اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد اليمني
نشر بتاريخ: ١ أيار ٢٠٢٥
في عالم يتغير بسرعة، وبين طموحات المستقبل ومخاوف الحاضر، يقف ملايين الشباب حول العالم على حافة القلق، وفقًا لما كشفته دراسة دولية موسعة شارك فيها أكثر من 200 ألف شخص من مختلف القارات. لم تعد مرحلة الشباب مرادفًا للسعادة والانطلاق، بل أصبحت، كما أظهرت البيانات، فترة من التوتر الذهني، وفقدان المعنى، وضعف العلاقات، والقلق المالي، مما يطرح تساؤلات جدية حول حال جيل بأكمله.
الازدهار في تراجع رغم حداثة العمر
الدراسة، التي قادها باحثون من جامعتي هارفارد وبايلور ونُشرت في مجلة نيتشر العلمية، اعتمدت على استطلاعات رأي شاملة أجرتها مؤسسة غالوب الأمريكية في أكثر من 20 دولة، وجاءت نتائجها مقلقة. فالشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا أظهروا، في معظم الدول، مستويات منخفضة من الازدهار النفسي والبدني، مقارنةً بكبار السن، مع استمرار هذا التراجع حتى سن الخمسين.
الولايات المتحدة: الهوة الأكبر بين الأجيال
رغم أن النتائج شملت دولًا مثل المملكة المتحدة والبرازيل وأستراليا، إلا أن الفجوة بين الشباب وكبار السن كانت أكثر وضوحًا في الولايات المتحدة، حيث أبدى الشباب مستويات أدنى من الرضا عن الصحة العقلية، والإدراك الذاتي، وجودة العلاقات، والمعنى في الحياة، مما يجعل التفاوت بين الأجيال أزمة متفاقمة في المجتمع الأمريكي.
عزلة اجتماعية وتحديات عالمية تؤجج الأزمة
الباحثة لوري سانتوس، أستاذة علم النفس في جامعة ييل، أشارت إلى أن قلة التواصل الاجتماعي تعد أحد أبرز أسباب تعاسة الشباب اليوم، مؤكدة أن 'الشباب أصبحوا يقضون وقتًا أقل بكثير مع الأصدقاء مقارنةً بما كانوا عليه قبل عشر سنوات'. هذا الانسحاب من التفاعل الإنساني يتزامن مع ضغط متزايد من الأزمات العالمية، كالتغير المناخي، والتضخم، والانقسامات السياسية، وهو ما يخلق بيئة مثقلة بالتوترات والهموم.
فقدان المعنى: أزمة هوية في عصر السرعة
لم تعد الحياة في أعين كثير من الشباب مليئة بالفرص والآمال كما كانت تُصور سابقًا، بل أصبحت أشبه بمسار ضبابي يصعب رؤيته بوضوح. فالأمان المالي بات بعيد المنال، والعلاقات الاجتماعية فقدت قوتها، والصحة العقلية في تدهور مستمر، ما يثير المخاوف من نشوء جيل يعاني من أزمة وجودية تمتد إلى جميع جوانب حياته.