اخبار اليمن
موقع كل يوم -الأمناء نت
نشر بتاريخ: ٢٧ تموز ٢٠٢٥
كشف وزير الخارجية اليمني الأسبق الدكتور أبو بكر القربي عن كثير من خفايا العلاقة بين الرئيس الراحل علي عبد الله صالح وجماعة الحوثي، مؤكداً أن صالح كان يتوقع مصيره على يد الحوثيين، وأنه تحمّل في سنواته الأخيرة قرارات منفردة بسبب شعوره بتزايد شعبيته بعد انتخابات 2006.
وفي سرد سياسي لتفاصيل ما قبل وأثناء سقوط صنعاء لصحيفة 'الشرق الأوسط'، أوضح القربي أن التحول في علاقة صالح والحوثيين بدأ منذ الحرب الأولى عام 2004، ثم دخل مرحلة شراكة مشوبة بالحذر، قبل أن تنقلب إلى خصومة دموية أفضت إلى مقتل الرئيس السابق في ديسمبر 2017.
وقال القربي إن الارتباط بين الحوثيين وإيران كان نتيجة الحروب، موضحًا أن الحكومة اليمنية في تلك الفترة سعت إلى تحييد الدور الإيراني عبر زيارات رسمية إلى طهران، التقى خلالها بالرئيسين محمد خاتمي وأحمدي نجاد، لكن إيران أكدت حينها حرصها على اليمن دون أن توقف دعمها الفعلي للحوثيين عبر 'الحوزات الدينية'.
وفي سياق متصل، أشار القربي إلى أن أحداث الربيع العربي جاءت مفاجئة لصالح ولحزب 'المؤتمر الشعبي العام'، على الرغم من إدراكهم السابق لتوجهات أميركية نحو التغيير في المنطقة، مؤكداً أن صالح لم يكن يرفض التغيير بحد ذاته، وإنما طريقة تطبيقه 'عبر الفوضى لا عبر المؤسسات'.
وحول الانتخابات الرئاسية عام 2006، وصفها القربي بأنها كانت 'علامة فارقة'، مشيراً إلى أنها منحت الرئيس صالح شرعية شعبية حقيقية، دفعت به لاحقاً إلى اتخاذ قرارات فردية أكثر جرأة.
وعن سيطرة الحوثيين على صنعاء، أكد القربي أن صالح كان يراهن على تدخل الحكومة آنذاك بقيادة هادي لوقف تقدمهم نحو العاصمة، لكنه فوجئ بعدم تحرك الدولة، ما عمّق الشكوك في وجود تصفية حسابات سياسية.
واعتبر القربي أن أخطاء صالح تمثلت في إهدار فرص لبناء دولة مؤسسات قوية بعد الوحدة، مشيراً إلى أن معظم 'الثوار' في العالم العربي، عند وصولهم للسلطة، ينشغلون بالحكم أكثر من انشغالهم ببناء الدولة.
وحول مستقبل اليمن، شدد القربي على أن عودة الوحدة 'ممكنة وضرورية' لكنها مشروطة بوقف التدخلات الخارجية، معتبراً أن التعدد في مراكز القرار بين صنعاء وعدن والرياض يُضعف فرص الحل، ومرجحاً أن يتوصل اليمنيون إلى اتفاق سياسي إذا تُرك القرار بأيديهم.