محمية حوف الطبيعية في المهرة تثير إعجاب الزوار بجمالها الفريد 

تُعد محمية حوف الطبيعية الواقعة في محافظة المهرة واحدة من أبرز الوجهات السياحية التي تحتفظ بسحرها الخاص في اليمن، إذ تمتد على طول 60 كيلومترًا من ساحل البحر العربي، وتجاورها سلطنة عمان من الشرق، على بعد نحو 1400 كيلومتر من العاصمة صنعاء.

وتتميز المحمية بتنوع جغرافي فريد يجمع بين قمم الجبال الشاهقة والوديان المكسوة بالخضرة، إلى جانب شواطئها الرملية الناعمة التي تمتد على طول الساحل. ويغطي الضباب هذه المنطقة لثلاثة أشهر سنويًا، مما يخلق بيئة مثالية للعديد من الطيور البحرية والبرية التي تجد فيها ملاذًا طبيعيًا.

وتحتضن محمية حوف أكثر من 220 نوعًا من النباتات المختلفة، التي تضم الأشجار والشجيرات إلى الأعشاب العطرية والنباتات المتسلقة، ويبرز من بينها نبات اللبان والسدر والمشط والحومر، التي تضفي على المكان طابعًا طبيعيًا فريدًا.

أما الحياة البرية داخل المحمية فتضم ثدييات متعددة مثل النمر العربي والضباع والقنفذ والذئب العربي، إلى جانب أكثر من 65 نوعًا من الطيور النادرة والمهددة بالانقراض، مما يعكس أهميتها البيئية والحفاظية.

ويجد الزائرون في محمية حوف فرصة للاستمتاع بالأجواء الساحرة من خلال جولات المشي لمسافات طويلة، والسباحة، والغوص في مياه البحر العربي، إلى جانب زيارة القرى التقليدية التي تعكس الثقافة المحلية وتاريخ المنطقة.

ويقول الناشط رضوان الشماع: في حوف تشعر وكأنك دخلت عالمًا مختلفًا، حيث الضباب يغلف الجبال، واللون الأخضر يملأ الأفق، ويعلو صوت الطبيعة فوق كل شيء، لتكون المحمية رسالة حية بأن جمال اليمن ما زال محفوظًا رغم التحديات.

كما أشار الناشط في العمل الخيري سالم باراس إلى أن حوف تمثل هبة من الرحمن، حيث الخضرة والجمال لا يقتصران على الطبيعة فقط، بل يمتدان إلى قلوب سكانها، معتبراً أن الهواء النقي والمياه العذبة في المحمية علاج طبيعي لمن يعاني من مشاكل صحية مثل الضغط والسكري وأمراض التنفس.

وفي مقارنة بين موسم خريف حوف وموسم خريف صلالة في سلطنة عمان، وصف باسم الشعبي أجواء صلالة بأنها رائعة وممطرة، مع خضرة تغطي الأرض والجبال، مشيرًا إلى التشابه الكبير بين المكانين، لكنه لفت إلى اختلاف مستوى الاهتمام والرعاية بينهما، معزّزًا وصفه بصورة من موسم خريف صلالة أرسلها صديقه ياسر عادل.

تظل محمية حوف الطبيعية في المهرة واحدة من الكنوز البيئية والثقافية التي تستحق الزيارة والتأمل، حيث تتلاقى الطبيعة الخلابة مع التراث المحلي في لوحة متكاملة تعكس روح اليمن الحقيقية.