اخبار اليمن
موقع كل يوم -سما نيوز
نشر بتاريخ: ٢٧ أيلول ٢٠٢٥
لقد كثر الهرج والمرج بين قليل من المنتفعين ، وضعفهم من البسطاء والأغبياء ، عن التهاني الثورية ، والدعوة للاحتفال باليوم الثوري ، غير أنني ومثلي كثير لم نفهم بعد ! بأي ثورة يريدون هذا الشعب المطحون أن يحتفل ؟ لأننا نجد أنفسنا أمام أمور ملتبسة ، بحاجة إلى شيء من التوضيح ، ومثله من التدقيق والتفصيل ، فالثورات كثر ، فإذا كان الاحتفال المطلوب من هذا الشعب المنكوب ، يعني الخروج والتعبير عن مباهج الفرحة والسرور بثورة 26 سبتمبر 1962 ، فهذا أمر مفروغ منه ؛ إذ طمسته ثورات الربيع العبري ، وألغت فعاليته ، بعد أن فشلت تلك الثورة في تقديم أدنى متطلبات الحياة الكريمة للمواطن ، الذي ضحى بالغالي والنفيس من أجل مستقبل أوهموه أنه سيجني فيه التفاح والرمان والعنب وغيرها من نافذة منزله ، بعد أن وجد نفسه مخيرا بين الموت جوعا في أزقة بلاده وشعابها ، أو الموت بالسكاكين الحادة التي تطل على ناظريه من نوافذ منزله ، وإن نجا من ذلك كله ، فسوف يموت وهو يتسكع في المنافي بحثا عن لقمة العيش .
أما إذا كان الاحتفال هو بيوم ثورة الربيع العبري فهذا أمر آخر ؛ لأن ثورة الربيع العبري 11 فبراير 2011 ، صحيح إنها شطبت ماقبلها من الثورات لكنها تجاوزتها بأمور تخجل حتى الأقلام ، وهي تدونها ، لأنها جاءت لتنفيذ أجندة عبرية وليست عربية ؛ إذ سعت جاهدة إلى أمور كثيرة منها :
1- العمل على تمزيق النسيج المجتمعي ووضعه ضمن كنتونات طائفية ومذهبية وحزبية ومناطقية وجهوية وقبلية ، ممولة من الخارج ما أنزل الله بها من سلطان
2- تمكين العناصر الفاشلة من الإمساك بزمام السلطة وتواجدهم في مدن الممولين
3- قيام أولئك الفاشلين بجمع الأموال وإيداعها في بنوك أجنبية بأسمائهم وأسرهم ، وشراء العقارات في الخارج ، والعبث بأي شيء من المال يتوفر من إيرادات البلاد الداخلية ؛ لحضور مؤتمرات والقيام بسفريات ليس لهم ولا لشعبهم ناقة ولا جمل فيها
4- أما الشعب فقد أصبح يعيش بين سندان المجاعة ومطرقة أولئك
اللصوص ؛ إذ لم يعد يحصل على راتبه الشهري ، والكهرباء أصبحت من الماضي ، والمياه في خبر كان ، والتعليم انتهى ، والصحة رحلت معهم إلى حيث يقيمون .
فبأي شيء تريدون هذا الشعب أن يحتفل أيها المعتوهون ؟؟؟