اخبار اليمن
موقع كل يوم -نيوز يمن
نشر بتاريخ: ٢٥ أب ٢٠٢٥
في مشهد يعكس حجم التغيرات المناخية، شقّت سيول جارفة طريقها من محافظة لحج نحو البحر عبر مجرى وادٍ قديم في العاصمة عدن، بعد غياب دام أكثر من 4 عقود.
وتسببت الأمطار الغزيرة التي شهدتها محافظتا لحج وعدن، السبت، في جريان السيول في 'الوادي الكبير' متجهةً نحو البحر، في حدث لم تشهده العاصمة عدن منذ نحو 42 عاماً.
وتدفقت السيول الجارفة من وادي الحسيني والأودية الشمالية بمحافظة لحج نحو منطقة بئر أحمد بمديرية البريقة شمالي عدن، مروراً بمنطقة الحسوة في طريقها نحو البحر، في مشهد وصفه الأهالي بالحدث النادر والتاريخي.
هذا المشهد كانت له تداعيات وأضرار على الأرض، خاصة في منطقة الحسوة، التي قالت هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية بعدن إنها باتت منطقة منكوبة بعد أن غمرت السيول عشرات المنازل، خصوصاً في مجرى الوادي.
في حين أكد وزير الدولة، محافظ عدن أحمد لملس، أن مديرية البريقة بأكملها تُعد منطقة منكوبة بفعل الأضرار الكبيرة التي لحقت بها جراء الأمطار والسيول.
وتفقد المحافظ، الأحد، ومعه مدير عام مديرية البريقة صلاح الشوبجي، عدداً من الأسر والمناطق المتضررة جراء السيول الناجمة عن المنخفض الجوي الذي شهدته المحافظة خلال الساعات الماضية.
وأكد لملس عمل السلطة المحلية، وبالتنسيق مع الجهات المختصة، على تقديم المعالجات العاجلة وتكثيف جهود الإغاثة والإيواء للمتضررين، مناشداً المنظمات المحلية والدولية سرعة التدخل لمساندة هذه الجهود.
الكارثة التي شهدتها منطقة الحسوة جاءت بسبب عمليات بناء عشوائي تمت في مجرى الوادي خلال العقود الماضية، وفق ما أوضحته هيئة المساحة الجيولوجية.
وأشارت الهيئة إلى دراسة سابقة كانت قد نفذتها حول ضرورة إنشاء حرم للوادي الكبير الذي يصب في منطقة الحسوة بمديرية البريقة، باعتباره أحد الأودية الرئيسة المعرّضة لمخاطر السيول.
ويؤكد أهالي المنطقة أن آخر جريان للسيول في الوادي بهذا الشكل حدث عام 1982، أي قبل نحو 43 عاماً، وهو ما دفع المواطنين إلى التساهل في البناء العشوائي على مصب الوادي في منطقة الحسوة.
في حين كان آخر جريان للسيول في الوادي قبل نحو عامين، إلا أن ضعف تدفق السيول حينها لم يسمح لها بإكمال طريقها نحو المصب في منطقة الحسوة، وتوقفت عند منطقة بئر أحمد، وكان ذلك بمثابة إنذار بوجود تغيّرات مناخية يشهدها اليمن ستعيد جريان السيول في الوادي.
وهو ما أكدته الأمطار الغزيرة التي شهدتها محافظتا لحج وعدن، صباح السبت الماضي، والتي نتجت عن تشكّل خلايا مطرية شديدة على مناطق غرب اليمن، وهو الأمر الذي وصفه تحليل لمركز الإنذار المبكر في حضرموت بأنه حالة نادرة وغير معتادة في المنطقة.
وأوضح المركز في بيان له أن حركة هذه الخلية الجوية كانت غير مألوفة، إذ اتخذت مسارًا عكسيًا على غير العادة، مؤكداً أن اليمن يعيش هذه الأيام ظروفاً مطرية استثنائية فاقت المعدلات الموسمية الطبيعية بكثير.
ولفت المركز إلى ما تشهده البلاد حالياً من توالي المنخفضات الجوية واحدًا تلو الآخر، الأمر الذي يرفع من احتمالات استمرار هطول الأمطار الغزيرة خلال الفترة المقبلة.
وأشار خبراء المركز إلى أن هذه الظواهر تستدعي مزيداً من الحذر من قبل المواطنين والسلطات على حد سواء، في ظل تزايد المخاوف من الفيضانات والسيول وما قد ينجم عنها من أضرار بشرية ومادية.