اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد اليمني
نشر بتاريخ: ١٤ كانون الأول ٢٠٢٥
في مشهد نادر ومؤثر يعكس القيم النبيلة المتأصلة في المجتمع اليمني، وتُجسد فيه معاني القيادة الإنسانية، تحولت معاملة روتينية في مبنى الجوازات بمحافظة تعز اليوم، إلى درس أخلاقي يتردد صداه في أروقة المدينة.
ففي خضم الزحام اليومي والمعاملات المتعددة، عثر أحد المواطنين الشباب على مبلغ مالي قدره 500 ريال سعودي، أثناء وجوده في قاعة انتظار المبنى. وبينما كان بإمكانه تجاهل الأمر، استقر ضميره على فورته على اتخاذ قرار يُحسب له، حيث سارع إلى التوجه إلى أحد الموظفين وأعلن عن العثور على المبلغ، طالبًا المساعدة في الوصول إلى صاحبه الحقيقي.
تكريم فوري وتقدير من القيادة
لم يمر هذا الموقف الأخلاقي مرور الكرام، فما إن وصل الخبر إلى سمع الأستاذ/ [اسم المدير أو لقبه]، مدير عام فرع الجوازات بتعز، حتى قرر على الفور تحويل الحدث إلى رسالة مجتمعية. استدعى المدير الشاب لمكتبه شخصيًا، وفي لقاء حافل بالمعاني الإنسانية، شكره باسم الإدارة وباسم كل من فقد أملًا في استعادة ممتلكاته.
وفي خطوة فاجأت الشاب وأثارت إعجاب الحاضرين، أصدر المدير توجيهاته الفورية بإكمال معاملته الخاصة باستخراج جواز السفر مجانًا، وبصورة عاجلة واستثنائية، معلنًا أن 'هذا هو أقل تقدير يمكن أن نقدمه لشخص يحمل في جيبه أمانة وفي قلبه ضميرًا حيًا'.
نموذج للقائد الإداري والإنساني
ولقي تصرف المدير صدى واسعًا وإشادة منقطعة النظير، حيث أكد عدد من الموظفين والمراجعين أن هذا الموقف ليس غريبًا على سلوكياته، فهو معروف دائمًا بحرصه على تقديم الدعم للمواطنين، وتقديره لأي تصرف إيجابي يعكس الفضيلة.
وقال أحد الحاضرين: 'إن المشهد يبعث على الفخر، فليس كل يوم نرى مواطنًا يُظهر الأمانة، وليس كل يوم نرى مسؤولًا يُقدّر هذه الأمانة بهذا الشكل العملي. هذا المدير لا يدير دائرة حكومية فقط، بل يربي جيلًا على حب الخير'.
يُعد هذا الموقف نموذجًا مصغّرًا للعلاقة التكاملية التي يجب أن تسود بين المواطن والمسؤول، فالأمانة التي أظهرها المواطن هي الوقود الذي يحرك المجتمع نحو الأفضل، والتقدير الذي أبداه القائد هو الحافز الذي يشجع على تكرار مثل هذه السلوكيات النبيلة.
وهكذا، تتحول قصة 500 ريال إلى حكاية عن الوطن، وعن قيم لا تزال حية رغم التحديات، مؤكدةً أن الأمانة والقيادة الإنسانية هما حجر الزاوية في بناء مجتمع قوي ومتماسك.
