الصحفي المسبحي يحذر: دمج منصب رئيس الوزراء والمالية يضع الدولة في "قبضة رجل واحد" ويغذي الفساد

أطلق الصحفي محمد المسبحي تحذيراً شديد اللهجة بشأن مخاطر دمج منصبي رئيس الوزراء ووزير المالية في يد شخص واحد، معتبراً أن هذا التركيز للسلطة يمثل 'أصل الداء' الذي يقف خلف استمرار الفشل في توفير الخدمات ودفع المرتبات، محذراً من تداعياته على مستقبل الدولة.

تركيز السلطة: مفاتيح اللعبة كلها بيد شخص واحد

أوضح المسبحي في تصريحاته أن الجمع بين المنصبين يمنح المسؤول القبضة شبه المطلقة على شرايين الدولة كلها؛ حيث يصبح المتحكم في:

القرار السياسي: بصفته رئيساً للوزراء يقر السياسات ويوجه الأولويات.

القرار المالي: بصفته وزيراً للمالية يضع الموازنة ويحدد أبواب الصرف.

وأكد المسبحي أن هذا الدمج يضع 'مفاتيح اللعبة كلها' في يد شخص واحد، بما يشمل الإيرادات والنفقات والدين والبنك المركزي والقرار التنفيذي، بعيداً عن أي قنوات مراجعة أو توازن للسلطات.

من فرصة للإصلاح إلى مستنقع للفساد

وأشار الصحفي إلى أن هذا الدمج قد يمثل فرصة 'لإصلاح جذري' إذا كان المسؤول يمتلك مشروعاً وطنياً حقيقياً، لكنه سرعان ما يتحول إلى 'مستنقع فساد واستبداد' إذا استُغل المنصب لمصالح ضيقة في ظل غياب الفصل بين السلطات.

كما نبه إلى أن الدول المستقرة لا تسمح بهذا الدمج، وأن استخدامه في الدول الهشة كحل مؤقت لتوحيد القرار غالباً ما يتحول إلى 'انفلات مؤسسي للسلطة'، مما يفتح الطريق أمام أزمات أعمق وأشد تعقيداً.

'الفساد المستمر هو أصل الداء'

اختتم المسبحي حديثه برفضه القاطع لأي 'تبريرات إعلامية فارغة' تلجأ إليها السلطة، مشدداً على أن تعليق الفشل في الخدمات والمرتبات على شماعة 'الضغوطات والصراعات' قد أصبح 'أسطوانة مشروخة'.

وخلص إلى أن أصل الداء الحقيقي هو الفساد المستمر، مؤكداً أن مليارات الدعم ووعود الخارج لن تجدي نفعاً 'بل ستظل تتبخر كما تبخرت من قبل'، إن لم تتم مواجهة هذا الفساد بجدية، ليبقى المواطنوحده من يدفع ثمن عجز السلطة.