اخبار اليمن
موقع كل يوم -المهرية نت
نشر بتاريخ: ١٢ أب ٢٠٢٥
أظهرت بيانات المرصد الأوروبي حول الجفاف أن أكثر من نصف مساحة أوروبا وسواحل البحر الأبيض المتوسط، أي ما يعادل 52 بالمائة، قد تأثرت بالجفاف خلال شهر يوليو، وذلك للشهر الرابع على التوالي.
ويُعد هذا المعدل أعلى مستوى مسجل لشهر يوليو منذ بدء عمليات الرصد في عام 2012، حيث يزيد بنحو 21 نقطة عن متوسط الفترة ما بين عامي 2012 و2024، وقد سجّل الجفاف في المنطقة أرقامًا قياسية شهرية كل شهر منذ بداية العام.
ويجمع مؤشر الجفاف الصادر عن مرصد برنامج 'كوبرنيكوس' الأوروبي، والذي يعتمد على المراقبة عبر الأقمار الصناعية، ثلاثة معايير هي هطول الأمطار، ورطوبة التربة، وحالة الغطاء النباتي. هناك ثلاثة مستويات من الجفاف هي المراقبة، والتحذير، والإنذار.
وتُعد أوروبا الشرقية والبلقان من أكثر المناطق تأثرًا بالجفاف، حيث سجلت نسبة الأراضي التي بلغت مستوى الإنذار زيادة حادة في عدد من هذه الدول. ففي المجر، ارتفعت هذه النسبة من 9 بالمائة في يونيو إلى 56 بالمائة في يوليو، وفي كوسوفو من 6 بالمائة إلى 43 بالمائة، وفي البوسنة والهرسك من 1 بالمائة إلى 23 بالمائة.
وقد كانت موجات الحر التي ضربت منطقة البلقان منذ بداية الصيف مصحوبة بعدد كبير من الحرائق. وفي شرق البحر المتوسط، تشهد تركيا جفافًا مستمرًا يطال أكثر من 60 بالمائة من أراضي البلاد شهريًّا منذ مارس الماضي، ما أسهم في اندلاع حرائق أدت يوم الجمعة إلى إخلاء ثلاث قرى وتعليق حركة الملاحة في مضيق الدردنيل.
أما في غرب أوروبا، فالوضع أكثر تباينًا، ففي فرنسا، طال الجفاف في يوليو 68 بالمائة من الأراضي، في ارتفاع كبير عن يونيو (44 بالمائة). وشهدت فرنسا أحد أكبر الحرائق في تاريخها أتى على 13 ألف هكتار من الأراضي. وتواجه فرنسا حاليًا موجة حر شديدة هي الثانية هذا الصيف. أما في المملكة المتحدة، فيسجل الوضع تحسنًا مقارنة بالأشهر السابقة، لكن أكثر من ثلثي البلاد لا يزال يعاني من نقص في المياه. وبالنسبة لإسبانيا والبرتغال، فالوضع أفضل نسبيًّا مع معدلات جفاف منخفضة تبلغ 7% و5% على التوالي.
وفي السياق ذاته، أعلنت وكالة البيئة البريطانية (إي إيه) أن نقص المياه في إنجلترا يُصنف بأنه 'ذو أهمية وطنية'، حيث شهدت البلاد أكثر ستة أشهر جفافًا منذ عام 1976. وقالت الوكالة إن مستويات المياه في الخزانات بجميع أنحاء بريطانيا وصلت إلى 67.7 بالمائة فقط من سعتها، وهو أقل بكثير من متوسط الأسبوع الأول من شهر أغسطس الجاري الذي بلغ 80.5 بالمائة.
وقالت هيلين ويكهام، مسؤولة المياه في وكالة البيئة، إن 'الوضع الحالي حرج على المستوى الوطني، وندعو الجميع إلى القيام بدورهم والمساعدة في تخفيف الضغط على بيئتنا المائية'. وأعربت راشيل هالوس، نائبة رئيس الاتحاد الوطني للمزارعين، عن 'القلق المتزايد بشأن الأشهر المقبلة' في ظل استمرار مواجهة المزارعين 'لظروف جفاف شديد'، مضيفةً أن 'بعض المزارع تبلغ عن انخفاض كبير في إنتاجيتها، وهو أمر مدمر ماليًا للقطاع الزراعي، وقد تكون له آثار جانبية في جميع أنحاء المملكة المتحدة'.