اخبار اليمن
موقع كل يوم -سبتمبر نت
نشر بتاريخ: ١٤ أيار ٢٠٢٥
سبتمبر نت/ حوار – محمد الجعماني
أكد وكيل محافظة صعدة علي الحماطي، أن دعم الحكومة الشرعية وقواتها المسلحة هو السبيل الأمثل للقضاء على مليشيات الحوثي الإرهابية، واستعادة الدولة من باب تحرير صعدة أولا.
وقال الوكيل الحماطي في حوار أجرته معه «26سبتمبر»: إن جرائم مليشيا الحوثي السلالية بحق أبناء محافظة صعدة مفزعة، وتنذر بكارثة حقوقية وإنسانية لم تشهد لهما المحافظة مثيلا.
وأضاف 'مليشيا الحوثي الإرهابية ما أن يخطر على بالها اختلاق ذريعة معينة حتى تباشر حملاتها الوحشية في اعتقال ابناء المحافظة واستهداف منازلهم ونهب ممتلكاتهم، غير ما قد سبق وهجرت وشردت آلاف من الأسر الى خارج المحافظة تحت مزاعم مختلفة.. حتى اصبحت صعدة عبارة عن سجن كبير يُزج بداخله الاهالي وبشكل عنصري يعيد الى الاذهان تصرفات اسلافهم واجدادهم بيت حميد الدين بحق كل حر وشريف رفض الخضوع لحكمها الكهنوتي الظالم ولا لخرافاتها البالية.
فإلى الحوار:
– كيف تنظرون في قيادة السلطة المحلية بمحافظة صعدة إلى قرار الولايات المتحدة بإعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية.. وما أهميته في دعم الجهود الوطنية لاستعادة الدولة؟
إعادة تصنيف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية خطوة في الطريق الصحيح، وإن جاءت متأخرة؛ لأن هذه الجماعة انتهجت الإرهاب منذ نشأتها، وارتكبت جرائم فظيعة بحق أبناء صعدة واليمن عمومًا، تحت شعارات زائفة، لذلك فالقرار الأميركي يجب أن يكون بداية فعلية ليتبعه توجه دولي واممي في تصنيفها منظمة إرهابية، وبالتالي لكي يتمكن المجتمع الدولي من اقتلاع شأفة الإرهاب والقضاء عليه وتجفيف مصادر تمويل الجماعة، ودعم الدولة اليمنية في معركتها لاستعادة النظام الجمهوري وحماية المجتمع اليمني من مشروع طائفي مدمر يهدد امن واستقرار اليمن والمنطقة وسلامة الملاحة الدولية.
– شهدت محافظة صعدة مؤخرا ضربات جوية دقيقة استهدفت مواقع استراتيجية تابعة للمليشيا.. كيف تقيمون هذه التطورات؟ وما مدى تأثيرها على قدرات المليشيا العسكرية؟
الضربات الجوية ضد مليشيا الحوثي الارهابية توصل رسائل واضحة وتؤثر على بنيتها العسكرية، لكنها وحدها لا تكفي، ونرى أن الحل يكمن في دعم الحكومة وقواتها المسلحة والمقاومة الشعبية، بحيث تتكامل الجهود لبناء دولة عادلة تنهي كابوس الامامة وتقضي على المشروع الايراني واطماعه في المنطقة من خلال اجتثاث مليشياتها من اليمن، وتحقق تطلعات الشعب اليمني في بناء دولته وفق اسس وطنية جامعة اركانها العدالة والمواطنة المتساوية، وتحت نظام جمهوري لينتهي بذلك دوامة العنف والمعاناة التي تجرعها شعبنا طويلا بسبب الممارسات الاجرامية لمليشيا الإرهاب الحوثية.
التخفيف من معاناة النازحين
– ما أبرز ما تقوم به السلطة المحلية بمحافظة صعدة من جهود لمتابعة الوضع الانساني داخل المحافظة رغم ظروف النزوح والتشرد التي فرضتهما المليشيا الإمامية؟
السلطة المحلية تتابع الوضع الإنساني للنازحين من صعدة عن كثب، وهي شريحة واسعة تجاوزت مئات الأسر حيث تعمل السلطة المحلية جاهدة بالتنسيق مع الحكومة والمنظمات الإنسانية لتأمين الخدمات الأساسية لهم، خاصة في الإيواء والصحة والتعليم. رغم شح الإمكانات، إلا اننا في السلطة المحلية نبذل الجهود الكبيرة في سبيل التخفيف من وطأة معاناة النازحين من أبناء محافظة صعدة الذين ينتظرون قدوم اليوم الذي يعودون فيه إلى بيوتهم وقراهم ومزارعهم في ظل الدولة التي تحفظ لهم كرامتهم وحقهم في العيش الكريم.
– كيف وما نوع هذا التنسيق القائم بينكم في السلطة لمحلية والجهات الحكومية المختصة والمنظمات الاغاثية بخصوص دعم النازحين المتضررين من ابناء صعدة؟
يتم التنسيق مع الجهات الحكومية والمنظمات الإغاثية عبر قنوات مباشرة ولجان متخصصة، لضمان وصول المساعدات للنازحين من صعدة، وتقديم الاحتياجات باستمرار خاصة في حالات الطوارئ، لضمان استجابة فعّالة.
آليات لتوثيق الانتهاكات
– هل لديكم آليات معتمدة لتوثيق الانتهاكات التي يتعرض لها المواطنون في صعدة ورفعها للجهات المختصة والهيئات الدولية؟
لدينا آليات توثق وترصد انتهاكات مليشيا الحوثي الارهابية بحق أبناء صعدة، وذلك من خلال شبكات رصد ميدانية وقنوات حقوقية محلية ومجتمعية، بالإضافة الى وحدة لاستقبال الشكاوى وتوثيقها من قبل ضحايا وذويهم مباشرة، والتي تؤكد أن مليشيا الحوثي قامت بتهجير أكثر من (187) ألف مواطن، وتفجير ونهب أكثر من (500) منزل، والاستيلاء على (555) مزرعة، واختطاف اكثر من (3567) شخصًا، منهم (530) مختطفا هم حتى الآن لا يزالون في حكم المخفين قسرًا. جماعة الحوثي جندت (6500) طفل وزجّت بهم في الجبهات، ونهبت المؤسسات، وفجّرت 65 مدرسة، وأغلقت (59) وحوّلت (169) إلى مقرات عسكرية. هذه الجرائم موثقة ومرفوعة للجهات المعنية، ولن يسقط حق الضحايا، غير حملة الاعتقالات الاخيرة التي طالت (58) شخصا تحت فزاعة التخابر مع الامريكان، بالإضافة الى ان المليشيا اصدرت اوامر-احكام باطلة- بحق العشرات من ابناء المحافظة شملت الاعدام والسجن المؤبد بتهم كيدية.
كما أن هناك انتهاكات كثيرة لم يصل إليها الراصدون ولم يستطع الضحايا البوح بها لأسباب أمنية.
– أين تقع محافظة صعدة ضمن اولويات العمليات العسكرية والسياسية الهادفة لاستعادة مؤسسات الدولة من قبضة المليشيا الحوثية؟
صعدة تمثل أولوية استراتيجية ووطنية. فاستعادة صعدة الى حضن الدولة.. تعني كسر المشروع الايراني في اليمن والمنطقة في مهده، وفتح الطريق لاستعادة الدولة اليمنية إلى حاضرتها العربية.
الدولة تتعامل مع صعدة كجزء لا يتجزأ من الجغرافيا اليمنية، وتدرك ان تحريرها يشكل ضربة قاسمة لبنية المليشيا ومشروعها الطائفي العنصري القائم على العنف والإقصاء لذلك تعمل على تحريرها في اطار خطة شاملة، سياسية وعسكرية، لتحقيق الأمن والاستقرار.
لدينا خطط للتنسيق
– هل هناك خطط تنسيقية مع القوات المسلحة والتحالف العربي بشأن تحرير المحافظة.. وما ابرز التحديات التي تواجه هذا المسار؟
هناك تنسيق مستمر بين السلطة المحلية والجيش الوطني، بدعم الاشقاء في التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، لاستعادة صعدة، وهناك تحديات تشمل دعم بالإمكانات والجهود وتحقيق الاستقرار بالمناطق المحررة، ونؤكد هنا ان الارادة السياسية والعسكرية راسخة والقرار الوطني واضح في استعادة صعدة كما بقية المحافظات، في اطار مشروع الدولة اليمنية الحديثة، وإنهاء كل مظاهر الفوضى المليشاوي السلالي التي جلبت الويلات على الوطن ارضا وانسانا.
أبناء صعدة ضد مشروع الحوثي
– كيف تقيمون موقف أبناء صعدة من المشروع السلالي.. وهل لكم تواصل وتنسيق مع القيادات الاجتماعية والمشيخية داخل المحافظة؟
أبناء صعدة أكثر من تضرر من مشروع الحوثي، وقد عانوا منه اكثر من غيرهم وهم اليوم أكثر وعيًا برفضه ويواجهون هذا المشروع منذ الوهلة الاولى، وحاليا يساندون قوات الشرعية ومنضوين في الجيش اليمني و المقاومة الشعبية في مختلف الجبهات. كما لدينا تنسيق مع القيادات الاجتماعية لتثبيت الموقف الوطني، ومواجهة التجنيد القسري، وتعزيز ثقافة المواطنة المتساوية.. أبناء صعدة شركاء في التحرير والبناء، لا أدوات بيد المليشيا الحوثية الكهنوتية.
– ما الرؤية المستقبلية التي وضعتها السلطة المحلية لإعادة تطبيع الحياة بمحافظة صعدة بعد التحرير؟
لدينا رؤية متكاملة لما بعد مليشيا الحوثي الارهابية، لتطبيع الحياة بعد التحرير، تشمل:
1 – المسار الأمني: بناء المؤسسات أمنية مهنية لحماية المواطنين.
2 – المسار الخدمي: إعادة تشغيل المرافق الصحية والتعليمية.
3 – المسار المجتمعي: مصالحة شاملة، وعودة آمنة للنازحين.
ونعمل أيضا بالشراكة مع الدولة والداعمين الدوليين لضمان حياة كريمة للمواطن .
– ما الرسالة التي توجهونها عبر منبر صحيفة «26 سبتمبر» إلى أبناء محافظة صعدة، والى الشعب اليمني بشكل عام في هذه المرحلة الوطنية المفصلية من تاريخ اليمن؟
رسالتي لأبناء صعدة: أنتم في صميم المشروع الوطني، ولستم وحدكم. نراهن على وعيكم وصمودكم، كما عهدناكم دوما وكنتم أول من رفض مشروع الحوثي السلالي وقدمتم في سبيل ذلك التضحيات الجسام ونراهن على استكمال تلك الملاحم البطولية في معركة التحرير القادمة.
ورسالتي للشعب اليمني: لا خيار إلا لقيام الدولة، فالوقوف صفا واحدا خلف الجيش اليمني ومؤسستيه الدفاعية والامنية واجب وطني مقدس، ومسؤولية اجتماعية من أجل استكمال تحرير كل شبر من ارض الوطن.. فالنصر قادم بإذن الله، وسنستعيد دولتنا ونبني يمنًا اتحاديًا عادلًا لكل أبنائه، ولا مكان فيه للسلالية والعنصرية.