اخبار اليمن
موقع كل يوم -سبتمبر نت
نشر بتاريخ: ١٢ أب ٢٠٢٥
سبتمبر نت/ استطلاع: عبدالله طربوش
تتعرض محافظة مأرب، قلعة الجمهورية وحاضنة المقاومة، لحملات إعلامية متكررة ومتصاعدة تهدف إلى زعزعة استقرارها وتشويه صورتها وتضحياتها وتاريخها المقاوم، وفي ظل هذا الاستهداف، تبرز تساؤلات ملحة حول طبيعة هذه الحملات، والجهات التي تقف خلفها، وأهدافها الحقيقية، وتأثيرها على المحافظة التي تمثل رمزاً للدولة اليمنية “سبتمبرنت' أجرى استطلاعاً مع عدد من الصحفيين والكتاب لمناقشة حملة التشويه التي تتعرض لها مأرب الدولة والوطن.
البداية مع رئيس شعبة الثقافة والتعليم بدائرة التوجيه المعنوي العقيد/ عمار التام، الذي أكد في مستهل حديثه أن قيمة مأرب تتجاوز جغرافيتها، فهي 'مأرب الجمهورية' ومنطلق استعادة الدولة, وأوضح أن هذه المكانة الرفيعة هي ما جعلها هدفاً مشتركاً للقوى المعادية التي، رغم خلافاتها، تتوحد حين يكون الهدف هو إسقاط مأرب، كمدخل لإسقاط الشرعية وإنهاء ما تعتبره تهديداً لمشاريعها.
وأشار التام إلى أن هذه القوى تستغل أي ثغرة، مثل الخلافات داخل مؤسسات الدولة، لتضخيمها إعلامياً بهدف النيل من مكانة مأرب في الوجدان الوطني والتأثير على معادلة الصراع, ووجه رسالة إلى 'الكتلة الجمهورية' في مأرب – من سلطة وجيش ومقاومة ونخب – مشدداً على أن الحفاظ على مارب قوية آمنة مستقرة هو ضمان للوجود الوطني، وأن معالجة أي اختلالات يجب أن تتم بمسؤولية جماعية وتعاونية تجسد قيم الجمهورية، بعيداً عن الانتقائية وردود الفعل الفئوية التي تفرق ولا تجمع.
حملة أبواق
من جهة أخرى يرى الكاتب ماجد الظاهر أن ما يجري من تناولات لمأرب لا يرقى لمستوى الحملة المنظمة.., ويعتقد أن الأمر مجرد استغلال لقصص فردية ينشرها ناشطون، يتم توظيفها في ظل ضعف شديد في أداء الجهاز الدعائي المضاد.
وقال الظاهر: التناول المضادة تساهم بأساليبها غير الاحترافية في تهييج الرأي العام بدلاً من احتوائه, وأوضح أن هذا الجهاز لم يستخدم الأساليب الفعالة كالتحليل المنطقي، التشكيك، التشتيت، أو التجاهل، واقتصر على النفي والمجابهة، مما أدى إلى تضخيم القصص العابرة ومنحها قيمة لم تكن تستحقها, وخلص إلى أنه لا يرى خطراً كبيراً، بل أخطاء دعائية استغلها أعداء لمأرب بشكل غير منظم.
مأرب.. نموذج الدولة
الصحفي محمد القليصي أكد في حديثه لـ'سبتمبرنت': أن مأرب أصبحت ملاذاً آمناً لليمنيين من مختلف المناطق منذ اجتياح الحوثيين للعاصمة، وذلك بفضل ما تتمتع به من حضور للدولة وأمن واستقرار ومواطنة متساوية, هذا النموذج الناجح، بحسب القليصي، أزعج كافة المشاريع المناوئة للمشروع الوطني، وعلى رأسها المليشيات الحوثية الارهابية.
وأشار إلى أن هذه الجهات شنت حملات منظمة ومستمرة تستهدف مأرب وسلطتها وأجهزتها الأمنية، معتمدة على الإشاعات وتضخيم الأخطاء الفردية, الهدف من ذلك هو ضرب ثقة المواطن بالدولة وتخويف الناس من ملاذهم الأخير، ومحاولة القول بأن الانتهاكات موجودة في مناطق الشرعية كما هي في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية.., ودعا القليصي السلطة المحلية إلى معالجة أي خطأ لتعزيز الثقة، لكي تظل مأرب 'درة اليمن ونموذج الدولة'.
حملة تشويه منظمة
من جهته، أكد الناشط صدام الحريبي بأن ما تشهده مأرب هو حملة إساءة منظمة تقف خلفها أطراف معادية لمشروع الدولة، في مقدمتها تنظيم جماعة الحوثي الارهابية وأذرعها الإعلامية، بالإضافة إلى أطراف أخرى تلتقي مصالحها مع مشروع الفوضى.
وأوضح الحريبي أن هدف الحملة هو تشويه صورة الأجهزة الأمنية التي تمثل خط الدفاع الأول، وزعزعة ثقة المواطنين بمؤسساتهم، وإضعاف الروح المعنوية للجنود.., ودعا الجميع إلى عدم الانجرار خلف هذه الحملات، مشدداً على أن أي مظالم حقيقية يجب أن تُطرح عبر القنوات المؤسسية الرسمية، حتى لو وصل الأمر إلى مجلس الرئاسة، بدلاً من اللجوء إلى التشويه الإعلامي الذي يخدم خصوم الجمهورية ويسعى للنيل من محافظة عجزت كل قوى الانقلاب عن كسرها طوال السنوات الماضية.