اخبار اليمن
موقع كل يوم -المهرية نت
نشر بتاريخ: ٢٤ حزيران ٢٠٢٥
تعد محافظة سقطرى، لؤلؤة اليمن الفريدة الواقعة في قلب المحيط الهندي، حيث تتألف من أرخبيل مكوّن من ست جزر.
وسلطت قناة بي بي سي الضوء على سقطرى التي قالت إنها تُعدّ من أجمل جزر العالم لما تتمتع به من تنوع بيولوجي فريد ونظام بيئي استثنائي.
وفي مقطع فيديو مكون من نحو أربع دقائق قالت القناة البريطانية إن الجزيرة تضم نباتات وحيوانات نادرة لا توجد في أي مكان آخر على وجه الأرض، ما جعلها محط أنظار العلماء والمهتمين بالبيئة.
وما يميز سقطرى أيضًا هو لغتها وثقافتها الغنية، حيث تُعد اللغة السقطرية من اللغات السامية القديمة، وتندرج ضمن مجموعة اللغات العربية الجنوبية.
وهي لغة منطوقة تحمل في طياتها كلمات وألفاظًا ومعاني متميزة، لها شعرها ونثرها وأمثالها الشعبية التي تعكس عمق الهوية السقطرية.
واللغة السقطرية ليست مجرد وسيلة تواصل، بل هي جزء أصيل من التراث والتاريخ المحلي.
فهي اللغة التي تربّى عليها السكان وورثوها عن أجدادهم، ويتناقلونها جيلًا بعد جيل من خلال الحكايات الشعبية والأغاني والمناسبات المجتمعية.
يقول أحد المهتمين باللغة السقطرية:
'عرفتُ منذ صغري أن هذه اللغة هي جوهر حياتنا. عشنا عليها ونشأنا في بيوتنا نتعلم الشعر والحكايات من أهلنا، ونسعى جاهدين لتوريثها لأبنائنا كما ورثناها من أجدادنا.'
ويرجع اهتمام البعض المتزايد باللغة السقطرية إلى عشقهم العميق لهذا التراث، وإيمانهم بأن الحفاظ على اللغة هو بمثابة الحفاظ على التجربة الإنسانية والثقافية التي تميز أرخبيل سقطرى. فاللغة هنا ليست فقط كلمات، بل مرآة لهوية، وذاكرة جماعية نابضة بالحياة.
ومع أن العولمة ووسائل التواصل الاجتماعي وانتشار استخدام اللغة العربية في التعليم والمعاملات الرسمية قد أثّروا على حضور اللغة السقطرية بين الأجيال الجديدة، خاصة في المدن وبين فئة الشباب، إلا أن هناك جهودًا محلية تُبذل للحفاظ على هذه اللغة.
من بين هذه الجهود: إعداد حلقات تثقيفية حول اللغة السقطرية والحكايات الشعبية، وتأليف كتاب عن عادات وتقاليد الجزيرة، إلى جانب جمع وتوثيق الحكايات الشعبية والقصائد والأمثال والنثر السقطري القديم، بهدف الحفاظ على هذا الموروث الثري.
وتبقى سقطرى نموذجًا فريدًا يجمع بين سحر الطبيعة وعمق الثقافة، ما يجعلها بالفعل إحدى الكنوز اليمنية التي تستحق كل الاهتمام والرعاية.