×



klyoum.com
yemen
اليمن  ١١ أب ٢٠٢٥ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

klyoum.com
yemen
اليمن  ١١ أب ٢٠٢٥ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

موقع كل يوم »

اخبار اليمن

»منوعات» شبكة الأمة برس»

بشير البجاوي... التونسي الذي روض الكوبرا وحول الخطر إلى مهنة استثنائية

شبكة الأمة برس
times

نشر بتاريخ:  الأحد ١٠ أب ٢٠٢٥ - ١٨:٣٨

بشير البجاوي... التونسي الذي روض الكوبرا وحول الخطر إلى مهنة استثنائية

بشير البجاوي... التونسي الذي روض الكوبرا وحول الخطر إلى مهنة استثنائية

اخبار اليمن

موقع كل يوم -

شبكة الأمة برس


نشر بتاريخ:  ١٠ أب ٢٠٢٥ 

في زوايا الريف التونسي، حيث تتعانق الصخور والأشواك وتتمدد أشعة الشمس على جلود الزواحف، وُلدت حكاية رجل اختار أن يصادق الخوف ويجعل من السمّ علاجا، ومن صيد الأفاعي والثعابين مورد رزق وشغف، بحسب سبوتنيك.

'بشير البجاوي'، الرجل الخمسيني القادم من محافظة بن عروس (شمالي تونس)، لا يخشى الأفاعي ولا يخاف سمومها، بل يلاحقها في الجبال والمنازل، يصطادها، يروّضها أحيانا، ويعيدها إلى موطنها الأصلي الغابات أو يسلمها إلى مراكز الأبحاث لتنقذ أرواحا أخرى، عبر استخلاص مضادات السموم منها.

منذ ستة عشر عاما، ارتبط اسمه بمعهد باستور (مستشفى ومركز دراسات وأبحاث طبية)، في تونس، حيث يزوّده بالأفاعي التي تستخدم في استخلاص مضادات السموم، ويواصل منذ أربعة عشر عاما استقبال نداءات المواطنين من مختلف أنحاء البلاد ليخلّصهم من الأفاعي والثعابين التي تزحف إلى المناطق السكنية.

صيّاد بالفطرة

لم يكن بشير البجاوي، ابن الريف التونسي، يرى في الثعابين ما يثير الفزع أو يدعو إلى الهرب. كانت الجبال ملعبه الأول، والحيوانات البرية رفاقا صامتين يملؤون طفولته بالدهشة، فيما كانت الأفاعي جزءًا من المشهد اليومي الذي اعتاده دون أن يترك في نفسه أثرا من الخوف.

يستحضر بشير البجاوي بداياته، قائلا لـ'سبوتنيك': 'منذ صغري وأنا أشدّ الثعابين بيدي، ولم أكن أشعر بالخوف بتاتا، لا من الأفاعي ولا من بقية الحيوانات البرية'. ولا يتذكر تحديدا اللحظة الأولى التي التقت فيها عيناه بعينَي أفعى، لكنه يصفها كوميض أشعل في داخله فضولا لم ينطفئ حتى اليوم.

لم يرث هذا الشغف من أحد، لا في عائلته من اقترب من الأفاعي أو فكر يوما في مرافقتها. لكنه وحده، ومنذ الطفولة، وجد نفسه مشدودا إلى هذه الكائنات الزاحفة، حتى بات اليوم هو من ينقل هذا الولع للآخرين. زوجته أصبحت ترافقه وتدعمه، وصديق مقرّب تعلم منه الصيد، وها هو منذ عشر سنوات يخوض الجبال وحده بثقة واحتراف.

تحولت العلاقة إلى مهنة سنة 2004، عندما التقى بصياد كان يزوّد معهد باستور في تونس بالثعابين. هذا الأخير تعرّض للتسمم، ولم يعد قادرا على تسلق الجبال، فربط الصلة بين بشير والمعهد. ومنذ ذلك الحين، صار بشير يزود المركز بالأفاعي، لتُستخدم في استخلاص مضادات السموم وإنقاذ المصابين، كما تسهم أيضا في تقدم البحث العلمي.

'منذ ستة عشر عاما وأنا أزود معهد باستور بالأفاعي، الباحثون يستخرجون منها مضاد التسمم وينقذون به حياة الناس'، يقول بشير.

لم تتوقف علاقته بالأفاعي عند حدود المختبر، بل توسّعت لتشمل العمل الميداني في كل جهات تونس. منذ أربعة عشر عاما، بدأ يتلقى اتصالات من مواطنين يطلبون منه التدخل لإخراج أفعى زحفت إلى بيوتهم. مقابل مادي متفق عليه، يشد حقيبته ويتوجه حيث الخطر، مدفوعا بخبرة طويلة ومعرفة دقيقة بمخابئ الزواحف.

يضيف: 'أعرف جيّدا الأماكن التي تختبئ فيها الأفاعي، وعادة ما تكون الثعابين في الأحياء السكنية محملة بالجراثيم، لأنها تتغذى على الجرذان والأوزاغ. لذلك، بعد صيدها، أُعيدها إلى الغابات، إلى موطنها الطبيعي، هناك حيث يجب أن تكون'.

كوبرا في بيته

لم يكن صيد الأفاعي مجرد مغامرة أو هواية تروى في الجلسات الريفية، بل تحوّل عند بشير البجاوي إلى حرفة متكاملة الأركان، ومورد رزق ثابت، يزاوج الشغف بالعقل، والخطر بالحذر.

يستعيد بشير تلك اللحظة الأولى التي ذاق فيها طعم المقابل المادي لصيده قائلا: 'ما زلت أتذكر أول أفعى بعتها بخمسة دنانير ( ما يقارب 1.5 أورو) سنة 2002. كانت أول مرة في حياتي أبيع أفعى'.

ومنذ ذلك اليوم، لم يعد يكتفي بالصيد من أجل الفضول أو الاكتشاف، بل صار جزءًا من السوق غير المرئية التي تطلب جلد الأفعى وسمّها. فالبعض كما يروي، 'يستخدمون أثواب الأفاعي كدواء للشعر، وهناك من يصنع منها أدوية، خاصة ضد الأمراض السرطانية'.

تنقل بشير في البلاد من شمالها إلى جنوبها، واصطاد أنواعا مختلفة من الأفاعي، من بينها الأفعى الموريتانية، الكوبرا، القرناء الصحراوية. لكن يختص أكثر في الأفعى الموريتانية.

وحين يُسأل كيف يميز بين الأفاعي السامة وغير السامة، يجيب بثقة من جرّب وامتهن: 'أميز جيدا بحكم الممارسة والخبرة، تماما مثل مربي المواشي الذي يفرّق بين الثور والبقرة والعجل. أنا حين أراها بعيني فقط، دون أن أمسكها، أعرف ما هي، وأعرف نوعها وعمرها، وهل هي سامة أم لا'.

لم تقتصر علاقة بشير بالأفاعي على الصيد فحسب، بل شملت أيضا تربية بعضها داخل منزله. في بيته، لا تسكن الأفاعي تحت البلاط أو في الزوايا المظلمة، بل في غرفة خاصة مغلقة ومراقبة. هناك تعيش عدد من أفاعي الكوبرا التي يطعمها ويعطيها أسماء، يحفظ عاداتها وتقلّباتها، ويمارس معها لعبة خطرة لكنها محسوبة، فهو يتعامل مع الكوبرا كما يتعامل غيره مع قطة منزلية مدللة.

يروي بشير: 'لقد قمت بإيواء 16 كوبرا في منزلي، وكل واحدة أعطيها اسما، منهم من سميتها على اسم زوجتي، وأخرى على اسم زوجة أخي.. سميت هيفاء، عبير، نانسي'.

وبينما تحفل مهنته بالمخاطر، فإن الحذر ظل رفيقه الدائم. لم تُلدَغ يده قط، لأنه كما يقول: 'لدي تجهيزات أعمل بها ولباس خاص، وأتعامل بحذر. حين أخرج إلى الجبل أكون على أهبة الاستعداد'.

ورغم حرصه الشديد، لم تخلُ رحلته من مواقف كادت تتحول إلى كوارث. يتذكّر إحداها قائلا: 'مرة اصطدت ثماني أفاع ووضعتها في دلو، وركبت مع شخص في السيارة، لم يكن يعلم بوجودها. كانت سيارته ضيقة، فوضعت الدلو بين ساقي، وشغلنا الحديث... تعثّر الدلو برجلي، ففتح الغطاء وخرجت واحدة منها. وكادت أن تكون كارثة'.

ورغم ذلك، لم يتراجع، بل ازداد تشبثا بمهنته التي لا تشبه غيرها، فالحياة عند بشير تُقاس بنبض الزواحف، والرزق يُجنى من فحيحها.

بين التحديات والأمل في الاعتراف الرسمي

على الرغم من سنوات الخبرة الطويلة التي قضاها في مهنة صيد الأفاعي، لا يزال بشير البجاوي يواجه صعوبات كبيرة في عمله النادر. يفتقد الدعم الرسمي، وتظل مهنته محاطة بسوء فهم واسع بين الناس.

يحمل بشير ترخيصا من إدارة الغابات، وشهادة خبرة من معهد باستور، إلا أنه الصياد الوحيد في تونس الذي يمارس هذه المهنة مقابل أجر مادي، بينما يقتصر عمل البقية على الجمعيات التطوعية.

يقول بشير بصوت ملؤه الإصرار: 'لا أحصل على دعم من الدولة رغم حيازتي التراخيص والشهادات، والمشكلة أن أغلب الناس لا يستطيعون دفع 200 دينار ( ما يقارب 60.6 أورو) لقاء صيد الأفاعي والثعابين، مما يعرقل توسيع نطاق الخدمة وتحسينها'.

يحلم بشير بتحقيق اعتراف رسمي بمهنته، ووضع قانون ينظمها، خاصة مع تزايد الأفاعي التي تتسلل إلى المناطق السكنية في فصلي الربيع والصيف بحثًا عن الغذاء نتيجة ارتفاع درجات الحرارة.

ويضيف: 'آمل أن يكون هناك دعم من الدولة وقانون يسمح لجميع الصيادين بالعمل في المناطق السكنية، خصوصا في المواسم التي تنتشر فيها الأفاعي'.

كما يرى بشير أن التوعية والتثقيف ضروريان لتغيير النظرة السلبية تجاه هذه الكائنات، حيث يطالب بإدخال برامج تعليمية في المدارس لتعريف الأطفال بأنواع الأفاعي وفوائدها، وطرق الوقاية منها، إلى جانب حماية الأنواع المهددة بالانقراض.

يشير إلى أن خوف الناس من الأفاعي وعدم فهمهم لدورها يؤدي إلى محاولات قتلها، متجاهلين أهميتها البيئية، إذ يلفت إلى أن الثعبان الواحد يستهلك حوالي 250 فأرا سنويا، مما يحافظ على توازن النظام البيئي ويقي المنازل من انتشار القوارض.

ويلفت كذلك إلى القيمة الطبية الكبيرة التي تحملها سموم هذه الكائنات، حيث ساهمت في تطوير أدوية جديدة على مدار السنوات، وقال: 'كل عام يكتشف العلم دواءً جديدا مستخلصا من سموم الأفاعي والعقارب'.

لا يزال بشير يتطلع إلى مستقبل يعترف فيه الجميع بمهنته ويقدرون دور الأفاعي في الطبيعة، ويأمل أن تتحول النظرة المجتمعية من الخوف والرفض إلى الفهم والاحترام.

موقع كل يومموقع كل يوم

أخر اخبار اليمن:

محافظ شبوة يتفقد موقع مشروع حفر بئر ارتوازية في عتق

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.

موقع كل يوم
7

أخبار كل يوم

lebanonKlyoum.com is 2111 days old | 474,058 Yemen News Articles | 6,275 Articles in Aug 2025 | 302 Articles Today | from 31 News Sources ~~ last update: 4 min ago
klyoum.com

×

موقع كل يوم


مقالات قمت بزيارتها مؤخرا








لايف ستايل