اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد العربي
نشر بتاريخ: ٢٣ حزيران ٢٠٢٥
تواصل القيادة الجنوبية عقد اجتماعات مع القوى الدولية والفاعلة بما يضمن حضور الجنوب على طاولة الحل السياسي الشامل ويعزز مسار استعادة الدولة.
ففي إطار هذا التقارب، التقى الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، سعادة عبده شريف، سفيرة المملكة المتحدة (بريطانيا) لدى اليمن.
استعرض اللقاء، الذي حضره اللواء أحمد بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وعضو هيئة الرئاسة محمد الغيثي رئيس هيئة التشاور والمصالحة، وعمرو البيض ممثل الرئيس الزُبيدي للشؤون الخارجية، والدكتور ناصر الخبجي رئيس الهيئة السياسية، رئيس وحدة شؤون المفاوضات، آخر المستجدات السياسية والاقتصادية والإنسانية الراهنة في بلادنا، والتطورات المتسارعة على مستوى الإقليم، وانعكاساتها المباشرة على المشهد المحلي، والجهود الدولية لوقف الحرب وتحقيق السلام في البلاد.
تناول اللقاء، الذي ضمّ عبر الاتصال المرئي السيدة دينا أبو غيدا، مديرة مكتب مجموعة البنك الدولي المعني باليمن، ومسؤول قطاع الطاقة في البنك الدولي لدول الخليج واليمن، ووزير الكهرباء والطاقة مانع بن يُمين، الوضع الخدمي في العاصمة عدن وبقية المحافظات، وفي طليعتها الأزمة المتفاقمة في قطاع الكهرباء، التي تضاعف من معاناة المواطنين في ظل الارتفاع الحاد في درجات الحرارة خلال فصل الصيف، وأهمية تدخل المجتمع الدولي، ممثلاً بالبنك الدولي والدول المانحة، لتقديم الدعم المطلوب للحكومة لإيجاد حلول عاجلة ومستدامة.
وناقش اللقاء خطة استراتيجية شاملة لمعالجة مشكلات قطاع الكهرباء في العاصمة عدن وبقية المحافظات، عبر تنفيذ مشاريع بنية تحتية ذات طابع مستدام، تستند إلى رؤية إصلاحية طويلة الأمد تهدف إلى تعزيز الاستقرار في القطاع.
كما تم استعراض الخيارات الفنية والمالية المتاحة للتعامل مع الأزمة الراهنة، بما في ذلك الإسراع في تمويل مشاريع طاقة بديلة، وإعادة تأهيل الشبكات، ومراجعة خطة 'الماستر بلان' الخاصة بإصلاح قطاع الكهرباء في العاصمة عدن.
وعبّرت السفيرة البريطانية عن تفهمها للتحديات التي تواجه العاصمة عدن، مؤكدة دعم المملكة المتحدة للجهود الرامية إلى تحسين الخدمات الأساسية، وفي مقدمتها الكهرباء، مشيرة إلى أن الاستقرار في الجنوب يشكّل ركيزة مهمة لتحقيق سلام دائم في اليمن.
من جانبها، أكدت السيدة دينا أبو غيدا استعداد البنك الدولي للتعاون مع الحكومة والجهات المحلية في عدن لتنفيذ مشاريع إنقاذ عاجلة، إلى جانب العمل على المدى المتوسط والبعيد لإرساء بنية تحتية فاعلة ومستقرة في قطاع الطاقة، مشددة على أهمية تهيئة بيئة آمنة وجاذبة للاستثمارات التنموية.
وفي ختام اللقاء، ثمّن الرئيس الزُبيدي الدور الإيجابي الذي تضطلع به المملكة المتحدة والبنك الدولي في دعم جهود التعافي في بلادنا، مجدداً دعوته للشركاء الدوليين إلى تكثيف الدعم الفني والمالي لقطاعات البنية التحتية والخدمات الحيوية، وفي مقدمتها الكهرباء، لما لها من تأثير مباشر على تحسين حياة المواطنين، وتعزيز الاستقرار المجتمعي.
الاجتماعات المستمرة بين القيادات الجنوبية والقوى الدولية والجهات الفاعلة تمثّل عنصرًا محوريًا في تعزيز الاستقرار السياسي وتمهيد الطريق نحو استعادة الدولة الجنوبية.
فهذه اللقاءات لا تنطلق فقط من حاجة الجنوب إلى الاعتراف الإقليمي والدولي، بل تُعد ركيزة ضرورية لخلق شراكات استراتيجية تضمن إتاحة الخدمات وتحسين الأوضاع المعيشية.
أهمية هذه الاجتماعات تتجاوز الجانب السياسي، لتُلامس عمق الواقع اليومي للمواطن الجنوبي، حيث تُسهم في لفت انتباه المجتمع الدولي إلى معاناة الشعب الجنوبي وضرورة دعمه في مسار استعادة مؤسساته وبناء هياكل حكم مستدامة.
كما تفتح آفاقًا لبرامج إنمائية وخطط إنقاذ اقتصادي، في ظل ما يعانيه الجنوب من تداعيات الحرب وغياب الخدمات بفعل سياسات العقاب الجماعي التي تفرضها قوى الاحتلال اليمني.
تُعزز هذه اللقاءات موقع الجنوب كلاعب مسؤول في الإقليم، يقدم نموذجًا واقعيًا لمفهوم الشراكة مع المجتمع الدولي بعيدًا عن مشاريع الفوضى.
لذا فإن استمرار هذا الحراك الدبلوماسي الجنوبي يمثل ضمانة لبلورة مشروع وطني جامع يضع الجنوب على طريق استعادة الدولة وتحقيق الاستقرار.