اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٢١ أيلول ٢٠٢٥
لا يُقدِم إنسان على الزواج، إلّا وهو يتوقّع سعادة لا مثيل لها، لكن ما لا يدرِكه، أنّ وراء تلك السعادة تقع المسؤوليات، وأعباء التكيف مع الحياة الجديدة والشريك الجديد، الذي قد يكون له عادات مختلفة تمامًا، بحسب الرجل.
وتتأكّد ضرورة وأهمية ذلك خلال السنة الأولى من الزواج؛ والتي تمثل مؤشرًا على مدى استقرار واستمرار العلاقة بين الزوجين لاحقًا، وهي بلا شك المرحلة الأصعب، ولذلك عليك الاستعداد للتغيرات في الحياة بعد الزواج، ولكن كيف تفعل ذلك؟ وكيف تحافظ على علاقة قوية مع زوجتك في ظلّ التكيّف مع الحياة الجديدة؟
أهمية الاستعداد للتغيرات في السنة الأولى من الزواج
السنة الأولى من الزواج هي الأصعب، وهي الأكثر امتلاءً بالتغييرات أثناء التكيّف مع الزواج والعلاقة الجديدة، لكن هذه الفترة شديدة الأهمية في تحديد مدى استمرار هذا الزواج. وفيما يلي بعض الأمور التي قد تهدّد العلاقة الزوجية في مهدها، والتي يجب الاستعداد لها جيدًا:
1. انطفاء شرارة الحب:
الانخفاض في مشاعر الحب والمودة، وزيادة مشاعر التردد خلال العامين الأولين من الزواج، يمكِن أن يكون مؤشرًا على حدوث الطلاق بعد 13 عامًا، حسب دراسةٍ أُجريت عام 2009، ونشِرت في دورية 'Personal Relationships'، حيث درست العوامل المتنبئة بالرضا الزوجي والعوامل المسبّبة لتوتر العلاقة بين الزوجين.
كما وجدت الدراسة نفسها أيضًا، أنّ الأزواج الذين انفصلوا خلال أول عامين، أظهروا علامات خيبة الأمل، وكانوا سلبيين تجاه بعضهما في الشهرين الأولين من زواجهم، أمّا الأزواج الذين ما زالوا متزوجين بسعادة، فهم الذين تمكّنوا من الشعور بمشاعر إيجابية تجاه أزواجهم، خلال هذه الفترة المبكرة من علاقتهم.
2. احتمال الطلاق مبكرًا:
كذلك فإنّ الطلاق شائع في السنوات الأولى من الزواج، بسبب الانتقال نفسه إلى الزواج والأبوّة، خاصةً بين الأزواج الذين يعانون درجة عالية من العصابية 'قلق مفرط، حساسية زائدة تجاه الضغوط، تفكير سلبي، وغير ذلك'، والذين ثبت أنّ لديهم مستويات أقل من الرضا في زواجهم، حسب دراسة نشرت عام 2011 في دورية 'Family & Consumer Sciences'.
3. عدم الرضا عن العلاقة بين الزوجين:
أيضًا أفادت الدراسة نفسها أنّ المتزوجين حديثًا، قد يكونون أكثر عرضةً لعدم الرضا، بسبب التوقّعات غير الواقعية أو مستوى ما يتلقونه من معاملة، مقابل ما يتوقّعونه فيما يتعلّق بالزواج، سواء ما يخص الأشياء الصغيرة أو التفاصيل اليومية البسيطة، أو الولاء المتناقض بين الولاء للزوج أو لآخرين كالأصدقاء والعائلة، أو المسؤوليات الجدية، مثل إدارة المال والالتزامات المهنية، أو المتوقّع في العلاقة الحميمة بين الزوجين.
أولويات السنة الأولى من الزواج لتجنّب الخلافات
قد تكون السنة الأولى في الزواج هي المرحلة الأصعب؛ إذ يحاوِل الزوجان التأقلم مع طباع بعضهما، ومعرفة ما يحبّه كل واحد منهما، وربّما يتفقان في بعض الأمور، ويختلفان في غيرها، لكن قد تستحق بعض الأمور الأولوية خلال هذه السنة:
1. قضاء وقت الفراغ:
لا ينبغي أن يجلس أحد الزوجين وحيدًا منفصلًا عن الآخر، خلال وقت فراغه، بل يُفضّل أن يُخطّطا جيدًا لقضاء وقت فراغ ممتع، أو بممارسة أنشطة جديدة، أو بالذهاب في نزهة وما إلى ذلك، وأي شيءٍ من شأنه أن يعزّز العلاقة والصلة بينهما.
2. إدارة التوقّعات:
قد يدخل أحد الزوجين الزواج بتوقعات وآمالٍ عالية جدًا، لكن قد يكون الواقع مختلف تمامًا عمّا يطمح إليه أحد الزوجين، لذا فإنّ من أهم الأشياء التي يجب القيام بها بعد الزواج هو النقاش الحر والمفتوح بين الزوجين، بشأن رغبات وتوقعات كل منهما، ومدى قدرة كل منهما على تلبية تلك التوقّعات بصدقٍ دون خداع أو إعطاء أمل وهمي.
3. تنظيم الأمور المالية:
أيضًا النقاش حول المدخرات والنفقات من الأمور الضرورية في السنة الأولى من الزواج؛ إذ إنّ تنظيم الأمور المالية ضروري لتجنّب الخلافات، وأيضًا الحفاظ على العلاقة بين الزوجين، خاصةً خلال السنة الأولى من الزواج.
4. تعلّم احتواء الخلافات:
بعض الخلافات لا مفر منها، لكن الأهم هو كيفية التعامل مع الخلاف إذا وقع، لذا ابذل قصارى جهدك في الحفاظ على الاحترام المتبادل، وكُن على استعداد للاعتراف بوجهة نظر زوجتك إن كانت صائبة في ما تقوله، أو افعل ما تراه صحيحًا لاحتواء الخلاف دون أن يتفاقم ويصير مشكلة كبيرة.
كيف تستعد للتغيرات في الحياة بعد الزواج؟
ما عاد شيء على ما كان عليه، وصِرت اليوم تعيش مع زوجتك، يُظلّكما سقف المحبة بينكما، وبالتأكيد ستلاحظ الكثير من التغيّرات عمّا اعتدت عليه قبل الزواج، وفيما يلي أهم الأمور التي تساعدك على الاستعداد للتغيرات في الحياة بعد الزواج:
1. استكشاف الشريك:
القاعدة الأساسية في التكيف مع التغيرات بعد الزواج، هي استكشاف عادات الشريك، فحاوِل أن تراقب العادات اليومية لزوجتك، من حيث ما تحبّه هي وتكرهه، فهذا سيساعدك على فهمها بشكلٍ أفضل، بالإضافة إلى أنّ ذلك يُجنّبكما كثيرًا من الخلافات التي قد يكون منشؤها سوء تفاهم.
2. الوضوح بشأن احتياجاتك:
في الزواج، الأمر جديد كليًا عليك وعلى زوجتك، لذا من الضروري أن تكون واضحًا في احتياجاتك ورغباتك وتوقعاتهم مسبقًا، وتنقل ذلك إلى زوجتك؛ إذ التواصل والتفاهم سيُوفّر عليكما الكثير من المتاعب والخلافات، التي قد تنتج عن عدم الوضوح في احتياجات كل منكما للآخر، كما أنّه من السهل على الزوجة تلبية احتياجاتك إذا عرفتها بالتأكيد.
3. المرونة:
يتطلّب التكيف مع التغيرات بعد الزواج الكثير من المرونة، فربّما تحتاج إلى تغيير بعض عاداتك، أو اكتساب عادات جديدة، كي تصل إلى نقطة التقاء مع زوجتك، وهذا لا يعني بالضرورة أنّك تحتاج إلى تغيير بالكلية أو تغيير في طموحاتك أو قِيمك، لكن المرونة في بعض الأمور قد تكون مهمة لتجنّب الخلافات غير الضرورية، ولعيش حياة زوجية أسعد.
4. التخطيط المالي:
بالتأكيد الأمور المالية تتغيّر كثيرًا بعد الزواج، فما عُدت تنفق على نفسك فقط، بل صار هُناك من يشاركك في المال أيضًا، لذا فإنّ الاتفاق على ميزانية واضحة، تغطّي دخلك ونفقاتك ومدّخراتك، سيجعل الأمور أسهل وأوضح عليكما، سواء كانت نفقاتكما كثيرة أو قليلة.
5. الاستشارة في القرارات:
أي قرار ستتخذه، صغيرًا كان أو كبيرًا، سيُؤثِّر في زوجتك بشكلٍ أو بآخر، وفي بعض الأمور قد تحتاج إلى استشارة زوجتك قبل اتخاذ قرار بعينه، وتأكّد أنّ أي قرارٍ له أثر على أُسرتك الجديدة، وليس عليك وحدك.
6. التحلي بالصبر:
عند الحديث عن الاستعداد للتغيرات بعد الزواج، فإن التحلي بالصبر ضروري، ليس على التأقلم مع الحياة الجديدة، وإنّما أيضًا على عادات زوجتك، الجديدة عليك، والتي ربّما لا تتفق معك في كلّ الأمور، ومِنْ ثمّ فإن الوصول إلى نقطة مشتركة بينكما، قد يتطلّب صبرًا، لكن في النهاية، ستكون العلاقة بينكما أفضل مما كُنت تتوقّعه قبل الزواج.
نصائح للحفاظ على علاقة قوية في ظل التغيرات
بالتأكيد قد تتجادلان من وقتٍ لآخر، وتختلفان في كثيرٍ من الأمور، في ظل محاولة التغيير والتكيف مع الواقع الجديد، لذا هذه بعض النصائح للحفاظ على العلاقة بينكما قوية، تملؤها المحبّة، في ظل التكيف مع تغيرات الزواج:
1. تجنّب إلقاء اللوم على زوجتك:
لا تتسرّع في إلقاء اللوم على زوجتك، على كل هفوة أو خطأ، فلن يؤدِّي إلقاء اللوم مرارًا وتكرارًا إلّا إلى تفاقم الخلافات بينكما، وبدلًا من ذلك ناقش معها عواقب الفعل بهدوء، وكيف يمكنكما العمل معًا لتجنّب وقوع الأمر الذي سبّب اللوم.
2. أمهلا نفسكما الوقت الكافي:
بالتأكيد لن يحدث التغيير المنشود بين ليلةٍ وضُحاها، وليس هناك مقياس زمني مُعيّن لهذا الأمر، فالزواج جديد على كل منكما، لذا من المهم التحلّي بالصبر في أثناء التكيف مع التغيّرات وإمهال نفسكما الوقت الكافي، إلى أن تصلا إلى أفضل تفاهُم ومودّة بينكما.
3. قدِّر ما تفعله زوجتك:
لا تكُن عجولًا في محاولة الوصول إلى نقطة مشتركة بينكما أو تغيير بعض عادات زوجتك، بل أظهِر لها التقدير في ما تفعله، فهذا سيجعلها تشعر بالرضا عن علاقتكما معًا، كما أنّ ذلك سيساعد على تعزيز المودة بينكما، ولا بأس بشُكرها من وقتٍ لآخر على ما تبذله من أجلك.
4. قضاء وقت ممتع معًا:
ليس شرطًا أن يكون لفعل شيء بعينه، بل أي شيءٍ يمكِن أن يُحقّق لكما متعة، سيساعد حتمًا على تقوية علاقتكما، وخلق ذكريات عزيزة لزواجكما، خاصةً خلال الفترة الأولى من الزواج.
5. التوقعات الواقعية:
ختامًا؛ لا تدخل الزواج حالمًا بتوقّعات غير واقعية، ليس لها وجود في هذه الحياة، فالتوقعات الخاطئة أو غير الواقعية، قد تقضي على علاقتك بزوجتك، بينما لا تزالا في بداية حياتكما، فمثلًا لا تتوقّع من زوجتك أن ترقى إلى مستوى ما تراه في الأفلام الرومانسية، بل كُن واقعيًا في تصوراتك وتوقعاتك بشأن الحياة الزوجية، ومع قليل من الصبر، تسعد مع زوجتك، ليكُون الزواج أفضل تغيير حدث لك في حياتك.