منها.
التوقعات المبالغ فيها وتأثيرها على العلاقة
وفي تقرير نشره موقع Womens Health، تقول الدكتورة شونتريس باركس، اختصاصية العلاقات الزوجية في أبلاند، كاليفورنيا، إذا كان شريك لا يحقك توقعاتك، فهذا لا يعني أنه شخص سيئ أو أن العلاقة ستفشل، وذلك لأن العلاقات الصحية تتميز بمساحات النمو.
وتستشهد 'باركس' بأمثلة لهذه التوقعات المبالغ فيها، فيما تقرن كل مثالٍ بحله:
1. أن يكون الشريك جذابًا طوال الوقت:
الحقيقة أن الشريك، بعد يومٍ طويل أو بعد التمرين أو بمجرد الاستيقاظ من النوم، لن يكون بنفس الشكل الجذاب الذي ظهر به أول مرة، فالانجذاب يتغير مع الوقت.
والحل هنا أن يتم التركيز على جوهر الشخص وليس شكله.
2. أن يتولى كل الأمور المادية:
من المتعارف عليه في دولنا العربية أن الرجل هو من يتولى هذا الجانب، ومعظمنا متصالح مع هذه الحقيقة، لكن أحيانًا تعصف الظروف الاقتصادية بالرجل وتُضطره إلى تقليل الإنفاق، وهنا قد يبدأ الطرف الآخر بالتذمر، أو حتى النظر بشيء من الدونية للشريك.
الحل هنا بسيط ومعقد في نفس الوقت، لأنه يعتمد على طبيعة الشريك، فالبعض يتقبل ويُساند والبعض الآخر يطلب الانفصال فورًا، وهنا تنصح 'باركس' بأن يتشارك الطرفان الأعباء المادية من البداية، بحكم أن هذا جزء من فكرة الزواج وهي المشاركة.
3. أن يكون الشريك لي وحدي:
الغيرة طبيعية حتى درجةٍ معينة، لكن التحكم في الشريك ليس شيئًا صحيًا على الإطلاق، فكن واثقًا في نفسك وفي شريك من البداية، وإلّا فتجنب الارتباط حتى تعالج هذه المشكلة، لأنك ستشقى.
من الحلول المقترحة أيضًا أن تتعرف على أصدقاء شريكك لزيادة الإحساس بالأمان.
4. أن يفهمك دائمًا:
يتوقع الكثيرون أن يفهمهم الطرف الآخر بسهولة، بل يقرأ أفكارهم، وهذا مستحيل علميًا، إذ لم نتوصل إلى جهازٍ يقرأ الأفكار ويحول الإشارات الكهربائية إلى كلمات وجُمل بعد!
الحل هنا بسيط ومباشر للغاية: تكلّم! فقط تكلم بكل صراحة عن الشيء الذي تحتاجه وتتوقعه من الطرف الآخر، وهو -من المفترض- أن يتفهم ويفعله.
5. أن يسد كل الفراغات بحياتك:
شريكك جزءٌ من حياتك، وليس حياتك؛ يجب أن تظل لك اهتماماتك وأهدافك وعلاقاتك الأخرى بعد الارتباط؛ هذا الأمر سيجعل العلاقة العاطفية صحية أكثر ويقويها. وإذا كنت تتوقع من شريكك أن يسد فراغات حياتك فأعد قراءة هذه العبارات، وتفهّم أن أحدًا لن يستطيع أن يفعل ذلك، أيًا من كان وأيًا ما كانت شخصيته أو ثروته!
كيف تحافظ على الشغف بعد الارتباط؟
المقصود بالحفاظ على الشغف بعد الارتباط ليس جعله أزليًا، فهذا شيء غير واقعي كما قلنا، لكن المقصود هو تقوية العلاقة بعد لحظات الجفاء، وقد أجابت 'باركس' على هذا السؤال أيضًا من خلال 5 نصائح مباشرة وعملية:
1. قضاء وقت أكثر معًا:
لست مطالبًا بقضاء كل ثانية مع شريك حياتك، لأنك يجب أن تمتلك اهتماماتك ومساحتك الشخصية التي تحتاج وقتًا، لكن في نفس الوقت يجب ألا يخلو جدولك من وقت تخصصه لشريكك، ولا يهم ما الذي ستفعلانه في هذا الوقت ما دمتما ستقضيانه معًا، المهم أن تكونا معًا فقط.
2. الدعم المستمر:
المقصود هنا ليس التشجيع فحسب، بل الاهتمام بهوايات الطرف الآخر أو على الأقل جعله يشعر بذلك؛ مجرد سؤاله عن شيء في صميم هوايته يُشجعه، ليُشعر كلًا منكما بأن الآخر يهتم به.
3. التواصل رغم الخلاف:
ربما من الصعب أن تتقبل ذلك، لكن الخلافات حتمية في العلاقات كما تقول 'باركس'، ولهذا السبب عليكما كشريكين أن تتواصلا معًا في اللحظات التي لا تتطابق فيها الأفكار، فانظر إلى كل اختلاف على أنه فرصة لممارسة الاحترام المتبادل، وفهم بعضكما بدرجةٍ أكبر.
4. محاسبة بعضكما بطريقة صحية:
يمكن أن تأخذ هذه النصيحة أشكالًا متعددة، لكن وفقًا لـ'باركس'، فإن الأمر يتعلق بالاتفاق على الأساسيات قبل وضع التوقعات، وإذا ناقشتما شيئًا من قبل ولم يلتزم به الطرف الآخر، فلا بأس من العتاب اللطيف والنقاش الفعال، الذي يُفترض أن يؤدي إلى إرضاء الطرفين.
5. مناقشة التوقعات:
أخيرًا وليس آخرًا، تنصح أخصائية العلاقات الزوجية، بمصارحة شريكك بالأشياء التي تتوقعها منه، وتقول 'باركس' إنه لا يوجد أي عيبٍ أو مشكلة في ذلك، بل على العكس، فمناقشة التوقعات منذ البداية سيجعل العلاقة قابلة للتقييم بالمعنى الجيد، وهذا سيساعد في استعادة الشغف.