اخبار اليمن
موقع كل يوم -الأمناء نت
نشر بتاريخ: ٢٠ تشرين الثاني ٢٠٢٥
كتب : منى البان
يحتفل العالم في 20 نوفمبر باليوم العالمي لحقوق الطفل، مناسبة سنوية لتأكيد حق كل طفل في الحياة، التعليم، الصحة، والحماية من العنف والاستغلال. إلا أن الواقع في اليمن يكشف فجوة كبيرة بين الالتزامات الدولية وبين ما يعيشه ملايين الأطفال يوميًا.
الطفولة في اليمن… أرقام تنذر بالخطر.
على الرغم من التزامات اليمن الدولية تجاه الأطفال، إلا أن الواقع المرير يفرض تساؤلات جدية حول قدرة الدولة على حماية أطفالها:
؛ أكثر من 11 مليون طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
؛ نصف الأطفال يعانون من التقزم وسوء التغذية المزمن.
؛ مئات الآلاف خارج المدارس، معرضون للفقر، والعنف، والاستغلال.
؛ هناك الآلاف من الأطفال النازحين الذين يعيشون بلا مأوى آمن وخدمات أساسية.
؛ الٱف من الأطفال المتسولين في الشوارع، بسبب النزوح والفقر وانهيار شبكة الحماية الأسرية والمجتمعية.
هذه المؤشرات تعكس حجم الأزمة الحقيقية، حيث تتآكل طفولة اليمن تحت وطأة الحرب والجوع والفقر المزمن.
تجنيد الأطفال… انتهاك صارخ للقوانين الدولية.
تشير تقارير حقوقية إلى أن الميليشيات الحوثية جندت أكثر من 10,000 طفل منذ اندلاع النزاع، مع وفاة وإصابة أكثر من 2,000 منهم في الجبهات. وتتم عمليات التجنيد في المدارس والمراكز الصيفية والمساجد، أو من خلال الضغط الاقتصادي على الأسر الفقيرة.
هذا الواقع يبيّن أن طفولة الأطفال تُختطف لصالح الصراع بدلاً من أن تُتاح لهم فرصة التعلم والنمو.
عمالة الأطفال… الجوع يجبرهم على العمل
يواجه الأطفال أيضًا أزمة استغلال في سوق العمل يعملون في ظروف صعبة وخطرة.كمرافقي قوارب الصيد .في الزراعه في رش المبيدات.
آلاف الأطفال يعملون في الشوارع، والورش بأنواعها ، في أعمال البناء، في المطاعم، وفي مهن لا تناسب قدراتهم ولا أعمارهم.
الأطفال المتسولون يمثلون جزءًا من هذه الفئة، مجبرين على البحث عن لقمة العيش بدل الدراسة.
الفقر وانهيار الاقتصاد يدفع الأطفال للعمل بدل التعليم .
** الاستراتيجية الوطنية لحماية الطفل… خطوة غير كافية.
مؤخرًا أعلنت الحكومة عن الاستراتيجية الوطنية لحماية الطفل، وهي خطوة مهمة على الورق، لكنها لن تغطي سوى 20% من الأطفال المحتاجين للحماية.
وبالتالي سيظل 80% من أطفال اليمن خارج دائرة الحماية الفعلية، بما في ذلك النازحون والمتسولون، ما يجعل الفجوة بين الخطط والواقع أكبر من قدرة أي استراتيجية غير مدعومة بتمويل كافٍ وإرادة تنفيذية قوية.
الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الطفل لن يكون ذا معنى ما لم تتحول الالتزامات إلى أفعال واقعية، والاستراتيجيات إلى حماية ملموسة على الأرض.
إلى الحكومة وكل الجهات المسؤولة:
الطفولة اليمنية تحتاج إلى حماية، تعليم، وأمان… لا جنود في الجبهات، ولا أطفال عاملين، ولا أطفال متسولين في الشوارع، ولا أطفال نازحين محرومين من أبسط حقوقهم.
طفولة اليمن ليست مجرد أرقام، بل مستقبل الوطن.
لنحول الوعود إلى أفعال، ونحمي أطفالنا من الحرب والجوع والاستغلال.
*منى البان.
ناشطه حقوقيه متخصصة في برامج حماية الطفل.
19 نوفمبر 2025













































