اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٢٧ تموز ٢٠٢٥
أعلنت تايلاند عن محادثات الإثنين 28 يوليو 2025، مع كمبوديا في ماليزيا، بعدما دخلت المعارك بين البلدين يومها الرابع الأحد.
والسبت، أعلن الزعيمان الكمبودي والتايلاندي عن انفتاحهما على وقف لإطلاق النار خلال محادثة هاتفية أجراها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع كلّ منهما. لكن الطرفين يتبادلان مذاك الاتهامات بمواصلة الأعمال العدائية وازدواج المعايير.
وتخوض الدولتان الواقعتان في جنوب شرق آسيا الاشتباك الأعنف بينهما في إطار نزاع على الأراضي متواصل منذ حوالى 15 عاما. وأسفر تبادل إطلاق النار وعمليات القصف والغارات الجوية عن مقتل 34 شخصا على الأقل كما تسبّب في نزوح نحو 200 ألف شخص.
وأعلنت بانكوك مساء الأحد أن رئيس الوزراء بالوكالة بومتام ويشاياشاي سيتوجّه الإثنين إلى ماليزيا في إطار ما قد يكون أوّل لقاء مع نظيره الكمبودي هون مانيت الذي سيحضر أيضا.
ويقضي الغرض من هذه المحادثات بـ'الاستماع إلى المقترحات كلّها' و'إعادة السلام'، وفق ما جاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء التايلاندي.
ولم يصدر بعد أيّ تعليق من بنوم بنه على هذا الإعلان لكن رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت أكّد خلال مكالمته مع ترامب أن كمبوديا 'توافق على مقترح لوقف إطلاق النار فورا وبلا شروط'.
والخميس، عرض رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم الذي يتولّى بلده الرئاسة الدورية لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي تضمّ تايلاند وكمبوديا الاضطلاع بدور الوسيط بين الطرفين.
- الرسوم الجمركية الأميركية -
والسبت، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه تحدث مع الزعيمين الكمبودي والتايلاندي، مشيرا إلى أن الجانبين اتفقا على الاجتماع و'التوصل بسرعة' إلى وقف لإطلاق النار.
وتجري تايلاند وكمبوديا محادثات مع البيت الأبيض بشأن الرسوم الجمركية الباهظة التي ستفرضها الولايات المتحدة ابتداء من الأول من آب/أغسطس والتي ستؤثر على الاقتصادين اللذين يعتمدان على التصدير.
وقال الرئيس الأميركي إنه 'من غير المناسب' العودة إلى طاولة المفاوضات بشأن قضية التجارة قبل 'توقف' القتال.
وفي الأيّام الأخيرة، حثّت أطراف كثيرة، منها الصين وفرنسا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، الطرفين على إنهاء الاشتباكات والعودة إلى الحوار.
واندلعت التوترات في البداية بين البلدين صباح الخميس، بسبب معابد قديمة متنازع عليها منذ فترة طويلة قبل أن تتسع رقعة المعارك لتمتد على طول الحدود الريفية التي تتميز بالغابات البرية والأراضي الزراعية حيث يزرع السكان المحليون المطاط والأرز.
والأحد، قالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الكمبودية مايلي سوشياتا، إنّ تايلاند هاجمت معبدَين متنازعا عليهما في شمال غرب البلاد في الساعة 4,50 صباحا (21,50 بتوقيت غرينتش السبت).
وأضافت في بيان أن بانكوك ارتكبت 'أعمالا عدائية ومنسّقة'، مندّدة بـ'الأكاذيب والذرائع الكاذبة' التي استخدمها الجيش التايلاندي لتبرير 'الغزو غير القانوني'.
من جانبها، أشارت وزارة الخارجية التايلاندية إلى أنّ الجيش الكمبودي أطلق 'نيران مدفعية ثقيلة' مستهدفا 'منازل مدنيين' في مقاطعة سورين، قرابة الساعة 4,30 صباحا (9,30 مساء بتوقيت غرينتش).
وأكدّت أنّ 'أي وقف للأعمال القتالية مستحيل ما دامت كمبوديا تُظهر افتقارا صارخا لحسن النية وتستمر بشكل متكرّر في انتهاك المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان والقانون الإنساني'.
كذلك، اتهم الجيش التايلاندي كمبوديا الأحد باستخدام 'أسلحة بعيدة المدى'.
- توسّع الاشتباكات وتعدّد الجبهات -
في الأيّام الأخيرة، توسّعت رقعة الاشتباكات وتعدّدت الجبهات التي تبعد عن بعضها البعض مئات الكيلومترات أحيانا، من مقاطعة ترات التايلاندية المشهورة سياحيا على خليج تايلاند وصولا إلى منطقة تعرف بـ'مثلّث الزمرّد' قريبة من لاوس.
ووصلت العلاقات الدبلوماسية بين الجارتين اللتين تربطهما علاقات ثقافية واقتصادية غنية، إلى أدنى مستوياتها منذ عقود.
وأسفرت الاشتباكات الجارية عن مقتل 21 شخصا على الجانب التايلاندي، بينهم ثمانية عسكريين، بينما أفادت كمبوديا عن مقتل 13 شخصا بينهم خمسة عسكريين.
وأجلي أكثر من 138 ألف تايلاندي من المناطق ذات المخاطر المرتفعة، وفقا لبانكوك، كما تم إجلاء أكثر من 80 ألف شخص من الجانب الكمبودي من الحدود، وفقا لبنوم بنه.
ويختلف البلدان على ترسيم حدودهما المشتركة، التي حُددت خلال فترة الهند الصينية الفرنسية. وقبل القتال الحالي، كانت أعنف اشتباكات مرتبطة بهذا النزاع هي تلك التي جرت حول معبد برياه فيهيار بين العامين 2008 و2011، وأسفرت عن مقتل 28 شخصا على الأقل ونزوح عشرات الآلاف.
وأصدرت محكمة الأمم المتحدة حكما لصالح كمبوديا مرّتين، في العامين 1962 و2013، بشأن ملكية معبد برياه فيهيار المُدرج في قائمة اليونسكو للتراث العالمي والمنطقة المحيطة به.