اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٢٩ تشرين الثاني ٢٠٢٥
سُقوطُ السَّواقط كُلِّها
سقطتْ فجأةً
كلُّ الأقنعة كُلّها
قناعاً
قناعا
وصعدَتْ رائحةُ البارود
شاخصةَ الحرائقِ والفَتْك
أقنعةُ الكهنةِ السُّود النَّوايا
أقنعةُ عبيدِ الغايات المُدْلَهِمَّة المنايا
أقنعةُ بناتِ الليلِ والنَّهار
الأيدلوجيا
الكاذبون باسمِ الله
المنافقون في أودية
الهرطقاتِ الكاوية
جهاتُ الطَّقس
ومضاربُ الأقدار
وبانتْ كالحاتُ الوجوه
بمآتمِ مناياها القادمة
مُكْفَهرَّةَ أخاديدِ عطشٍ مسعور
ومُتصلِّباتِ أذقانٍ ومُعْوَجَّاتِ نوايا.
الظِّلُّ السَّاطع
لايزال ظلُّ المُشيرِ الحارس (2)
يدورُ في الأنحاءِ مُتلمِّساً مكامنَ الخلل
في يدِهِ سيفُ الثَّورة الأخضر
وفي قلبِه تنبضُ أهازيجُ أيلول الحُرِّية.
حكمةُ القاضي
وضعَ القاضي على الأرضِ عمامَته (3)
ببياضِ حكمتِه مُنادياً أبناء سبأ في مَقاتِلهم
'احقنوا دماءكم بِجَاه الله عليكم'
ثم إنَّه قال:
إنَّما الظّلمُ في المَعادِ ظلامُ
وهو للمُلكِ معولٌ هدّامُ.! *
رُؤيا
أرى أقيالَ سبأ وعوامِها يَقذفون بفلذاتِ أكبادهم
إلى مَحارقِ الغَيِّ والحسدِ المُسَنَّنِ الشَّفرات
لتأكلهم ضِباعُ الحماقاتِ الحديديَّةِ النَّهشِ والتَّهشيم
والعصيَّة على التَّفسيرِ المُعَقْلَنِ وبداهةِ الإنصاف
خرجوا إلى ميادينِ الفتكِ الزَّعّاقِ مغشيًّا عليهم
وماهم بضجيجِ المَكارِه المُحْلِ كلِّها
شاهرينَ سيوفَ أحقادِهم المجنونة
لا أدري لماذا؟!
وما لم تخبرني به تفاسيرُ الكَرِّ الأعسرِ الصّدَّات
أو فُرَّار الوقائع العُمي التَّخاطيطِ والشَّارات
ثُمَّ
إنَّهم
هَبُّوا
وانتفضوا
وارتجَّت تحتَ حوافرِ
خيلِهم الوحشيَّة الصَّهلات
سماواتُ دمٍ أحمر
وبِيْضُ أراضٍ مهتوكة
وسوادُ اخضرارٍ وحرائق
واندفعوا بكلِّ رواعبِ الرُّعبِ
إلى قياماتِ الإفناءِ
لا بواكي لهم
تشتعلُ في قلوبهم الملتهبةِ الضَّغائن
شوانئُ وكتيمُ غيضٍ مُسعَّر
مخصيَّةُ الأسباب
لا عناوين لها
كما لو أنَّهم شياطينُ خياناتٍ
قُدَّت من شواظِ خصوماتٍ مقبوحة
وحبالِ مَسَدٍ ورواعف فَتْك
إنَّني
رأيتُ
ـ يا فَزعِي ويا كبدي على أهلي!ـ
طيورَ حديدٍ نفَّاثة الأحقاد
مفتوقةً بنوايا كيدٍ سابقةِ الإخفاء
تقذفُ جحيمَ نيرانِها المسعورة الشَّر
على أديمِ جنَّتهِم السبئيَّة التَّخاطيط
ورونقِ الأزهارِ ومُعَسْجَدِ الثَّمر
وأحالته بِغَيْضِ تأجُّجِ مغاضبِهم رماداً
يا لقُبْحِ ما تركوا وما نفثوا!!
كما
أنَّني
رأيتُ - يا قلبي على وطني! ـ
كلَّ ضباعِ الأرضِ تنهَشُهم
وتفتكُ بقاماتِهم المُجَنْدَلة
فتكاً لا هوادةَ فيه
أو شَفَقة
فتمزَّقت أوتارُ مودَّتِهم
في مُدْلَهِمِّ الأمصارِ وفاجعِ مناياها
قَتْلَى
وغَرْقَى
وأهلَ حبسٍ ومنفى
لا يُبكى عليهم من جَوْرِ ما فعلوا
ولا تنالُهم رحمةٌ مرجُوَّةٌ بطيبِ مودَّتِها
أو ضنينُ شفقةٍ وإشفاق
كأنَّهم لعنةٌ مقبوحةُ السِّيرةِ والرَّصد
ضاقت عليهم فِجاجُ الأرض لهولِ ما صنعوا
ونهشت أمانيهم الخُضرِ جرادُ جوادبٍ
وفواتِكُ عطشٍ
ثُمَّ إنَّهم...
لكنَّني أمسكتُ
عن التَّدوين مُرتاعاً
وباكي شواهد
وأخذتُ أبكي...
القياماتُ القادمة تُناديهم
ولا زِلْتُ مخطوفَ أحزانٍ
وجمهراتِ تمزُّقاتٍ وشفراتِ مَواجع.
توطئة أولى: ' - عـــاد '(4)
ها هي...
مِن رمادِ التَّاريخ تنبعثُ 'عاد'
أسطورةً مُدجَّجةً بتساؤلاتِ الحرب:
من يبدأ طلقتَهُ الأولى؟!
أيُّ جثةٍ ستسقط مسبوقةً بحظِّها الأعمى
وأيُّ جحيمٍ مقدسٍ سيحتوي
كُلَّ هذه المساحات
المُطرَّزة باليُتم المُرتَقب ؟
تعودُ 'عاد'...
عَمْلَقةٌ ينخرُها الخوفُ وفاتحةُ السُّؤال:
أهذه هي الأرضُ التي عَمْلَقَتْهَا الظِّلالُ أوَّل الزَّمان
وهل هذه هي سيوفُ المجدِ المثلومةِ بالوحل ؟
في كرَّتِها الثَّانية، تطرحُ 'عادٌ' أسئلتَها
وتُهيِّئُ آمادَها للغاراتِ القادمة
تُدرِكُ 'عادٌ' أنَّ الصَّوت يأتي عالياً
من الهزيمةِ المُقنَّعة
وتدركُ أنَّ 'هوداً' قد سُرِقت منه
صكوكُ النُّبوءةِ والرَّجمِ بالغيبِ القريب
تُدرك كُلَّ هذا...
فتشكو لـ 'صنعاء 'بَسْمَتَهَا الخائبة
ولحضرموتَ أحاديثَ الموتِ والنُّشور
هذه 'عادُ'..
الأسطورة العائدة
إلى رجعِ الخيانةِ الجديدة
تُطرِّزُ عودتَها الثَّانية بهشيمِ القتلى
المُبتسِمين في موتِهمُ المُأَسْطَر
وتَرْكنُ
للاستقراءِ
المجيد!!!
*328-9-94 الأربعاء
– زَامِــل (5)
والنَّبي يا مَنْ مِن الصَّف يُخرج
لا يِذُوْقَ السُّم ويِشْرَبْ نَقِيْعِهْ
قَصْدَنا نِبْنِي ونِزْرَعْ ونُحصد
والوطن غالي ومَحَّد يِبِيْعِهْ! *
نقش:
ستخرجُ سجاحُ أخرى في بلادِ يمنات
وستُشعِلُ الحرائقَ في كلِّ مكان
صوتُها يشبهُ أنينَ ريحِ السَّمُوم
وقامتُها شائهةُ الظِّلِّ
مُعْوَجَةُ الفَمِ والإبصار
لها أسنانٌ من مساميرِ النَّميمة
ولسانٌ ناري
نَبَتَتْ عليه أشواكٌ مسمومةٌ وحصرم
لها أتباعٌ لا يفقهون شفقةً
أو رحمةً مُرتجاة
كأنَّهم كائناتُ رمادٍ
ماتت منذ ألف عام
لهم عقولٌ خواء
كعقولِ سفيهِ طيرِ الشُّؤم
يغرقون في مَقاتِلهم
لا بواكي عليهم
كتماثيلِ شمعٍ مُهتَّكةِ التَّفاصيلِ
ومشوَّهةِ القامات
في نيِّران فتنةٍ هائجةٍ ومُهتاجة
لا يدرون لماذا إلى المنايا العُمْيِ خرجوا
وفي سبيلِ من يُقتلون ويُفتك بهم
كأنَّهم دوابُ ذرٍّ مطموسة الشَّارات
نبتت لها أجنحةٌ ملعونةٌ ولعَّانة
تُحلِّق بهم في سماواتِ الجحيم
مُفتَتَح أوَّل
سأبكي محروقًا بنار أحزاني
ومقهوراً على أجداثِ بلادٍ مخطوفةٌ
بِيْضُ تواريخِ عِزَّتها مهتوكةٌ
ومُدمَّاةٌ ومفتوكٌ بها
بلا إثمٍ ولا سابقِ خياناتٍ
كأنَّها من مراراتِ المُرِّ تشكَّلت مَفاصِلُها
ولم تُرحَم أو لخاطرها المكسورِ
والمسفوكِ الدَّم تُغاثُ أو تُنجد
بلادي التي سُلبت حِكمة الأقيال
من مُتواترِ صحيحِ حِكمتها
ولم تنتبه مُرغَمةً بلا 'مَسْبُوقِ'
دوافعِ الإنذار من غشوةِ الكَبَدِ
لإفكٍ مُدَوْزَنٍ من هشيمِ سُعار
وجرادِ حماقةِ لأنداد
عند ضراوةٍ تهتكُ مصارعهم
فانتفضتْ منها كواظمُ مرابِعِها عاقلةً ومجنونة
وسالت على عويل غضبةِ السَّاحاتِ هدّارة
بسجِّيلِ شوارعِ الغضبِ المَفْتُولِ
من غضباتٍ كامدةٍ ومُلتاعة جواهرُ دماءِ فِتْيَتِها
في تَصادُمِ أوثانِ عُجبهم الشَّاحب على الأجداث
فلم تنطق لِدَرْءِ صقيلِ سُمِّ الرِّماحِ العاويةِ الفتكِ و'الإفتاك'
في لحمِ سابقِ مودَّتِهم حكمةٌ مأمولةٌ أو تسكت
كأنَّ القياماتِ قامت قيامتُها بعمى تبابعةٍ حَمْقَى
ومَبكِيٌّ عليهم ومتروكةٌ ظِلالُهم مشلوحةٌ
في حرائقِ الغيِّ المسنونِ مُحترقةٌ قصائدُهم
وعليهم لا يبكي أحدٌ
ومهجورون في مَقاتلِهم ومَنسِيُّون.
المَنْسِيُّ في حضوره السَّاطع
اعترضَ (عبد الرّزَّاق بن مجلِّي) (6)
بواضحِ قولِهِ المُتبرِّم النَّواصِي على تجاهُلِ
'الشُّعراء' للمشايخ في مُوجَز قصائدهم
وقال مُهدِّدًا بمنارةِ العامريَّة (7) في يُمناه:
'أليس لنا مكانٌ بينكم أيُّها الشُّعراء؟!' ولم يسكت...
(عبد الرَّزاق) الأمارة والعلامة
واللغات الكظيمة المقاصد
وتهجئة التَّواريخِ المُستباحةِ التَّدوين
نظراً لِعَتَهِ ساقطٍ ومشكوكِ الذُّكورة
في فاسدِ المِدَاد وزوائف التَّدوين
رُمح بني (وَيْس المُحمَّد)
ونَسْلُ (الطَّاهري بن عبد الوهاب) (8)
مرشوقٌ ببتَّارِ غَضْبَتِهِ
في قلبِ جُدرانِ التَّداعي المُحلِّقةِ الأنواء
وكظيمِ المَراجلِ
وشيخِ مشايخِ حُشودِ الضَّوء
وما لم تهمُّهم به فَوالِق ' الفارِدَة ' (9)
و'دَامِن'(10) الشَّرقْ
حادي أيائلِ الظَّمأ الحجري
إلى سورةِ الماءِ والنَّبعِ والنَّهرِ وأمطارِ ألفِ
عبدِ الرزَّاق الجُبَني الذَّرحاني بن مجلِّي الأعراف
وبوارقِ الزَّواملِ البِيْضِ في أزمنةِ السَّواد
مُنشدِ المطرِ السِّبتمبري المَرْجُوِّ
لفاقةِ التَّسويفِ 'المُؤدْلَجةِ' المغارم
المُرَّةِ الحصاد
وأغنيةِ التَّينِ والزَّيتون
وهذا البلدِ المُنقرض 'اللَّا أمين'!
'عبد الرَّزاق بن صالح ' (11) الطَّاهريِّ المآثر
وقُوتُ جوادبِ الجهات
وجهُ الماءِ السَّبئي في قاماتِ اليبابِ
الذي غَادَرَتْهُ القبيلة في عماها الكَلبي
وأرجأته مُهتاجةَ الظَّعنِ لمقاصلِ مَقْتِ
التربُّصِ المهبولِ وعقاربِ السُّوء
ولثلاثين قيامةً صَدِئةَ الشَّفرات
من النّسيانِ الرِّئاسي الأعمى التَّقَصُّد
وحشرجةِ الضِّباع؛
نظراً ومُرْغَماً؛ لأنَّهُ على كُرهِ المثالبِ البور إذْ لم تُدركه
'عبدُ الرَّزاق' الفجرُ وثورةُ الياقوت
الذي لم يَحذَقْ فلسفةَ الدَّقّ
على عُتُلِّ زَنيمِ الأبوابِ'الغثيمية' (12) الصدّ والإهمال
وغائرُ حروفِ اسمِهِ الخُضر منقوشةٌ على صفائح الدّرفات
لمتانةِ مفاوزِ وجَعِ العدوِ على زَلْقِ طريقِ شمسِ المُكابِد
التي علَّمها أبجديةَ رفضٍ مُزيَّفِ الانصياعِ المكسورِ الوتد
ووساوس التَّعدِّي الأبكم!!
ع
ب
د
ا
ل
ر
ز
ق
أوَّلُ الغيثِ المطير ومَقْدَمُ السَّحابة
.................................................................
قال علي'عنتر' (13) فيما مضى
من سنوات القنصِ الأخويِّ الهائجِ المَهالِك:
' يا خَلْقَ الله أحضروا لي صاحب جُبَن بن صالح
البطل عبد الرَّزاق لأُقَبِّلَه على جبينه وأقْتُلَهُ بيدي.'
'علي عنتر' الفارسُ والمُؤَدْلَج'
الذي ابتلَّتْ قدماه بملحِ ماءِ بحرٍ مُجاور
'عنتر' الذي لم يسمح بن صالح عبد الرَّزاق مجلّي
له بتمرير هذيانه الأيدلوجي صوبَ شماريخ الشَّمال
الهاجعة على ظِلِّ دوَّاماتِ 'السَّوطي'(14)
ومُلُوحَةِ الشِّتاءاتِ الصَّاعقةِ الزَّمهرير
وشواظِ المهاوي المُحْل
عبدُ الرزَّاق بن صالح بن مجلّي
بن محمد بن عبد الله بن ناصر بن عبد الرَّب
لونُ المُزنِ المُحاصَر بشفراتِ البغيِ الفِئوي حِقَباً ثلاثْ
ولم يَضُجّ استسلامهُ الذي لم يكن في الأنحاء
أو ينحني لطواغيتِ الرَّهبوت
أو يُكسر لـ ' صَيَاد'(15) أن تُهَدهِدَ مَسالِخَ 'البروليتاريا'
على جدائل المناطق الوسطى من القتل
أو أن تستقيلَ من تُهمة النُّواح
على مشارفِ الخرائطِ المُجزَّأةِ الرَّسم
وانكماشةِ القُنفذ
ولها المخبوءُ من التَّشظِّي البشريِّ الأعصابْ
والتَّمْتَمَاتُ المُهلهَلةُ السُّطورِ ودَرْبَكةُ الكلام
ولها جنائزُ رفاقِ 'المَحَاجِي' (16) الخائفةِ الطِّين
وفالقُ 'الصَّورع '(17) يُسرجون مَقاتِلَهم في رَجْعيَّةِ الغُبار
لذلك فلـ' عبد الفتاح إسماعيل' (18) أن يَزْعَق
مُحذِّراً بنُبوءَةِ الدِّيالكتيك اللُّغْلُغِيَّة (19)
من ارتطامِ المجهولِ
والمحمولِ على سفينةِ الدَّهماء
ببناتِ آوى المغانم
وحُمَّى القنص المُتحاذِق الفتاوَى
ومتين الزُّعاف
له أن يتبرَّأ من 'نجمةٍ تقودُ البحر'(20)
ومن فِرَاسةِ' ذي يزن' (21) الكادحةِ الطَّلاسِم
وأن يطرح نِصال الأسئلة هكذا:
من أنا
وأين صِرتُ الآن
وماذا عنكِ يا بلادي؟!
............................................................................
من نافذته العُمانيَّة المُؤدِّية إلى سَكنِيَّةِ' الرَّايِنْ'
يُطِلُّ علي سالم البِيْض'(22) قاتلاَ ومقتولاً
على ' مَشاقِر'(23) عدن الدَّموية التَّخَاطِيطِ
وعُقْمِ فواصلِ كلمةِ السِّر آناءَ الحربِ
وآناءَ الخراب صارخاً:
'أنا ما أتوجَّع إلَّا من لَقْصِ ثوبي' (24)
وسكت مبلول حكايا مهزومة
وفقود حكمةٍ ورفاق
فانهمرت طيورُ 'الدَّانِ'(25) المُتفحِّمةِ الأوتار
من رَمَدِ عينيه ولا يَسْكُت
ولا ينطق
أو تُدركه حمامةُ النِّسيان.
'ذهبوا
فلم يبرح البحر مرقَدهُ
ولا غابت نجمةٌ في السَّماء' (26)
بينما (علي ناصر محمد) (27)
لايزالُ يُنظِّف رُوْحَهُ ممَّا عَلِقَ بها
من أدرانِ المَوقعةِ السُّوء
في مَوقعةِ الثأرِ العاصفة
قائلا: ما كان لنا إلى القيامةِ أن نذهب
لكنَّهم إليها سِراعا قد ذهبوا
ولم إلى الفتكِ اللئيمِ الغدرِ نُباشر
بامتشاقِ سيوفِ المنايا الحُمر
لكنَّهم إليها قد سبقوا
وامتشقوا...!
تدوين
' لَقَدْ كَانَ لسبأ' ... (28)
وكان
وكان...!
لعنةٌ هذه أم حماقاتُ تواريخ
لا تعرفُ الحكمةَ أو خفايا الصَّواب؟!
وأُباةٌ هم أم طُغاةُ فَيْدٍ وأسلاب؟!
أنادي:
أين سبأ
أين أقيالُ المروءات كُلّها
أين تبابعةُ الجُود والنَّخوات
أين بلقيسُ
أين عامرُ
أين ذو ريدان؟! *
عويلُ أمَّهاتِ المناحات
تشقُّ قلبَ أرضِ سبأ المهجومة*
صيّاحةً وهيّابةً غامت عليها الغوائم
ومفتوكةَ قهرٍ وحرائق أحزان
﴿لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ...﴾ *
واليوم لم يَعُدْ لهم
اليوم وما يكون
غير دمٍ مهدورٍ وشاخبِ نَزْفٍ
على العرصاتِ ونضَّاح
مُفْتَتَح ثانٍ
عندما أبكت السَّيدة سفرجلة اليمانيَّة عَلَّانَ
الصَّيفَ الأخضر المُرقَّش بِدُرِّ ما فيه
بعدما اجتاحتهُ سُيولُ الدَّمِ الفائرة
بغضبٍ مُجتاحٍ أفئدةً مُنتهكَة
ومدبوغة الفَرْو باصفرارِ حواززِ مهالكِها
العميقةِ الكَيْدِ المُزَنَّرِ الأعناق
وبراوجفِ بُهتانِ تزَلُّفها قامت باكيةً ولم تسكت
ثم إنَّها أسندت وجيعَ ظهرِها المقصوفِ
إلى طلحةِ جفافِ الأنحاء
وبدأت مُجلجلةً بـ(زَوِيْبِ) (29) عويلها الشَّاحب؛
لتروي 'عسائرَ' مُتقرحاتِ لوعتها
بكّاءةً ومَقْرُوْرَة على البلادِ
التي استيقظتْ مِن قَسْرِ سُباتِ الظُّلُماتِ المُحْل
مَزْهُوَةً بخُضرةِ مواسم ضفائرها
وأَدْرَكَتْهَا جرادُ البَغْيِ
والرَّهبوت فاتكةً
وهالكةً ومُهلِكةً نوايا...
وقفتُ أنا العاشق على أبوابِ مودَّتِها
مُهْمَلاً ومَنسِيًّا
أبكي عليها تَدَافُعَ الأغرابِ والغِرْبان
بحديدِ مناقيرها، النَّارُ والجمرُ والفَتْكُ
تَسْبِقُها وتَسْبِقُنا ضِبَاعُ النَّهشِ
والإسراف وبوارد العَدم.
توطئة ثانية : - ثمود - (30)
النَّاقةُ أقصى الميدان
تتعلَّمُ موتَها وتنزفُ حليبَها
للجبالِ المُلوَّنة بِسُمرةِ المَقْت
فأيُّ الدُّروبِ 'صالحُ' ستسلكها إلى الله
في عَتْمَةِ الصَّيحةِ الذَّاهلة؟!
وأيُّ المؤمنين سيتبرَّعُ بدمِه؛ ليُضيءَ وجهَ النَّهار؟!
'قدَّارُ 'هيَّأ سُعارَهُ وأطلَقَهُ ضغينةً مُهلِكةً
تعرفُ طريقَها إلى كبدٍ لها لونُ السَّحابِ
وطعمُ اللبن
وفازَ بالأمَةِ الأفعى
والعبدُ يبكي ضربتَهُ العاثرة
في الكبدِ النَّهر والنَّاقة السَّحابة
فهل حَقَّتْ على 'ثُلَّةِ الأوَّلين' رتابةُ الصَّمتِ
ولعنةُ البكاء
وعلى 'ثُلَّةِ الآخرين' مُقارعَةُ المكائد؟!!
فكم يوماً 'صالحُ' سيُمهِلُ ربُّكَ القبيلة
لكي يصنعَ موتَها العابس؟!
وأيُّ الحُفَرِ ستحتضنُ الأرواح المُقدَّدة؟!
النَّاقةُ النَّهر..
أخطأتها جداولُ العُشب، وصعقتها الرِّماح
فأيُّ الطُّرقِ تؤدِّي إلى 'العَنَدْ'*
وكم جُمجمةً ستنخرها هوجةُ الأخوةِ النَّار؛
كي نَصِلَ 'عَدَنْ'*
الفُلُّ ورائحةُ البحر
'سقطَ هُبَل ..'!!
حدَّثني 'عبد الرَّحمن ' في مَوتِه المَخفِيّ
في رِيْبَةِ الصَّديق بعد قليل:
الحربُ أوَّلُها نَزْوَةٌ وآخرُها بُكاء
ليس لها إيقاعٌ
سوى القتل
حدَّثني المقتول بقصائدِه:
الأهلُ هُمُ الوطن
و'صالحٌ' شفاعةُ 'العُصاة'
في زحمةِ الرُّعب
وحدها يتهجَّاها الموتُ
و'الثُّلَّةُ' ضلَّلَتها الأوهام
فأيُّ..
المنايا تنتظرنا 'ثمود'
وأيّ صلاةٍ تناساها 'صالحٌ'
في
زحمةِ
الحربِ
'المُدهشة'؟!!
29-9-94 الخميس
*مُسْنَد 2
أخطأ الملك عمر مزيقيا (31)
في تصديقِه لِنُبوءةٍ طريفة
كان يُفترض به أن يُبادِرَ
لمنعِ انهيار السَّدِّ
واشتعالِ النَّار في حرائرِ النَّخل
والتَّصدِّي لسيلِ العَرِم
قبل وصوله بقصائد الحُبِّ والحكمة
بدلاً من انتظارِ الكارثةِ
أو الفرارِ منها تُلاحقه مُعلَّقات الرِّثاء.
كائنات الدم المنسي وغبار المآتم العُمي
تنتفضُ الجَبَّاناتُ الرَّسمِيَّةُ البيارقِ
من جَورِ مهالكها الجمر
ويتبخَّرُ مُفَوْلَذُ المُدى
وتنفرطُ إذْ تتداعى جحافلُ قواتلِ النَّمْلِ
على 'رُوزنامةِ' المَناحاتِ
ووَحْلِ مواقيتٍ عُمي
وتنفطرُ قِيعانُ مغارم وأوابد ثارات..
'سالمين ' (32) يحشدُ كائناتِ دَمِهِ المَنسيِّ للثأر
من اصطخابِ ضَجَرِ الرِّفاق الغُرل الوساوس
على دَكَّةِ الاحتياط المكشوفةِ العورةِ
وسماجةِ التَّرَيُّثِ المرقوم!
لَغْو الديالكتيك المُشّفر القناعات المثقوبة الرُّؤية
والعصيَّة على الفهم الرَّعوي المُشطّر الأماني المُحل
'المهدي' الأحمر النُّبوءات المخنوقة بِعُسْرِ فظاظتها
وحادي قافلة الكداحى الذَّاهبةِ
إلى مأزقِ التَّنظير الأعسر
وقيامةِ الكسر
و'من كذَّبْ جرَّب سالمين، الشَّعب مدرَّب سالمين'
الثَّالث عشر من 'جَنوري' (33) الكالح، أَسْطَرَةُ الشَّهقات
والنَّطعُ المُعْوَج
القَدْحُ والقتل
والنَّحرُ والإقبار
و'جوادثُ المَسَد'
يتبرأ بعد لأيِ عواقدِ التَّسطير
من دَمْدَماتِ الدَّم الصُّراخُ بين يديه
وكرنفالاتُ الْحَزِّ المُدوَّرة الأشلاء
ومُتفحِّم مُعطبِ الأرواح...
' عبد الرَّقيب' (34) يُشهر قصاص'
خوارف' (35) مُتَقَلْقِلِ اللهجاتِ
وبهجةِ سلاسلِ الحصارِ المُتَكَرْبِن ' العَضْرَب' (36)
'ابن العواضي عبدربه أحمد '(37) مشغولاً لم يزَلْ
' بقافلةِ المراحل الطِّوال' (38)
والليلِ المُليّلِ الطُّوْل
رُغْمَ خيانةِ الجُدران
وتساقُطِ كمائنِ' القصرِ المُسَلَّح' (39)
على مواضي حُروفِ دَمِهِ البَدَوِيّ القَصيد
بنُبوءَةِ الغاياتِ السُّمر
ومُحوَّجِ القهوةِ البيضانيَّة المِسْكِ والزَّعفران
'يا قافلة عاد المراحل طُوال وعاد وجْهَ الليل عابِسْ'
'عبد العزيز نصر' (40) يُعلِّم تهامةَ البحر
وأقاصي مُعْشَوْشَبِ الجبالِ تباريحَ الزَّلزلةِ
العاتيةِ الزَّحفْ
وقانونيَّةِ الشَّعبِ ومظالمِ الحُفاة
عند نقطةِ استواءِ الماءِ المالحِ والمَرجانْ
'أنا الشَّعبُ زَلْزَلَةٌ عاتية
ستُخمِدُ نيرانَهمْ غَضْبَتِي
ستُخْرِسُ أصواتَهمْ صَيحتي
أنا الشَّعبُ عاصفةٌ طاغية'.
' تفاريش'(41) يرفعُ إشارَةَ تَفَتُّتِهِ الحَركِيِّ المُلغَّم
وانفلاتَهُ 'الغَبوَيّ' في مرابعِ العبث
وشيزوفرينا المَحْوِ الصَّاعقِ القتلات
بينما قبائلُ 'الفَيْدِ' الرَّعَوِيّ ملغوبةٌ
بلا أيدٍ تُشعِلُ صيفَ مايو بأوَّلِ فِلزّاتِ الفَتْكِ
ومقاصلِ القطرانْ
'عمر العدني' (42) لهُ كذلك
أن يفضح تورُّط كونيَّةِ' الفيفا
'بألغاز' كُبَّةِ 'الْقَدَمِ (43) ، المُذَحِّلةِ'(44) الحَواف
مُدلِّلاً بسقوطِ' التِّلال '(45) في حُفرةِ الدَّرجةِ الثَّانية
أطفالُ الأزِقَّة الطَّافحة الكُزاز
وشَلَلُ النَّواحي في طَرِيِّ مُتكهرِبِ أعصابهم
يلاحقون جِنَّ الـ' حَبْس أمان' (46)
في مُدنِ الهباءِ المَنْسِيَّةِ الأعياد
والثَّورةِ المُحاصَرةِ بِخُصومِ دواخِلها
وتربُّص الخوارج
دون أن تلتفتَ إليهم
ـ ولو سهواً ـ أقاصيصُ الصَّفِ الرَّابع
من أبدِ الجُذامِ الحِزْبيِّ المجنون
في صُعودِهِ المسعورِ والمعتوهِ
عن قَصْدٍ مُفْتَعلٍ وفاتك
خرائبُ الجهاتِ
ومطامعُ 'الشعط'(47)
المُسبّب المَقاصِدِ والغاياتْ
صنعاء، تعز، ذمار
إب، عدن، البيضاء
الحديدة، يافع أو عَمْران
غَضْبَةُ الزَّرانِيق
وسكينةُ البحر الأحمر الهادرة
بانتظارِ قيامةِ الأنحاء
وأيضاً مرَّانُ، تَرِيْمُ، كِرِيْتَر
سُوقُ الملحِ، صعدةُ، باب موسى
مُقدَّدُ اللحمِ على مَزاربِ المُكَلَّا
فوازعُ مأرب العَرِم وأنينُ الطِّين
وزَبيدُ، ونوائي الجوف مُحلِّقةٌ بتُرابِ أقاصيها
وبِدِمَنِ مواويلِ حضرموت
وانزلاق الكواكب في لَحْج ! (48).
........................
تنهضُ 'حاشد'(49)الآن من نومِها الوثنِيّ
شاهرةً سيوفَ الخَمْطِ والرَّيحان
لتثأر من طاعونِ السُّبات الطَّويل
بينما تغطُس قبائلُ الـ 'موفنبيك' بإسرافٍ باذخٍ
في سُخامِ السَّاعاتِ السُّليمانية الرَّاكدة المنافذ
على 'مداكئ' الغزوِ المُرْتَقبِ
و' مَتافِل '(50)البلغم
قال الحكيمُ الفاتكُ الإبصارِ والرُّؤية
بِنْ حسين عبد الله الأحمر(51):
'جِنِّي تِعْرِفِه ولا إنْسِي ما تِعْرِفِه'
فامتشقَ حَشْدُ أنْجَالِهِ سيوفَ نِقْمَتِهم
على الأشهادِ بتذمُّرٍ مُستعجلٍ ومنقوص
في وجهِ 'الجِنِّي' المقصود
ولم تُغمَد أو تَصْمُتْ!!
وتَدَافَعَتْ مضاربُ الرَّصدِ الأنثروبولوجي
إلى مقاصد الكُماةِ المُشفَّرين خافي نواياهم
وتداعت ضواري' الهريش' (52)
ومُحَوَّجُ الجَزُورِ لنُصرةِ مقاصلِ المَقَاتِلِ العُمي
وأسيد السَّراب
فأدركت البلاد صِدقَ مواعيد مَنِيَّتِها
وتمَلْمَلَتْ مرعوبةً
ومُهتاجةً خوفَ 'مُعَسْبَلٍ'(53)
ومسنونٍ بخوارق هلعٍ ابنِ كلبٍ وسُودِ فوازع..
توازن المُنهار
عن أيِّ توازن يتحدَّث
صادق الأحمر في حومةِ
الاصطدام الكبير؟!
وإلى أيِّ الاتِّجاهات
أطلقَ لِجَوادِ نواياهُ العنان؟!
كُلُّ شيءٍ مَنذورٌ لجدبِ 'البوازيك' (54)'
وبَواري '(55)السَّوْد...
'بَكِيل' (56) تُعيد ترتيبَ طُبولِ' الجَرَامِل '(57)
وصائباتِ ' الزَّاكِي كِرام' (58)
في هَوْجَةِ التَّدافُعِ القَبَلِيِّ المُشفَّر الفُؤوسِ والشَّفرات
بينما' مَذْحِج '(59)تُدَوْزِنُ حَبقَ ثاراتها المنسيَّة ولا تنام
والفضاءُ الدَّمويُّ المشيئاتِ البُكمِ مُدججٌ برماحِ تكايا النَّكَد
وما لم يقلْهُ قُصَّاص الأثر
لمنُشدي مناحي الخُذلان وتهتُّك 'القوقح' (60)!
هذه بلادٌ سَبئيَّةُ النَّسَب
يفورُ في عروقها ذهبُ تواريخ
ونفائسُ سِيَر...
يتيمةُ العُشّاقِ بعدما أغفلتها
قصائدُ فرسانٍ رازقي
وفضَّةُ عنبر
لم يعودوا هنا
بعدما أوغلتهم مَكارِهُ صيارفةِ سُحْتٍ
في كيدٍ نُوائي ومجاهيل' الخَزَجْ'
بلادٌ تقودها مُكْرَهةً بُوصلةُ التَّنابُزِ الأبرص
بِسُوءِ تكلُّبِه
باتِّجاه مفاتكَ فاجرةِ الهَتْكِ
والحَزِّ المُبين
وما أخفتهُ كلابُ' الخَسَعِ' (61)
عن تميمةِ جوهرةِ' المَشاقِر'
اختلطت نُذرُ الإعسار فيها بعطشِ الفَرْوِ
وصابونِ الوقائع
بلادٌ سُلِبت عاجَ مفاتنِها
ولم يَعُدْ فيها بلادٌ أو شَجَن
رُحَّلٌ لا يعرفهم مخلوقٌ
ومنسيُّون...
تتداعى على جدائلها مواقيتٌ مُشَوَّشةُ الإيقاع
وتفضحُ كوامنَها على كُثبانِ الملحِ الزُّؤام
وحوالقِ الأشهاد
جرَّاء انهمارِ رصاصِ المَنْعِ
على السَّاحات...
'جارالله عُمر'(62) يُشهِد' أبا الأسود الدُّؤلي'
مغلوباً بدمِ تَقَصُّدهِ المسفوكِ
على كهرمانِ فصاحته
قبل مقتلهِ بقليل لا يدري لماذا؟
قائلًا وماءُ مَنِيَّتِهِ يفورُ في فمِهِ المُطْبِقِ
بطلقاتِ الهَتْكِ المُورِقةِ الغدر:
'قُتِلت حُبًّا في بلادٍ أَدْمَيْتُها وأدْمَتْنِي
ولَمْ لي سانحُ أخير فُرصةٍ أنالها
كي - من 'مَشاقِر' العيدِ - أعتذر
وأنالَ رِضاها أو تُرضيني!
'علي عبد المغني' (63) يُذكّر
بـ' كم شهيدٍ من ثرى قبرٍ يُطِلُّ' .... (64)
وبانْمِحاءِ سيرتِه من رَصانةِ
عيد هبّهِ المُجنزرِ التَّصوير
وكم ثورةً مضارعةَ الأماني تكفينا
للخلاصِ من رِبْقَةِ المَسَدِ
المُشهَرةِ على الأعناق
وجحافلِ فُرّارِ الخياناتِ
وسادةِ الإفكِ يا وطني
لتتساوقَ في مهرجاناتِ القتلِ الوطنيَّة
التي لا تنفدُ جنائزُها
أو تسكتُ مصارعُ العُشَّاقِ
لضُحى البلدةِ الطيِّبة
في ميادين الرَّفضِ والقهر؟!
' الزُبيري'(65) يُعيد كتابة
'بحثتُ عن هِبَةٍ أحبوك يا وطني..!' (66)
مُتسائلاً عن سِرِّ قَتْلَتِه
والشَّمعةُ بِزَيْتِ رُوحِهِ مشتعلةً لم تَزَلْ في يمينه
لا يدري لمن يُسلِّمها قبلَ ذُبولِ بيت...
مُضطرمةٌ جوانحُ فؤادِه النَّبويّ
بطعنةِ نَذالةِ الغدرِ والقتل.
'الحمدي '(67) واقفٌ على صراطِ دمِ الأخوين
مُطرَّزَ الجسدِ
وهائجَ الرُّوحِ بطيورِ النَّارِ قد نَهَشَتْه
وغُصَّةُ قَتْلِه الغادرِ لا يَضحك ولا يبكي
و
و...
هل أقول 'شَبْوَةُ '(68) مرصودةٌ بقوافلَ التَّيْهِ المَكْرِبِيّ
أم أقول لتهامةَ أن تصعدَ إلى محاقِها النَّبويِّ
ولا تسكُت؟!
من سيُقنعُ 'بن لبوزة'(69) في قبرِ شهادته
بأنَّ' الذِّئاب الحُمر' (70) لم تعُدْ تحتلُّ مساطبَ الفُلِّ
والكاذي في 'المعاشيق' (71)؟!
وأنَّ 'رفاقَ' النَّهبِ المُدَوْزَنِ هم إخوةُ الدَّمِ المسفوكِ
بطافحِ جَشَعِهم المُرتاب والكاوي!
الرائي يتحدث - أ
للبرَدّوني أن يُشكِّل قصيدته كيف يشاء،
وأن يكشف زيفَ الجهاتِ المُدنَّسةِ النوايا:
'ماذا أُحدِّث عن صنعاء يا أبتي؟
مليحةٌ عاشقَاها السُّلُّ والجَرَب'*
وله أن يُحدِّث عن (رجعة الحكيم ولد زائد)
إلى مرابعِ الصِّبا المُهدَّمةِ الجَنَبات،
وحزاوي (صيّاد) و*(أمّ اللُّعطي)*
في مناحاتهما التي لا تتوقّف،
وأن يصرخ على الأشهاد:
'فظيعٌ جهلُ ما يجري وأفظعُ منه أن تَدري،
وهل تدرين يا صَنْعا؟ من المستعمِرِ السِّرّي'*
وأن يُناجي (وجوهاً دخانيةً في مرايا الليل)
لا تفقه منطقَ الوردة، ولا تهزّها زلازلُ الأحزان.
له كلُّ ذلك، وللبلاد على وجعٍ
حريةُ دَوْزنةِ نَشيجِ أمهاتٍ لا يدرين
كيف يبكين بقايا أبنائِهنّ المتناثرةَ الأشلاء
في حروبِ رِدّةِ الإخوةِ العاصفة:
'يمانيون في المنفى ومنفيون في اليمن،
جنوبيون في (صنعاء) شماليون في (عدن)،
وكالأعمامِ والأخوالِ في الإصرار والوَهَن'*
أقول بلادٌ هذي ترفلُ
في زعفرانِ الصُّبحِ
معشوقةً وعشَّاقة؟!
أم جُثَّةٌ مجهولةُ القاتل
نَقَرَتْهَا هَوامُ بِيْدٍ و'هوارشُ' (72)
في خريفِ المارشال المحزون
ومتاهةِ الكلاشينكوف
بينما الحُزن السَّبئيُّ ينثُّ حرائقَهُ
في وجوهٍ لم تَعُدْ لها مَعالمٌ
بعد أنْ غامت منافذُ النَّجاةِ المرجوَّةِ
من بين أصابعِ الطَّقس
وتداعت على أرصفةِ الضَّنكِ الإسبرطيّ محسودةً
ومُغتالةً شُعوبَ التَّيفوئيد
ومُكدّسَ مفقوءِ الأعينِ والأكباد
لكائناتٍ أنكرتها مُذكِّرات ضباعٍ أمُيّةِ 'التَّأرِخَةِ' والتَّدوين
وحدَهُ' عارفُ الخيواني'(73) يُؤكِّدُ لنفسه
أنَّهُ هو ولم يكنْ سِواه
لدِقَّةِ اختطافِ شوارعي' البُردقانِ'(74) والحنظل
صَعَقَتْهُ بهِ صدفةُ الرَّواغِ المُخاطيِّ القوابضِ والشّفرات
الخيواني الذي أُعِيد تأهيلُه وطنياً في سِرْدَابٍ فاشِسْتِيٍّ
فَصُرِّح له بالعملِ ساعاتٍ إضافية
ومن مكانٍ قريبٍ في وجعِ الرُّوح
تشكَّلت على كيدٍ مُبين
صادقٍ وكذوبٍ ساحاتُ تغييرٍ مُرتقَبة
وضجيجُ دماءٍ صادقةٍ
و'مشاقر' حُرِّية مشروطة النَّوايا المُحل
وهرطقات غاياتٍ ومقاصد
'توكُّل'(75) تُسَعِّرُ 'بَسُوْسَها الجديدة
بعزمٍ نُوبليّ فاجع
بينما اتَّخَذَ 'الرُّويشان خالد بن عبدالله'(76)
طريقًا مُخالفًا باتِّجاهِ الاصطدامِ الكبيرِ
القادمِ دونَ حذرٍ كافٍ
قال' محمد قحطان' (77):
الحريقُ يُحاصرُ وطناً مأزوماً
أضاعَ قياصرةُ' المَفَارِجِ '(78) العاليةِ
فوانيسَ خَلاصهِ المُنْتظَر
وفي روايةِ فتنةٍ أخرى:
' سندخل لهم إلى غُرف النَّوم '
فثارت سبأُ لفَداحَةِ القولِ ولم تَسْكُتْ..
قال' الحوثي عبد الملك '(79)':
جِرّ مِنِّه ناوِلِه والكِرَا من باولة' (80)
'الحوثي 'الشَّيطان أم النَّبي؟!
أم لعَلَّهُ كاهنُ النَّار وحوافرُ البسوس
في قفار' صعدة' (81) المَسْبِيَّة بين يديه
الملطَّخَتين بدمِ قلبها السَّبئيِّ القَداسة؟
أم إمامُ بشاراتٍ ضَلَّ طريقَه
إلى سوافع خلاصٍ دمويّ
وقائد فُقراء المنافي الوطنيَّة
صوبَ صُبحٍ مُتَكَهْرِب
أنكرتهُ شمسُ الضُّحى
وتبرَّأت منه صحفٌ لم يقرأها أحد؟!
وهناك في مكانٍ مرئيٍّ ومجهولٍ
كان ذئبُ الفرقةِ الأحمر (82) يترقَّبُ مُجرياتِ الوقائع
من عُلُوِّ تخاطيطهِ المسمومة
بحكمةٍ لئيمةٍ مُدَوْزَنَةِ المقاصد
ليعرفَ من أين سَتُؤكلُ كتفُ الأحداث
كتفاً كتفاً ورأساً رأسا
صامتاً يُوشك على قطعِ حبلِ مودةٍ قديمةٍ
وفائضةٍ عن الحاجة الآن
في سبيل الوصول إلى كرسيٍّ سيفرغُ بعد قليل
ولن ينالَه
توطئة ثالثة : - أيلول - (83) :
أزهارُ أيلول الشَّاحبة
أَيْنَعَتْهَا غارةُ الخميسِ الرَّابحة
سقط الصَّنمُ الأكبر
فتوالت من بعده الأصنام
والنَّاسُ القابعونَ في ظُلمةِ الأشياء مرايا لليوم
الَّذي مزَّقته 'البُوْمُ' والسِّيَرُ الكاذبة
كُلُّ الجُثث تُؤدِّي إلى الوثبةِ العالية
والجندُ تُرهقهم سطوةُ اليوتوبيا
وزغاريدُ النِّساء
فمن أيِّ نبعٍ نغرفُ
القصائدَ المُدبَّجةَ للهُراء
وأيُّ الحروف
ستُسطِّرُ دفاترَ الأموات
أخبرتني يا صديقي
والمطرُ أغنيةٌ تتلوها القفار
بأنَّ 'الوطن غالي ومَحَّد (84) يِبِيْعِهْ'
فمن ذا سيشتري منِّي مواويلي
في حضرةِ الفجر المسروق
من بارقة الضُّحى؟!
حدثتني يا'بن شاجع'(85)
بأنَّ النُّبوءات لا تُصيب إلَّا الأتقياء
فأيُّ نُسكٍ ستؤدِّي بنا إلى جنَّةِ الوطن الغائبة؟!
أزهارُ أيلول الشَّاحبة أَيْنَعَتْهَا أغنياتُ الرُّعاة
في مساربِ الوطنِ المسروقِ مِن الأحداق
ومِن مَأْمَأةِ الخِرافِ السَّائبة
سقطَ الصَّنمُ يا صديقي
فتبرَّأتْ من ضجَّتِها الأرصِفة
وهطلتْ الكلاب
وتُحدِّثني
عن
أيلول !
هو الأغنيةُ السَّاطعةُ في سماءِ الذِّئاب
وقمحِ الطُّيور
زادُ المُسافر
ودندنةُ المسافةِ الخضراء
نشيجُ القُرى عبر مَساربِ الليلِ الطَّويل
جلجلةُ السَّيفِ في سغبِ الرَّغيف
فأيُّ 'أُبيٍّ' أصارع؟!
ومن أيِّ
بابٍ
أدخلُ
المذبحة؟!
15-9-94 الخميس
عبد ربه
قال ابنُ الرَّملِ وحكيمُ الجهاتِ اليماني
أرى الأخضر منصور عبد ربه(86)
يفرُّ من حومةِ الصَّدِّ مرعوباً وأسياناً
ومنذوراً لغامضِ الجهاتِ الغُرل
لا يلوي ولا يسكت
كأنَّ المواجعَ كُلَّها تسكنُ قارورةَ قلبِهِ الكسير
مَن دلَّهُ على طريق الانطفاء
من ..
وكيفَ هانت
دماء رجاله في عينيه
وكيفَ
وكيف ؟!
نُبوءة
خرج الأسودُ العنسيُّ المُشفَّرُ الغايات(87)
من صفحاتِ التَّاريخ مثلوماً وصَدِئَ مَقاصِدْ
جديداً بأكاذيبه القديمة
ونادى في عبيدِ المنايا
بصوَّانِ صوتِه المشروخِ والنَّائح:
أرى لكم ما أراه فصدِّقُوني
كلّ يومٍ (جمعة كرامة) جديدة(88)
فاضطربتْ الجموعُ
وماجت في بحثها الصَّاخب
عن فجرها الكاذب الكذوب
والكذَّاب المنال
وقتلتْ وقُتلت واستقتلتْ واحترقتْ
فعصفتْ بهم الهواجمُ كلّها(89)
ثُمَّ إنَّ الدِّماءَ سالتْ بحاراً ولم تزَلْ
إلَّا دمَ الأسودِ الهاربِ بنجاتِه
إلى بعيدِ مَخبئِه العال
لا يُمَسُّ لهُ دَمٌ أو يُراقْ
الأسودُ
الكذَّابُ
الكذوبُ
الجبانُ
الأشِر
الذي توارى خِلسةً من ميدانِ المذبحةِ الَّتي صنَعَها عَمَاه
على غفلةٍ من أقدارِ قَتْلَاه ومَقاتِيله
مُتوارياً في خِزْيِ فِرارِه ملعوناً ومَقْبُوحَ سِيرة
مُهدِّداً من وراءِ ألفِ بحر
وألفِ ألفِ غابةٍ وجبلٍ وسَهْل
قالت أمل كُعدل (90):
' يا وِليد يا نِيْنُوه جرَّ الكاس واسقِيني'
قال' باجمَّال عبد القادر' (91):
سنحملُ السِّلاحَ لمواجهة طُغاةِ القِيلِ والقال
وشراذمِ تغوُّلِ القَتَلة..
قال الآنسي:
'يا بنَ السَّعيدة لا تَقُلْ فاتَ القِطار..' (92)
صرخَ' المقالح محمد':
شَلّوني من الشَّارع وأنا في أمان الله
وبَكّوا عليَّ بناتي، وضيَّعوني'(93).
قالت البلادُ المنذورة لِسُموم بَرابرةِ الأنحاء
في منزلةِ بكائها العالية:
(مِن أين أبدأ البُكاء من رقصةِ الطلقةِ الأولى،
تُدوِّي في الصَّدر الأغر
أم مِن موَّالِ الأرامل
فوقَ تًرابِ الأحِبَّة في الأجداث
الأحبة..
الذين غادروا دِفء الأمكنة
وما تركوا للرَّحيلِ سوى ضحكاتٍ
أطلقوها في عيدِ البُكاء!
القبيلةُ هكذا طبعُها في مواسمِ الدَّم
تستعيدُ سِيرتَها الأولى
تعيدُ ترتيبَ الموتى
في دفاتر وطِئَتها سنابكُ الرِّيح
القبيلةُ التي ما فتِئَتْ نيرانُ نِقْمتِها
سيوف فِتْيَتِها
أهازيج فتياتِها الحالمات
في رقصةِ الحربِ
والأمهاتُ اللواتي
يَشْرَبْنَ قاماتِ فِتْيَتِهِن
أوَّلُ الهباء
القبيلةُ
النَّارُ والرَّمادُ
والذَّاكرةُ الحجريَّة
وقصائدُ القتلى الذين ما فَتِئُوا
يعدُّون موتهم طعنةً طعنةً
وقطرةً قطرةً
آخر الجنونِ الذي يَسْرِقُ
من خفقةِ المقتولِ حُرِّيتها
في نبضةٍ تمرُّ بأوردةٍ أحرقتها الظنون!
من أين أبدأ البُكاء؟!
من الذِّئب الذي باع
في نخاسةِ الأوهامِ حِرْفَتَهُ؟!
أم من
طائرٍ
خانتهُ
السَّماء؟!!
وحدي..
أنا الرَّصيفُ الذي غادره النَّاس
في وطنٍ أشعل غباره
شمعة لليلٍ لا ينقضي
أُعِيدُ ترتيبَ الجماجم
وأبعثرُ الأسماء
فيا أيها الوطنُ القادم من موتِه
ومن خاتمةٍ لم تكن لها نَبالةُ الفارسِ
حينما يخونهُ الصَّديق
كيف يُمكِنُ لزهرِ القرنفل
أن يُغادرَ لونَهُ
وذاكرتك من رماد؟!
وكيف لجُثَّةٍ حلّقت
أشلاؤها في عرسكِ الهمجي
أن ترسمَ شارةَ النَّصر
وتتصنَّعَ فرحاً ليس لها
أو أن تطبعَ قُبلةً مخنوقةً
على وجهِ صديقٍ تفصلهُ وحشةَ التَّرقُّب
في أديمٍ غادرتْهُ الحياة
إنِّي مُتعبٌ بكَ أيُّها العزيز
في موتِكَ الآني...
في حُزنكَ الذي لا تملك سِواه
وفي وحدتِكَ تنهشكُ الكلاب!
من أين يا أيُّها الصَّاعد في دمي
قصيدةً مجنونةَ الحروفِ والمداد
أبدأ فيك سيرتي
وأنتَ القبيلةُ
يسكنُكَ تاريخٌ من سيوفٍ وسبايا
أبدأ فيك جنوني المُهذَّب
وأنا أراكَ تطاردُ سرابَ الوقتِ
وخيولٌ وحشيةٌ ترفضُ فيكَ دِفْءَ الأُمّ
وقُبلةَ الحبيب؟!
من أين
يا آ آ آ آ آ آ آ
أيها الأعزُّ منِّي
أبدأ
فيك
البكاء؟! (94) -24-8-94 مساء الأربعاء
'فتدحنقت'(95)
جغرافياتٌ مُؤثَّثةُ الأرجاءِ
وصِحاحُ خرائط مُبتكراتِ التَّرسيمِ
ومُتماوجاتِ الأرقامِ
في انحدارِ مقاييسِ الرَّسمِ المثلومةِ الشَّفراتِ
باتِّجاه هاوياتِ التفكُّكِ المُرتقَبة...
سفرُ الشَّطَطِ وتضاريسُ قادمِ الشَّتات
وانكمشت على فواجعِها الهجّامةِ حُيودُ الإشاراتِ والأقاويل
'أبو صالح' (96) بائعُ الكُرَّاثِ و' الكُدم' (97) المِيري
أغلقَ على نفسِهِ بابَ نسيانِه المغدور ومات
فتلجلجتْ أوقافُ 'جامع القاضي'(98) حُزناً عليه ومادت
بينما (الحليلي) (99) يُنادي بصوتِ اللهِ مُحذِّراً بنورِ بصيرته:
﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا..﴾ (100)
فلم - في تَدافُعِهم المجنون والأبكم إلى القارعة - يَسْمَعْهُ أحد
أيّ استعمار يقصدهُ ابن' عطروش' (101)؟!
'طائر امْغَرْب' (102) لم يَصِلْ إلى عُشِّهِ المنشود
فاشتكى' أيوب طارش' (103) عُزلَتَهُ إلى طائلاتِ الأذان!
ثم إلى أين يذهب الشُّعراءُ بعد الخامسة
من صَرْعِ القاتِ المُنَضَّب الأوراق؟!
وماهي الأسرارُ الخفيَّةِ التي تدفعُهم لـ' التَّخزين '(104)
قبلَ التَّاسعةِ إلا رُبعاً بتوقيتِ مدنية الغبار؟!
وهل كان' الضُّبيري مختار' (105)
يُدركُ وجهته النائحة المُنتهى
والهدف بعد انتحارِهِ مباشرةً ذات ساعةٍ ممحُوَّةِ الدَّقائق؟!
ومن يستطيعُ إقناعَ أرملةِ شهيدٍ مَنسيِّ
لم يسمع به هُبَلُ انتصاراتِ' البلاي ستيشن' الواهية
كذبةِ الميادينِ المُرقَّشةِ اللقطات
والثوريةِ الهَمْزِ واللَّمْزِ وكواذب ملتاعة
وأناشيد النُّواحِ النِّضالي
في تَدافُعِ بُكاء العُكفة الجُدد
وشُذَّاذ الأماكن الواطئة الدَّسِّ بِعُلُوِّ مفاجرها
بعدمِ بيع ثدييها في بازار المجاعةِ الرَّسميّة الأرزاء
ماذا عن 'رشيد الحريبي' (106) الصَّوت المُعتَّق
والصُّورة الصَّدِئة الحواف
وإطلالته الجديدة' الضَّرِيب' (107)
وعِذْقان البصلِ على مسرح التشرُّدِ المُكتَظِّ
بحريقِ النَّدمِ وخوازيقِ الأمكنة؟!
من هو القائل 'تفرَّقت أيدي سبأ'
عُلوج الرُّوم والقُلزم أم أقراش اليابسة
وهل الملكةُ بلقيسُ يمنيَّةُ البخورِ
والأعطافِ، أم حبشيَّةُ العاج
كم وجهاً مُشفّراً تحتاجه
بائعةُ' مَلُوج '(108)' أدنى القاع' (109)
كي تعودَ إلى بيتها النَّائي
بأقلِّ الخسائر المُمكنة من الغزلِ العام
خضابُ' أبْيَن' (110) المُعَصْفَرُ
أوَّلُ العشقِ الوحدويّ المهتوك
قيامةُ الإنشادِ أم ظلالُ القتلى بميدان السَّابع من يوليو
القائظِ المفاصلِ وزعيقِ الهوام
جُثَثُ الهاربين من مُنجزاتِ الرَّماداتِ العَصِيَّةِ التَّفكيك
تنهشُها غِربانُ مهاوٍ يانعةٍ وبرَّاقةِ اليباب
عند مشارفِ حُدودِ التربُّصِ الذِّئبي
وكوائنِ المواقد أم باعةُ الموزِ اليماني
تحت صوارمِ الرُّطوبةِ القصوى
على شواطئِ مُدنِ الرَّمادِ المِئويَّةِ التَّصاريِفِ
في الجهةِ الشَّماليَّةِ الغربيَّة من مَدرات الجمر
أيّ أنطولوجيا مجنونةِ التَّشفيرِ والسُّطور
تستطيعُ احتمالِ أجوبةِ أسئلةٍ ملعونةٍ كهذه
لذا فمِن حقِّ' حَوْف' (111) أن تختبئ بعيداً
عن 'شَوَاخِف' (112)
'الرَّازِمِ ' (113) الشَّبَقيِّ الهدّاتِ
في عباءةِ الأخضر اللازورديّ المجاور
حفاظاً على ما تبقَّى من أنوثةِ البحر
وأن تُشهر' الضَّالعُ' (114)
سنابلَ حَنقِها الحِمْيَرِيّ
المُتوحِّد نواحي الجغرافية
وواحديَّة الخرائط مزهُوَّةٌ
في وجهِ جوارحِ الزَّقُّومِ
ومُدوَّناتِ ضَرِيْعِ الكَبَدِ المُتواصل
بِسُمِّ السُّخام الثَّخِينِ الذّرَّات!
...................
إشارة
﴿لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ (16) ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا ۖ وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ (17) وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ ۖ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ (18) فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (19)﴾
بَقِيَ اللهُ على عهدِه ونَقَضَهُ العبادُ الأشرار
ثُمَّ إنَّهم تنافسوا ففتكَ بعضهم ببعض فهلكوا
وتمزَّقَ شملُهم بعد عِزَّةٍ ومنعةٍ وقُوَّة
وَلْوَلَتْ 'ثائراتُ' السَّاحاتِ حنقاً من قولِ حميد الأحمر في حقِّهن
حينما قدحَ فيهنَّ ذاتَ حوارٍ أمريكي بالقول (115):
''حدثت سلوكياتٌ خاطئةٌ حوَّلتْ السَّاحةَ إلى مرقص 'ديسكو'
وبعضُ النِّساء أردنَ السَّير يداً بيد إلى جانب أصدقائهن الذُّكور
وعُشَّاقهن خلال المُظاهرات، وما حدث أمرٌ مرفوض وهو ضدَّ دينِنا'
ولم يَسْكُتْنَ وثُرْنَ وثارت الجبالُ مَعَهُنَّ والطَّير والشَّجر وقواسي الصّلب والحجر.
بلاد هذه أم مقصلة
بلادٌ هذه
أم جنازةُ أرملةٍ لم تَلِدْ بعد
وطِئَتها على غفلةٍ من أقلامِ رُواة المِحَنْ
بِيادَاتُ' (116) جنرالاتِ الـ' رُولكس'
المعُشَّقةِ الزُّمُرُّد والألماس
وبلاتين الـ' أوميغا ' الغير قابلة للخدش
وهل كلُّ هذه الأرواح المتروكة
على دِمَنِ مَقاصلِ الكيدِ العقيم
لي وحدي بمعطوبِ عاجِ مناياها
مُتشظِّيةً بِدُوْدِ اِسْوِدَادِ عماءاتِ مَقاتلها
مُجندلةً على العرصاتِ بلا ترقيم
عند حُدودِ مضاربِ النَّحْسِ المُتكلِّبِ الأشراط
وفاتكِ التَّهشيمِ والْبَتْك
أعني مكلوم أمَّهاتٍ مُتَبَرْكِن حوارق النَّوْحِ
وزلازل الشَّدِّ واللطمِ
أمَّهاتِ متقرِّحِ الأكبادِ من نيرانِ فَقْدِ نوّاحٍ
وحوارق أحزان
ماذا عن جنائز مُتعثِّراتِ الصَّدِّ العويص
بخوافي مقاصد هبَّةِ السَّردِ العجماء
والمُرتبكةِ الإيقاع على عواتق مهدوري ظِلِّ قاماتِهم
وأعناقِ مناياهم
محمولة إلى سَفُّودِ التَّدافُعِ المجنونِ
إلَّا مِنْ قَصَبِ سَبْقِ قتَلَتِهَا ومنسيَّة
ماذا عن
وعن
ثُمَّ بعد ثُمَّ
عن وعن الْعَنْ
'فلم شافي' إجاباتٍ أحْذَقُهَا
وتُدركُني بنُورِ تبصُّرِها
أو غزيرِ سَفْكِها المُرعبِ والهادرْ
توقَّفتْ منها أضاحي التَّصادُمِ المسعورِ
ينابيعُ خرابٍ وسواقي نَكَدٍ
إذَنْ فهذه بلادٌ تَسْبَحُ عكس المجاز
وتصنعُ أوقاتها من بقايا تَكلُّسِ المَناحات
وذحلِ دبَّاباتِ الكرِّ والفَرِّ المعطوبةِ البوصلاتِ
وطرائقِ النَّحرِ
ومجهرياتِ الاحتراقِ المُستديمِ الأطراف
بينما أمرُّ على حوافها المُهدَّمةِ المَقاصفِ
متبوعاً بأفاعٍ سِرّيَّةٍ لا تُرى أو تُسمَع
حادَّةُ اللَّدْغِ المُقَوْنَنِ الاستدراجِ
مُستفِزَّةُ ' المجازن '(117)
فلا ألتفتُ إلى مناقشة' محمد عبد الوهاب الشَّيباني' (118)
عن خفايا السَّوادِ الظَّاهر
على وجوهِ أبطالِ صفحته' الشَّارع'
في صحيفة التَّجَمُّع
إذاً فليصرخ' جمال الرّموش' (119)
بكُلِّ قصائده المَشْدُوْخَةِ بمطارقِ الإبعادِ المناطقيِّ
وليحمل' شوقي شفيق '(120) فأسَ إرهاقِه الشِّعري بلا ندمٍ مُسبَّبٍ
ويهوي بها على آلهاتِ العَمى الخشبيِّ النَّوافذ
دونَ اعتذارٍ مُدلَّسٍ من آلهاتِ الظمأ المسعورة الشَّفرات.
في تصريحٍ سرّيٍّ لـ'عبد النَّاصر مجلِّي' لم يُنشر
قال:' لماذا يتمنَّع ساتنا كلوز أو بابا نويل
أو 'ما ناش داري أيش اسم أبوه'
عن التَّفاهم معي يا عباد الله
ألا يكفيه نسيانهُ لي كلّ هذي السِّنين لا أُسأل ولا أُترك'
ضحك 'علوان مهدي الجيلاني'(121) مُتسائلاً:
' لماذا لا يتمُّ إنصافُ الرَّائدِ بن مجلِّي وإعادته إلى الوطن'
هل أقول' مُخضّريَّة' جديدة
أم أترك الأمر لـ'رَيَّا أحمد '(122)
لتحكي لنا عن' الفيل الذي يجبُ قتله' (123)
مُسْنَد مَنْسِيّ
يقتلون أنفسهم بأيديهم
قالت العَر













































