”هامبرغيني” تُباع بالمزاد… ماذا حدث للمطعم الذي سبّب تسممًا قاتلًا؟

أعلنت شركة 'أساسيات الغذاء للتجارة'، المالكة السابقة لمطاعم 'هامبرغيني'، عن تنظيم مزادٍ علني إلكتروني لبيع معدات وممتلكات المطاعم، وذلك في إطار إجراءات التصفية التي تلي إعلان إفلاس الشركة. وحدّدت الشركة موعد المزاد خلال الفترة من 5 إلى 9 أكتوبر 2025، داعية الراغبين في المشاركة إلى التسجيل عبر المنصة الإلكترونية المخصصة لذلك.

77.235.62.132

ويأتي هذا الإعلان تأكيدًا لقرار المحكمة التجارية بالرياض، الذي صدر قبل نحو شهر، والقاضي ببدء إجراءات تصفية أصول شركة 'هامبرغيني' للمطاعم، بعدما أقرّت المحكمة رسميًا حالة الإفلاس. وقد أوضح أمين الإفلاس المعيّن، السيد مبارك العنزي، أن الدائنين مدعوون لتقديم مطالباتهم المالية خلال مدة أقصاها 90 يومًا من تاريخ الإعلان الرسمي عن التصفية، وذلك وفقًا لأحكام نظام الإفلاس السعودي.

وتعود جذور الأزمة التي أدت إلى انهيار سلسلة المطاعم الشهيرة إلى أبريل 2024، حين شهدت المملكة أزمة تسمم غذائي واسعة النطاق رُبطت مباشرةً بمنتجات مطاعم 'هامبرغيني'. وبحسب تقارير هيئة الغذاء والدواء السعودية، فقد تبيّن أن السبب الرئيسي للحادث كان تلوث مايونيز مستورد ببكتيريا كلوستريديوم بوتولينوم، وهي بكتيريا خطيرة تُنتج سمومًا عصبية قد تهدد الحياة.

وأسفر الحادث عن إصابة أكثر من 70 شخصًا بأعراض تسمم حادة، بينهم حالات حرجة، فيما سُجّلت وفاة واحدة، ما أثار موجة غضب واستياء واسعة في أوساط المستهلكين. وسرعان ما تحوّل الغضب إلى فقدان كامل لثقة الجمهور في العلامة التجارية، تزامن مع حملات مقاطعة واسعة النطاق على وسائل التواصل الاجتماعي، وانهيار مفاجئ في المبيعات.

ورغم محاولات الشركة احتواء الأزمة عبر سحب المنتجات الملوثة، وإصدار اعتذارات رسمية، وتقديم تعويضات مبدئية للضحايا، إلا أن الأضرار المالية والسمعة كانت قد بلغت حدًّا لا يمكن معه الاستمرار. وتفاقمت الخسائر المالية حتى وصلت إلى مستويات دفعت الإدارة إلى التوقف عن العمل بالكامل في منتصف عام 2024، قبل أن تُحال الشركة رسميًا إلى إجراءات الإفلاس.

ويُعدّ المزاد الإلكتروني المرتقب فرصة أمام المستثمرين وروّاد الأعمال في قطاع المطاعم والخدمات الغذائية لاقتناء معدات عالية الجودة بأسعار تنافسية، تشمل أفرانًا صناعية، ثلاجات عرض، أنظمة طهي متطورة، وأثاث داخلي مخصص للمطاعم. وتشير مصادر مطلعة إلى أن عملية البيع ستتم عبر منصة إلكترونية معتمدة، مع ضمان الشفافية الكاملة وفق معايير هيئة الإفلاس السعودية.

ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها محطة نهائية في مسيرة 'هامبرغيني' كعلامة تجارية في السوق السعودي، بعد سنوات من النجاح والتوسع السريع، لتُصبح درسًا صارخًا في أهمية الالتزام بأعلى معايير السلامة الغذائية، وسرعة الاستجابة للأزمات قبل أن تتحول إلى كوارث وجودية.