اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٤ حزيران ٢٠٢٥
كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Applied Psychology: Health and Well-Being، عن وجود علاقة وثيقة بين مشاكل النوم والشعور بالوحدة في مرحلة المراهقة، بحسب الرجل.
واعتمد الباحثون على ثلاث دراسات منفصلة، أظهرت أن هذا الارتباط يتأثر بمسارين نفسيين هما: الاجترار الفكري والمرونة النفسية، بحيث يؤدي سوء النوم إلى تفاقم التفكير السلبي وضعف القدرة على التعامل مع الضغوط، ما يُعزز مشاعر الانفصال الاجتماعي.
وتُعرّف الوحدة في هذه الدراسة بوصفها الفجوة بين العلاقات الاجتماعية التي يملكها الشخص وتلك التي يطمح إليها، ووفقًا للباحثين، فإن مشاكل النوم تؤدي إلى زيادة في الاجترار الفكري، وهو التركيز المستمر على الأفكار السلبية، ما يضعف بدوره المرونة النفسية، أي القدرة على التعافي من الضغوط.
وقد بيّنت النتائج أن هذا التسلسل يزيد من احتمالية شعور المراهقين بالوحدة، حتى وإن كانوا محاطين بالآخرين.
نتائج دراسات طولية وقصيرة الأمد تؤكد الترابط
الدراسة الأولى شملت 883 مراهقًا، تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عامًا من ووهان، الصين، حيث أظهرت النتائج أن مشاكل النوم ترتبط بارتفاع في الاجترار والانخفاض في المرونة، وكلاهما بدوره يرتبط بارتفاع الشعور بالوحدة.
أما الدراسة الثانية فكانت طويلة الأمد، وتابعت 94 مراهقًا لمدة 18 شهرًا، وأظهرت أن مشاكل النوم في بدايتها تنبأت بزيادة لاحقة في الوحدة، وإن لم يكن المسار الكامل عبر الاجترار والمرونة ذا دلالة إحصائية قوية على المدى البعيد.
وفي المقابل، أكدت الدراسة الثالثة التي شملت 242 مراهقًا على مدى سبعة أسابيع، وجود هذا التسلسل النفسي على نحو أوضح وأقوى.
ويرى الباحثون أن فترة المراهقة تُعد مرحلة حرجة من التطور الاجتماعي والعاطفي، وأن النوم الجيد يشكّل حجر أساس للصحة النفسية والاجتماعية، فاضطرابات النوم تُضعف المعالجة العاطفية والقدرة على التكيف، وتُغذي التفكير السلبي، ما يفاقم مشاعر الوحدة.
ورغم النتائج المتسقة، تُشير الدراسة إلى بعض القيود، منها عدم القدرة على إثبات علاقة سببية قاطعة، وتركيز العينة على مراهقين في الصين خلال فترة ما بعد الجائحة، ما قد يُحدّ من تعميم النتائج عالميًا.
ويوصي الباحثون بإجراء تجارب تدخلية مستقبلًا لمعرفة ما إذا كان تحسين النوم قد يحد فعلاً من الشعور بالوحدة لدى المراهقين.