اخبار اليمن
موقع كل يوم -الأمناء نت
نشر بتاريخ: ٢١ تشرين الأول ٢٠٢٥
تشهد الأزمة اليمنية تعقيدًا مستمرًا منذ سنوات، نتيجة تشابك المصالح الإقليمية والدولية، وتعدد أطراف الصراع، وتباين الرؤى حول الحلول المطروحة. وفي ظل هذا الواقع المضطرب، تبرز موسكو كطرف دولي قادر على لعب دور سياسي متوازن، بحكم علاقاتها الجيدة مع كافة الأطراف اليمنية، بما فيها المجلس الانتقالي الجنوبي، والحوثيين، وحكومة مجلس القيادة الرئاسي، والفاعلين الإقليميين والدوليين.
زيارة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، إلى موسكو ولقائه بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، تعكس هذا الانفتاح الروسي على الجنوب، وحرص موسكو على أن يكون المجلس الانتقالي حاضراً في أي تسوية سياسية قادمة، باعتباره ممثلًا لقضية وطنية محورية وهي القضية الجنوبية.
الجانب الروسي أكد خلال اللقاء، وفق ما نُقل رسميًا، أن موسكو تبذل كل الجهود للدفع بعملية سياسية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة، تدعو كل الأطراف اليمنية للجلوس إلى طاولة واحدة، بهدف التوصل إلى حلول توافقية تنهي الحرب وتخفف معاناة الشعب اليمني.
وهذا الموقف يحمل مؤشرات مهمة:
1. قبول روسي بواقع التعدد في الساحة اليمنية وعدم الانحياز لطرف على حساب آخر، بخلاف بعض القوى الإقليمية التي تفرض مقارباتها وفق أجنداتها.
2. إدراك روسي لخصوصية القضية الجنوبية، وهو ما بدا واضحاً في استقبال موسكو الرسمي للقائد الزُبيدي، واعترافها الضمني بتمثيله لطرف رئيسي في المعادلة السياسية.
3. رغبة موسكو في العودة إلى دورها التقليدي في جنوب اليمن، بالنظر إلى العلاقات التاريخية التي ربطت الجنوب بالاتحاد السوفيتي سابقاً.
في ظل تراجع زخم الدور الإقليمي والجمود الذي يلف مقاربات الرباعية (السعودية، الإمارات، أمريكا، بريطانيا)، وتركّز اهتمامها على الترتيبات مع الحوثيين، فإن روسيا قد تمثل بديلاً موضوعياً أو على الأقل وسيطًا محايدًا يدفع نحو سلام شامل لا يقصي أي مكون رئيسي، وعلى رأسهم الجنوبيون الذين باتوا اليوم أصحاب القرار على أرضهم.
ختاماً، الكرة الآن في ملعب القوى الجنوبية، للاستفادة من هذا الانفتاح الروسي وتوسيع شبكة العلاقات الدولية، وصولاً إلى دعم دولي حقيقي لحق شعب الجنوب في تقرير مصيره واستعادة دولته، كجزء أساسي من أي حل شامل وعادل في اليمن.