اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد العربي
نشر بتاريخ: ١٢ أيار ٢٠٢٥
رأي المشهد العربي
في قلب الجنوب العربي، تقف محافظة الضالع شامخة كجدار منيع في وجه الإرهاب الحوثي، مدافعة عن الأرض والعقيدة والهوية.
الضالع ظلت وستظل عنوانًا للمقاومة العسكرية الراسخة التي تحطمت أمامها كل محاولات التسلل الحوثي، رغم الإمكانيات الهائلة التي سُخرت لإسقاطها.
الضالع، بحكم موقعها الجغرافي، تمثل خاصرة استراتيجية تربط الشمال بالجنوب، ما جعلها هدفًا دائمًا لمليشيا الحوثي الإرهابية منذ انطلاقة الحرب، حتى الآن سواء بمحاولة النيل منها عسكريًّا أو العمل على استهداف المدنيين.
مليشيا الحوثي تنظر إلى الضالع بكونها عقدة الجنوب العصية، وترى أن إسقاطها في قبضتها يعني فتح الطريق نحو لحج وعدن وبالتالي احتلال الجنوب بأكمله.
لكن الواقع على الأرض كان مختلفًا، حيث تحولت الضالع إلى جبهة نارية بامتياز، سطّرت فيها القوات المسلحة الجنوبية أروع ملاحم الصمود، حتى فشل الحوثيون في كل محاولاتهم للتقدم في مختلف الجبهات، وتكبدوا خسائر بشرية وميدانية كبيرة.
ورغم القصف المدفعي المتكرر وهجمات الطائرات المسيّرة، فإن القوات الجنوبية فرضت واقعًا عسكريًا حاسمًا، جعل من الضالع خطًا أحمر يصعب تجاوزه.
هذا الصمود البطولي لم يمر دون ثمن، إذ لجأت مليشيا الحوثي إلى ارتكاب جرائم ممنهجة ضد المدنيين، في محاولة يائسة للضغط على الحاضنة المجتمعية للقوات الجنوبية.
ومن المؤكد أن ما يدفع الحوثيين لاستهداف الضالع بهذا العنف، هو إدراكهم لأهمية موقعها في معادلة الأمن الجنوبي.
فالضالع لا تحمي نفسها فقط، بل تشكل درعًا واقيًا لبقية محافظات الجنوب، ومنصة ردع حقيقية لأي تمدد حوثي محتمل، ومن هنا تبرز أهمية تحصين الضالع أمنيًا وعسكريًا من خلال تعزيز دفاعاتها، ودعم قواتها، وتأمين القرى المحاذية لخطوط التماس.