اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٥ أب ٢٠٢٥
نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرا أعده آدم غابات قال فيه إن هناك مخاوف كبيرة تثار حول قدرات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العقلية، وبخاصة أنه يواجه صعوبة في إكمال فكرة، وظهوره الغريب في اللقاءات العامة، مما أثار الشكوك حول قدراته العقلية. وذكر التقرير بأن الرئيس السابق جو بايدن لاحقته الشائعات والاتهامات لفريقه بأنهم أخفوا قدراته العقلية والتراجع المستمر في صحته، مع أن تصرفات ترامب الغريبة تم تجاهلها بشكل كبير.
ويقول الخبراء إن الظهور العام الغريب لدونالد ترامب، والذي شهد هذا الشهر ادعاء الرئيس، خطأً، أن عمه كان يعرف يونابومبر، وتحدث عفويا عن طواحين الهواء خلال رحلته الأخيرة إلى بريطانيا، قد أثار مرة أخرى تساؤلات حول قواه العقلية. ولأكثر من عام، أظهر ترامب، البالغ من العمر 79 عاما، سلوكا غريبا في فعاليات الحملة الانتخابية، وفي المقابلات، وفي تصريحاته العفوية، وفي المؤتمرات الصحافية. يشت الرئيس مرارا وتكرارا عن الموضوع، بما في ذلك خلال اجتماع مجلس الوزراء هذا الشهر عندما أمضى 15 دقيقة يتحدث عن التزيين، ويبدو أنه يتذكر بشكل خاطئ حقائق بسيطة عن حكومته وحياته.
وأشارت الصحيفة إلى أن بايدن كان دائما محلا للشائعات التي شارك فيها ترامب، وتتعلق بصحته العقلية والجسدية. وبعد أداء بايدن الكارثي في المناظرة في حزيران/ يونيو 2024، عندما كافح من أجل الحفاظ على تسلسل أفكاره، أدى التدقيق في قدرة بايدن العقلية في النهاية إلى تراجعه عن ترشيح نفسه لإعادة انتخابه.
ولكن ترامب نجا إلى حد كبير من نفس الاختبار، على الرغم من أمثلة الارتباك والسلوك غير المعتاد التي استمرت طوال فترة ولايته الثانية والتي ظهرت بشكل كامل في رحلته الأخيرة إلى بريطانيا.
وفي أثناء عطلة نهاية الأسبوع، وخلال اجتماع مع رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، انحرف ترامب فجأة من مناقشة موضوع الهجرة إلى القول: “الشيء الآخر الذي أقوله لأوروبا: لن نسمح ببناء طاحونة هواء في الولايات المتحدة، إنهم يقتلوننا، إنهم يقتلون جمال مناظرنا الطبيعية”، وواصل بدون توقف الحديث ولدقيقتين عن طواحين الهواء، مدعيا دون تقديم أدلة أنها تستفز الحيتان وتصيبها بالجنون وأن طاقة الرياح “تقتل الطيور”، مع أن نسبة الطيور التي تقتلها التوربينات ضئيلة مقارنة بالعدد الذي تقتله القطط المنزلية والطيور التي تصطدم بخطوط الكهرباء.
ونقلت الصحيفة عن الأستاذ البارز بجامعة كورنيل، هاري سيغال، المحاضر الأول في قسم علم النفس بجامعة كورنيل وفي قسم الطب النفسي بكلية طب وايل كورنيل، قوله إن التغييرات المفاجئة في الحديث هي مثال على “خروج ترامب عن الموضوع دون تفكير، فهو يغير المواضيع دون تنظيم ذاتي، ودون أن يكون لديه سرد متماسك”.
ولسنوات، تهرب ترامب من الأسئلة حول ذكائه العقلي، واصفا نفسه بأنه “عبقري” ومتفاخرا بتفوقه في الامتحانات التي تبين لاحقا أنها اختبارات بسيطة للغاية، والتي تتحقق من العلامات المبكرة للخرف. لكن الديمقراطيين بدأوا في التشكيك بشكل أكثر عدوانية في لياقة الرئيس، بمن فيهم ياسمين كروكيت، ممثلة تكساس، وحاكم كاليفورنيا، جافين نيوسوم، وقد قدموا هذا الأسبوع وحده أمثلة متعددة على سلوك غريب لترامب. فعندما سئل عن المجاعة في غزة يوم الأحد، بدا ترامب غير قادر على تذكر المساعدة التي قدمتها الولايات المتحدة لغزة، ونسي أن آخرين ساهموا أيضا. وادعى ترامب أن الولايات المتحدة قدمت 60 مليون دولار “قبل أسبوعين”. وأضاف: “على الأقل، نريد أن يشكرنا أحد. لم تقدم أي دولة أخرى أي شيء”.
وعلق سيغال أن من أهم سمات ترامب هي الاختلاق، فعندما يأخذ فكرة يضيف عليها أمورا غير صحيحة.
وأبرز مثال على هذا جاء في منتصف تموز/يوليو، عندما ادعى ترامب أن عمه، البروفيسور الراحل جون ترامب، كان يدرس تيد كاتشينسكي، المعروف باسم “يونابومبر”، في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا المعروف أو أم أي تي. يتذكر ترامب: “قلت: أي نوع من الطلاب كان، يا عم جون؟ دكتور جون ترامب”. ثم قال: “بجدية، جيد”. قال: “كان يصحح، كان يتحرك ويصحح الجميع”. لكن الأمر لم ينجح معه كثيرا”.
المشكلة هي: لا يمكن أن يكون هذا صحيحا. أولا، توفي عم ترامب عام 1985، ولم يتم التعريف علنا بكاتشينسكي على أنه “يونابومبر” إلا عام 1996. ثانيا، لم يدرس كاتشينسكي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. قال سيغال: “القصة لا معنى لها على الإطلاق، لكنها تروى بطريقة دافئة وتأملية للغاية، كما لو أنه يتذكرها”. لقد تدهور هذا المستوى من التفكير بشكل كبير. إلى جانب هذا التشويش، كانت هناك أوقات بدا فيها ترامب عاجزا عن التركيز. خلال حملة 2024، كان هناك مشهد غريب لترامب يقضي 40 دقيقة يتمايل فيها على أنغام الموسيقى على خشبة المسرح بعد حالة طبية طارئة في إحدى تجمعاته الانتخابية.
كما أثارت خطب ترامب المتشعبة خلال حملته، حيث كان يتنقل بين المواضيع بأسلوب وصفه بـ”النسج”، انتقادات. وقد حذف البيت الأبيض النصوص الرسمية لتصريحات ترامب من موقعه الإلكتروني في أيار/مايو، مدعيا أنها جزء من جهد “للحفاظ على الاتساق”. ومع ذلك، يجدر قراءة تصريحات ترامب كاملة لفهم أسلوب الرئيس في الحديث اليومي.
وكتب ريتشارد أ. فريدمان، أستاذ الطب النفسي السريري ومدير عيادة علم الأدوية النفسية في كلية طب وايل كورنيل، في مجلة “ذي أتلانتيك”، بعد أداء ترامب المتعثر في مناظرته ضد كامالا هاريس في سبتمبر الماضي: “أي خبير منصف في الصحة النفسية سيشعر بقلق بالغ إزاء أداء دونالد ترامب”. وأضاف: “إذا حضر إلي مريض يعاني من عدم الترابط اللفظي، والتفكير العرضي، والكلام المتكرر الذي يظهره ترامب بانتظام الآن، فسأحيله بالتأكيد إلى تقييم عصبي نفسي دقيق لاستبعاد أي مرض إدراكي”.
في اجتماع وزاري عقد مؤخرا لمناقشة مأساة الفيضانات في تكساس، والحرب في أوكرانيا وغزة، وقصف إيران، والتعريفات الجمركية العالمية، ألقى ترامب مونولوجا لمدة 13 دقيقة حول كيفية تزيينه لقاعة اجتماعات مجلس الوزراء.
بعد الحديث عن اللوحات التي قال إنه اختارها شخصيا من “الخزائن”، قال ترامب: انظروا إلى تلك الإطارات، كما تعلمون، أنا من هواة الإطارات، وأحيانا أفضل الإطارات على الصور. وأضاف أنه أشرف على تنظيف بعض الخزف. بينما كان رؤساء الوزارات، بمن فيهم وزير الدفاع بيت هيغسيث ووزير الخارجية ماركو روبيو، ينتظرون نهاية الاجتماع ليتمكنوا من أداء مهامهم.
وفي نيسان/ أبريل، كتب طبيب ترامب في البيت الأبيض، الدكتور شون باربابيلا، أن الرئيس “يتمتع بصحة إدراكية وجسدية ممتازة، وهو لائق تماما لأداء واجبات القائد العام ورئيس الدولة”. وأضاف أن ترامب خضع لتقييم الوظائف الإدراكية، والتي كانت طبيعية. لم يمنع هذا التقرير الناس من التشكيك في حدة ترامب العقلية.
وقال جون غارتنر، عالم النفس والمؤلف الذي قضى 28 عاما أستاذا مساعدا في الطب النفسي بكلية الطب بجامعة جونز هوبكنز، في حزيران/ يونيو: “ما نراه هو العلامات الكلاسيكية للخرف، وهو تدهور كبير في القدرات الأساسية والوظائف العقلية للشخص” و”إذا عدتَ إلى أفلام الثمانينيات، ستجد أن ترامب كان فصيحا للغاية. كان لا يزال أحمقا، لكنه كان قادرا على التعبير عن نفسه بفقرات منمقة، والآن يواجه صعوبة بالغة في إكمال فكرة، وهذا تدهور كبير”.
غارتنر، الذي شارك خلال ولاية ترامب الأولى في تأسيس مجموعة “واجب التحذير”، وهي مجموعة من أخصائيي الصحة النفسية الذين يعتقدون أن ترامب مصاب باضطراب الشخصية النرجسية الخبيثة، حذر قائلا: “توقعت قبل الانتخابات أنه سيصل إلى حافة الهاوية قبل نهاية ولايته. وبالمعدل الذي يتدهور به، كما تشاهدون، فسنرى. لكن النقطة المهمة هي أن الأمر سيزداد سوءا، هذا هو توقعي”.