اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد اليمني
نشر بتاريخ: ٢ أيار ٢٠٢٥
في واقعة صادمة تعكس استغلال الثقة في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية، تعرض مئات المواطنين اليمنيين، أغلبهم من محافظة إب، لعملية احتيال واسعة من قبل شركة وهمية تجاوزت قيمة أموالهم المنهوبة 10 ملايين دولار.
ووفقًا لنشطاء يمنيين، فإن الشركة التي ظهرت مؤخرًا وقدّمت نفسها ككيان استثماري مضمون، تمكنت من خداع المواطنين من خلال وعود مغرية بتحقيق أرباح شهرية، وترويج مشاريع تنموية وخيرية زائفة، ما أكسبها ثقة واسعة وسرعة انتشار لافتة خلال فترة قصيرة.
وقال أحد النشطاء:
'الشركة كانت تقدم نفسها كأنها الفرصة الذهبية، وأغلب المشتركين كانوا مقتنعين بأنها مضمونة. كانت تحاول الظهور بمظهر شركة استثمارية محترفة، معها مشاريع وأنشطة خيرية، بينما هي في الحقيقة شركة نصب من الطراز الأول'.
وأضاف آخر:
'في محافظة إب وحدها، خسر المواطنون أكثر من 7 ملايين دولار، بينما بقية المبالغ توزعت على محافظات أخرى. والأمر المحزن أن الضحايا كانوا من مختلف شرائح المجتمع، من شباب يبحثون عن دخل إضافي إلى أسر وضعت كل مدخراتها طمعًا في الأرباح الموعودة'.
الصدمة الكبرى لم تكن فقط في حجم الخسارة المالية، بل في الطريقة المهينة التي أنهت بها الشركة تواصلها مع الضحايا. حيث أفاد مشاركون في مجموعات التواصل الخاصة بالشركة أن المسؤولة عن إدارة العلاقات داخل اليمن، وقبل أن تغادر المجموعات، كتبت رسالة نصية قالت فيها:
'وداعاً أيها الحْنارْير اليمنية'، وأرفقت الرسالة برموز ضحك وتصفيق، ثم قامت بتكرار الرسالة خمس مرات متتالية، وكأنها تحتقر الضحايا وتسخر من خسارتهم.
أحد الضحايا كتب بأسى:
'اللي يقهر مش بس الفلوس اللي راحت، القهر إنهم يشمتوا فينا بعد ما خدعونا. الرسالة الأخيرة كانت زي طعنة في الكرامة'.
وتأتي هذه الحادثة بعد أسابيع فقط من انكشاف عملية احتيال أخرى، حيث دشنت شركة وهمية جديدة نشاطها في صنعاء بإقامة حفل غداء مجاني للمواطنين كوسيلة لكسب ثقتهم، قبل أن تقوم بالنصب عليهم أيضًا، لتؤكد تصاعد ظاهرة 'الاحتيال الاستثماري' في اليمن وسط غياب رقابة رسمية ووعي استثماري كافٍ.
دعوات للحذر
وبينما تنتشر قصص الضحايا، ترتفع دعوات النشطاء والخبراء إلى ضرورة التوعية المجتمعية، وتكثيف التحذيرات من التعامل مع شركات مجهولة أو غير مرخصة، خصوصًا تلك التي تقدم وعودًا غير منطقية بأرباح سريعة ومضمونة.
واختتم أحد النشطاء منشوره بالقول:
'كلمة (لو) ما عادت تنفع.. لكن الأهم الآن إننا نتعلم من الدرس، ونوقف هذا النوع من الغش قبل ما يستفحل أكثر'.