اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٣ تشرين الأول ٢٠٢٥
هآرتس: مع قليل من المساعدة من ترامب، نتنياهو يقود إسرائيل إلى الكارثة #عاجل
ترجمة - هآرتس *
عشية 'يوم الغفران'، قبل ساعات من وجبة الإفطار، تبيّن لإسرائيل، وللعالم بأسره، أن الاعتذار المهين الذي فُرض على بنيامين نتنياهو تقديمه لرئيس وزراء قطر في المكتب البيضاوي لم يكن سوى 'مقبلات'...
بدأ الأمر مساء يوم الإثنين، خلال اللقاء الذي جمع نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب. البيت الأبيض أصدر بياناً مفصلاً بشأن الاعتذار بشكل غير مسبوق، لم يخفِ فيه أي تفاصيل. بعد ساعة تقريباً، نشر فيديو يظهر فيه ترامب، وهو يتحدث مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وإلى جانبه رئيس وزراء إسرائيلي يميني قوي، بوجهٍ متجهم، ينظر جانباً، كأنه يتساءل: 'من أين ستأتي النجدة؟'
رفض الرئيس الأميركي أخْذ وضع نتنياهو السياسي الداخلي المعقّد في الحسبان، خلال لقائهما في البيت الأبيض، وأصرّ على تنفيذ خطته.
وفي اليوم التالي، وكأن الكأس لم تُشرب حتى الثمالة، نشر فريق الرئيس الأميركي صورةً أُخرى، يظهر فيها نتنياهو، وهو يقرأ الاعتذار المكتوب على ورقة بصوتٍ مسموع، خلال محادثة مع رئيس الوزراء القطري، بينما يجلس ترامب إلى جانبه، والهاتف على ركبتيه، وبنظرة غاضبة، كأبٍ اكتشف أن ابنه كسر نافذة الجيران، ويأمره: 'قل له آسف، الآن'!
لكن ترامب لم يكتفِ بذلك. فقبل العيد اليهودي، أفاد الصحافي باراك رافيد من واشنطن أنه في مساء السبت، عندما قدّر البيت الأبيض أن نتنياهو يعتزم رفض خطة ترامب، اتصل به الرئيس الأميركي، وهدده قائلاً: 'إمّا أن تقبل، أو ترحل. وإن رحلت، فسنتركك وحدك'.
وافق ترامب على بعض تحفّظات نتنياهو عن مسائل أمنية، لكنه رفض اعتبار وضعه السياسي الداخلي سبباً مقنعاً للتأجيل. وفي المقابل، وعد ترامب نتنياهو، وأكد أمام الإعلام أنه في حال رفضت 'حماس' الخطة، فإن إسرائيل لديها الضوء الأخضر للتصرف بحُرية في غزة.
بعد محاولة اغتيال فاشلة استهدفت قياديين في 'حماس' في الدوحة، قبل نحو شهر، أعلن ترامب أن أميركا تتعامل مع تلك الهجمة الإسرائيلية تماماً مثل التعامل مع هجوم إيراني سابق على قاعدة أميركية في قطر. ومن هناك، صدر مرسوم رئاسي استثنائي من الإدارة الأميركية يعلن أن 'أي هجوم مسلح على أراضٍ، أو سيادة، أو بنية تحتية قطرية، يُعتبر تهديداً لأمن وسلامة الولايات المتحدة الأميركية،' وأن أميركا 'ستردّ بجميع الوسائل المشروعة واللازمة، دبلوماسياً واقتصادياً، وعند الحاجة، عسكرياً، للدفاع عن مصالح قطر'.
حتى اليوم، هناك دولتان فقط هاجمتا قطر: إيران، رداً على استهداف منشآتها النووية في 'حرب الأيام الـ12'، وإسرائيل التي حاولت تصفية قادة 'حماس'. لكن إدارة ترامب وضعت الدولتين في 'سلة واحدة'.
الصدمة الإسرائيلية والفضيحة السياسية
سُميت هذه الخطوة 'ضربة دبلوماسية وأمنية كبرى لإسرائيل'، وبشكل خاص لرئيس الوزراء 'المستهتر' الذي أمر بالهجوم، على الرغم من معارضة كافة الجهات الأمنية، ما عدا 'ش'، القائم بأعمال رئيس الشاباك، الذي ربما كان يأمل بتعيينٍ دائم له.
إن قراءة نص القرار الأميركي تصيبك بالصدمة من شدة المفاجأة. وزير الخارجية الأميركي سيؤكد الالتزام مجدداً، وسينسّق مع دولٍ حليفة، مثل السعودية والإمارات وتركيا وغيرها، 'لتأمين دعم إضافي'. وهذا يعني، عملياً، أن أي هجوم على قطر سيواجَه بجبهة تضم الولايات المتحدة ودول الخليج وتركيا.
لو حدث ذلك في عهد بينِت، لانهارت إسرائيل
جرى هذا كله بينما عبّر سموتريتش عن استيائه، ولمّح بن غفير من بعيد إلى رأيه في رئيس الوزراء، عبر تجاهُل طلبه بشأن تأجيل مناقشة قانون الإعدام لمنفّذي العمليات – وهو قانون موجود فعلاً في إسرائيل، لكنه غير مفعّل.
إن رئيس الوزراء الإسرائيلي أُذلّ في البيت الأبيض، واحتُقر في الكنيست، وحصلت قطر على تعهد أميركي رسمي بحمايتها من… إسرائيل. قادة 'حماس' ما زالوا يتحركون بحُرية، لا بل يوثقون تحركاتهم بشكل مباشر، من دون أي قلق على سلامتهم. فقط حزب 'الليكود' يمكنه أن يصف ذلك بأنه 'فشل ناجح'.
فضلاً عن العناق الأميركي الكبير لقطر، لا بد من الإشارة إلى الحفاوة المبالَغ فيها التي استُقبل بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إذ لم يبخل ترامب في إظهار الحب والتقدير – بل الإعجاب – بأردوغان، بما في ذلك فيديو احتفالي نُشر بعد لقائهما.
أصبحت إسرائيل معزولة، منبوذة، ومقاطَعة دولياً. تُتهم بارتكاب 'إبادة جماعية' في وسائل الإعلام الغربية، في معظمها. وهذه هي نتيجة أفعال رئيس وزرائها الذي أوصل قطر وتركيا – الداعمتين للإخوان المسلمين والمعاديتَين لإسرائيل – إلى مركز التأثير الإقليمي، بعد أن أشعل الحريق وحاول إطفاءه بالنفط.
صفقة ترامب ونوبل للسلام؟
على الرغم من ذلك، فإنه لا يمكن الإنكار أن نتنياهو وصل إلى البيت الأبيض في أفضل حال ممكنة في ظل هذه الظروف. وجرى التفاوض بشأن المسودة النهائية للخطة الأميركية بكثافة من جانب رون ديرمر، ووافق مبعوثو ترامب على معظم بنودها.
ومع أن ترامب لم يُظهر فهماً عميقاً لبنودها في أثناء المؤتمر الصحافي، إلّا إنه وجّه رسالة واضحة، مفادها بأن إنهاء الحرب أصبح هدفاً حقيقياً. إن ذِكر اسم طوني بلير، الذي يُتوقع أن يترأس هيئة دولية لإعادة إعمار القطاع، هو بمثابة إشارة إلى جدية الخطة. بلير الذي لديه علاقات دبلوماسية وتجارية واسعة، سيكون الشخصية التشغيلية الرئيسية، بالتنسيق مع جاريد كوشنير وستيف ويتكوف.
حتى لو كان مَن طرح فكرة إنشاء هذه الهيئة نتنياهو نفسه، فإن ترامب يرى فيها فرصة لنيل الجائزة التي لطالما طمح إليها: جائزة نوبل للسلام، التي ستُعلَن قريباً.
الفرصة الأخيرة؟
إذاً، نحن الآن في أفضل نقطة منذ عامين. منذ 7 أكتوبر، أطال نتنياهو الحرب، مراراً وتكراراً، وغالباً، لأسباب سياسية. الآن، ولأول مرة، يتحدث عن وقف الحرب كهدف قريب. بعد لقاء يوم الإثنين، ظهرت أخيراً بارقة أمل.
إن الكرة الآن في ملعب 'حماس'، التي يُتوقع أن ترد على خطة ترامب قريباً، والتقارير متضاربة؛ 'إنها تُدرَس بعناية'؛ 'تميل إلى القبول مع تحفّظات'؛ 'تتشاور مع الفصائل الفلسطينية'؛ أو إنها 'رفضت'.
ومع ذلك، من الواضح تماماً ما هي الصلاة التي رفعها نتنياهو في 'يوم الغفران'.
* تسفي برئيل