اخبار اليمن
موقع كل يوم -المهرية نت
نشر بتاريخ: ١٧ تشرين الثاني ٢٠٢٥
قضت محكمة في بنغلاديش اليوم الاثنين، بالإعدام على الشيخة حسينة، رئيسة الوزراء السابقة، بعد إدانتها بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال انتفاضة عام 2024.
وواجهت حسينة، المنفية في الهند، ووزير الداخلية السابق أسد الزمان خان، الذي يعتقد أيضًا أنه موجود بالهند، اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية لقتل مئات الأشخاص خلال انتفاضة قادها الطلاب في يوليو وأغسطس 2024، وحوكما غيابيا.
وقالت الأمم المتحدة في تقرير صدر في فبراير إن ما يصل إلى 1400 شخص ربما قتلوا في أعمال العنف، بينما قال المستشار الصحي للبلاد في ظل الحكومة المؤقتة إن أكثر من 800 شخص قتلوا وأصيب حوالي 14 ألف شخص.
من جهتها، علّقت الشيخة حسينة الموجودة خارج بلدها أن ثمة 'دوافع سياسية' وراء حكم الإعدام الصادر بحقها.
وقالت الشيخة حسينة في بيان: 'إن الأحكام الصادرة في حقي أصدرتها محكمة غير قانونية، عينتها وترأستها حكومة غير منتخبة من دون تفويض ديمقراطي'.
وكانت الشيخة حسينة (78 عاماً) قد رفضت الامتثال لأوامر المحكمة بالعودة من الهند لحضور محاكمتها بشأن الحملة الأمنية الدموية ضد الانتفاضة التي قادها الطلبة وأطاحت بها في آب/أغسطس 2024.
ويُذكر أن الشيخة حسينة واجد، قد استقالت وفرّت من البلاد إلى الهند على متن مروحية، في آب/أغسطس 2024، بعد أسابيع من مظاهرات دامية عمّت أرجاء بنغلاديش بقيادة الطلاب.
واجتاح آلاف المتظاهرين مقرّ إقامتها الرسمية في عاصمة البلاد دكا، مُسدلين بذلك المشهد الستار، وبشكل لم يكن متوقعاً، على الحُكم الأطول زمناً لرئيسة وزراء في تاريخ بنغلاديش.
في عام 1947، وُلدت حسينة لأسرة مسلمة في البنغال الشرقية، ووجدت السياسة تسري في دمائها.
كان والدها الزعيم الوطني الشيخ مجيب الرحمن، 'أبو الأمّة' البنغلاديشية الذي قاد البلاد إلى الاستقلال عن باكستان في عام 1971 ليصبح أول رئيس لها.
في ذلك الوقت، كانت حسينة بالفعل قد أحرزت شُهرة كزعيمة للطلاب في جامعة دكا.
وفي عام 1975، اغتيل مجيب الرحمن ومعظم أفراد عائلته في انقلاب عسكري. فقط حسينة وأختها الصغرى كُتب لهما النجاة ومن ثمّ السفر إلى خارج البلاد في ذلك الوقت.
وفي الهند، قضت حسينة بضع سنوات، قبل أن تعود إلى بنغلاديش في عام 1981 وتتزعم الحزب السياسي الذي كان ينتمي إليه والدها الراحل، وهو حزب 'رابطة عوامي'.
وتعاونت حسينة مع أحزاب سياسية أخرى، لتخرج مظاهرات مناصرة للديمقراطية في شوارع بنغلاديش إبان حكم الجنرال حسين محمد إرشاد.
وفي ظل حاضنة شعبية، سرعان ما أصبحت حسينة أيقونة وطنية. وانتُخبت حسينة للسلطة لأول مرة في عام 1996، ونُسب إليها الفضل في توقيع اتفاق لتقاسم المياه مع الهند وكذلك اتفاقية سلام مع متمردين قَبَليين في جنوب شرقي البلاد.
لكن، في الوقت نفسه، واجهت حكومة الشيخة حسينة انتقادات في مزاعم بعمليات فساد عديدة وصفقات مشبوهة، فضلاً عن اتهامها بالخضوع للهند.
بعد ذلك وفي عام 2001، خسرت حسينة منصبها كرئيسة للوزراء لصالح خصمتها آنذاك والتي كانت يوماً حليفة لها - خالدة ضياء من الحزب الوطني البنغلاديشي.
وكلتا المرأتين تنحدران من عائلات سياسية، وكلتاهما هيمنتا على سياسة بنغلاديش لأكثر من ثلاثة عقود.
ويرى مراقبون أن الخصومة المريرة بين حسينة وخالدة شهدت عمليات تفجير لحافلات، وعمليات اختفاء قسرية، بالإضافة إلى عمليات قتْل خارج نطاق القانون – وأصبحت كل هذه الأعمال اعتيادية في بنغلاديش.
وأخيراً، عادت حسينة إلى السلطة في عام 2009 عبر عملية اقتراع أشرفت عليها حكومة تسيير أعمال.
وبينما كانت في المعارضة، تحمّلت حسينة ويلات الكثير من الاعتقالات، كما نجت من محاولات اغتيال عديدة، بينها واحدة وقعت في عام 2004 وفيها فقدت حسينة القدرة على السمع.
وقاومت حسينة جهوداً لإجبارها على السفر إلى المنفى، كما أفلتت من محاكمات عديدة في تُهم بالفساد.













































