اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد العربي
نشر بتاريخ: ٤ تشرين الأول ٢٠٢٥
رأي المشهد العربي
تُمثِّل العاصمة عدن اليوم مركز الثقل السياسي والإداري والاقتصادي للجنوب، ويُنظر إلى استقرارها باعتباره حجر الأساس لأي مشروع وطني يسعى الجنوبيون لتحقيقه.
فالعاصمة عدن تمثل رمز الهوية الجنوبية وواجهة تطلعات شعب يناضل لاستعادة دولته وبناء مؤسساتها على أسس راسخة.
المجلس الانتقالي الجنوبي يعي جيدًا أنّ معركة الاستقرار لا تقل أهمية عن أي معركة عسكرية في الجبهات.
لهذا الأمر، عمل المجلس على تكريس حضور الدولة عبر مؤسسات أمنية متماسكة، وممارسات سياسية متزنة، وجهود معيشية ملموسة، ليجعل من عدن مدينة آمنة وقادرة على احتضان مستقبل الجنوب.
على الصعيد الأمني، كثّف الانتقالي جهوده لإعادة الانضباط إلى شوارع العاصمة عبر نشر قوات متخصصة، وتعزيز الأجهزة الاستخباراتية، وتجفيف منابع الفوضى، ما انعكس إيجابًا في تراجع معدلات الجريمة وتعزيز ثقة المواطن بقدرة الأجهزة على حمايته.
على الصعيد السياسي، فقد حرص المجلس على إدارة الملفات الداخلية والخارجية بعقلانية، مُظهراً التزامه بخيارات شعب الجنوب، وفي الوقت نفسه انفتاحه على الشراكة مع القوى الإقليمية والدولية المؤثرة.
هذه المقاربة السياسية عززت صورة عدن كعاصمة قادرة على لعب دور محوري في صياغة الحلول، بدلًا من أن تكون مجرد ساحة صراع.
ولا يقل الملف المعيشي أهمية، حيث وجّه الانتقالي جهوده للتخفيف من الأعباء التي تثقل كاهل المواطنين، عبر دعم الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه، والسعي لانتظام صرف المرتبات، إضافة إلى فتح قنوات تواصل مع المؤسسات الاقتصادية لضمان دوران عجلة الحياة.
ورغم التحديات الكبيرة والضغوط المفروضة، نجح المجلس في إبراز نموذج قيادي يضع احتياجات الناس اليومية ضمن أولوياته.
استقرار العاصمة عدن ليس هدفًا آنيًّا بقدر ما هو استثمار طويل الأمد، يفتح المجال أمام التنمية، ويعزز فرص استعادة مؤسسات الدولة الجنوبية.