اخبار اليمن
موقع كل يوم -المهرية نت
نشر بتاريخ: ٢٥ تشرين الأول ٢٠٢٥
في بلدٍ أنهكته الحرب وأرهقته الأوبئة، يطلّ فيروس شلل الأطفال من جديد ليذكّر اليمنيين بأن الأمراض لا تعرف خطوط النار ولا هذا الطرف أو ذاك إذا لم يتم العمل من أجل صحة البلاد.
وبينما يسابق العالم الزمن لاستئصال الفيروس، تحذر منظمة الصحة العالمية من انتشاره في اليمن بعد سنوات من اختفائه، في وقتٍ تكشف فيه تقارير ميدانية عن أطفال فقدوا القدرة على المشي في مناطق ما زالت حملات التطعيم فيها ممنوعة أو متعثرة.
ومع كل صرخة أمّ تبحث عن لقاح لطفلها، يتصاعد نداء الأطباء والناشطين' أنقذوا الأطفال قبل أن يعود الشلل جماعياً إلى اليمن الجريح بالحرب والنزاعات '.
ويُعدّ شلل الأطفال من الأمراض الفيروسية المعدية التي تصيب الأطفال دون الخامسة، وقد تؤدي إلى إعاقة دائمة أو وفاة، رغم إمكانية الوقاية منه بسهولة بلقاح فموي بسيط.
وبحسب الأمم المتحدة، فإن أكثر من 1.5 مليون طفل في اليمن ما يزالون خارج نطاق التحصين الدوري، وهو ما يجعل البلاد واحدة من أكثر المناطق عرضة لتفشي هذا المرض القابل للمنع.
وأطلقت منظمة الصحة العالمية، الخميس، تحذيراً جديداً من تفشّي فيروس شلل الأطفال في اليمن، كاشفة عن تسجيل 29 حالة إصابة مؤكدة بفيروس شلل الأطفال من النوع المشتق من اللقاح (variant poliovirus type 2) حتى 24 أكتوبر الجاري، معظمها في محافظات شمالية خاضعة لسيطرة جماعة الحوثي.
وقالت المنظمة في بيانها إن الفيروس ما يزال نشطاً ويشكّل تهديداً حقيقياً للأطفال في ظل صعوبة الوصول إلى بعض المناطق لتنفيذ حملات التطعيم.
ودعت جميع الأطراف إلى ضمان وصول فرق التحصين إلى كل طفل دون استثناء، لأن حماية الأطفال من الشلل مسؤولية جماعية لا تقبل التأجيل.
تهديد حياة الأطفال
من جهته، حذر تيسير السامعي، مدير الإعلام في مكتب وزارة الصحة بمحافظة تعز الأكثر سكانا في اليمن، من مخاطر انتشار المرض.
وقال إنه تم تسجيل 29 حالة إصابة بفيروس شلل الأطفال باليمن خلال العام 2025.
وأضاف في حسابه على فيسبوك 'يؤدي شلل الأطفال إلى شلل مدى الحياة، ويشكل تهديدًا للأطفال في جميع أنحاء البلاد'.
ونبه إلى أنه يمكن الوقاية منه من خلال اللقاح المتوفر مجانًا في جميع المرافق الصحية على مستوى اليمن'.
حملات تطعيم تسابق الزمن
وفي محاولة لاحتواء الخطر، أطلقت وزارة الصحة العامة والسكان، بدعم من منظمة الصحة العالمية واليونيسف، الجولة الثانية من الحملة الوطنية للتحصين ضد شلل الأطفال في 30 سبتمبر 2025، بعد نجاح الجولة الأولى في يوليو.
واستهدفت الحملة 1.3 مليون طفل دون الخامسة في 12 محافظة خاضعة للحكومة، بمشاركة 15 ألف عامل صحي عبر فرق متنقلة ومراكز ثابتة، بإشراف نحو ألف مشرف من الوزارة والمنظمات الدولية.
وكان اليمن قد أعلن خلوّه من شلل الأطفال عام 2006 بعد سنوات من حملات التحصين المكثفة، لكن انهيار النظام الصحي مع اندلاع الحرب عام 2015 سمح بعودة الفيروس مجدداً عام 2020 ، في واحدة من أكثر الانتكاسات الصحية إيلاماً للبلاد.













































