اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ١٢ تموز ٢٠٢٥
طهران- أعلنت إيران السبت 12 يوليو 2025، استعدادها للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وفق 'شكل جديد'، مؤكدة في الوقت نفسه التزامها بالحل الدبلوماسي للخلافات المرتبطة ببرنامجها النووي.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أمام دبلوماسيين أجانب في طهران، 'لم يتوقف تعاوننا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكنه سيتخذ شكلا جديدا'، مضيفا أن طلبات الوكالة 'سيتم النظر فيها حالة بحالة... مع الأخذ في الاعتبار مسائل السلامة والأمن'.
وتأتي تصريحات عراقجي بعد ضربات إسرائيلية وأميركية على منشآت نووية إيرانية خلال الحرب التي اندلعت في أعقاب هجوم إسرائيلي غير مسبوق على الجمهورية الإسلامية، واستمرّت من 12 إلى 24 حزيران/يونيو.
وتحمّل إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية مسؤولية جزئية عن الضربات التي تعرضت لها منشآتها النووية، وعلقت رسميا كل أشكال التعاون مع الوكالة مطلع تموز/يوليو بعد إقرار البرلمان قانونا بهذا الشأن.
وأكد عراقجي أنّه 'بموجب هذا القانون، فإنّ كلّ تعاوننا مع الوكالة ستتم إدارته الآن من قبل المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني'.
وأشار إلى أنّ إيران 'تظل مستعدّة لبناء هذه الثقة من خلال الدبلوماسية، ولكن قبل ذلك، يتعيّن على نظرائنا إقناعنا بأنّهم يريدون الدبلوماسية، وليس أن تُستخدم لإخفاء أهداف أخرى'.
وانتقدت واشنطن القرار الإيراني وقف التعاون مع الوكالة الذرية ووصفته بأنه 'غير مقبول'.
وكانت إسرائيل أعلنت أنّها شنّت هجومها على إيران بهدف منعها من حيازة السلاح النووي، وهو مسعى تنفيه طهران التي تؤكد حقها في الحصول على الطاقة النووية المدنية.
- 'خارج التفاوض' -
من جانب آخر، أدت الحرب بين الجمهورية الإسلامية والدولة العبرية إلى وقف المفاوضات بين طهران وواشنطن التي بدأت في نيسان/أبريل بهدف التوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، ورفع العقوبات الاقتصادية عن إيران.
والسبت، قال عراقجي إنّ بلاده تدرس تفاصيل تمهيدا لاحتمال استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة، مؤكدا في الوقت ذاته أنّه في حال حصول ذلك فإنّ 'القدرات العسكرية' البالستية خصوصا، لن تكون مدرجة ضمن المحادثات.
وأكد أنّ 'الجمهورية الإسلامية في إيران ستحافظ على قدراتها، خصوصا العسكرية، في جميع الظروف'، مضيفا أنّ 'هذه القدرات لن تكون موضع أي تفاوض'.
ويُنظر إلى الصواريخ الإيرانية القادرة على الوصول إلى الأراضي الإسرائيلية، على أنّها مصدر تهديد لأمن إسرائيل، العدود اللدود لإيران والحليف الوثيق للولايات المتحدة.
وإضافة إلى المواقع النووية، نفذت إسرائيل خلال الحرب ضربات على مواقع عسكرية إيرانية. وردّت إيران بإطلاق صواريخ وبهجمات بمسيّرات على الدولة العبرية.
وفي 22 حزيران/يونيو، قصفت الولايات المتحدة موقع تخصيب اليورانيوم تحت الأرض في فوردو جنوب طهران، ومنشأتين نوويتين في أصفهان ونطنز (وسط). ولم يُعرف بعد الحجم الفعلي للأضرار التي ألحقها القصف بهذه المواقع.
- 'خط أحمر' -
وفيما غادر فريق المفتشين التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران، أكد المدير العام للوكالة رفايل غروسي 'الأهمية الحاسمة' لمناقشة إيران بشأن سبل استئناف 'أنشطة المراقبة والتحقّق الأساسية في أقرب وقت ممكن'.
والمفاوضات بين واشنطن وطهران متعثّرة عند مسألة تخصيب اليورانيوم. ففي حين تصر طهران على أن من حقّها التخصيب، تعتبر إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب هذا الأمر 'خطا أحمر'.
وفي هذا الإطار، جدد وزير الخارجية الإيراني السبت تأكيد حق طهران في تخصيب اليورانيوم في أي اتفاق محتمل لتأطير برنامجها النووي.
وقال 'لن نقبل بأي اتفاق لا يتضمن (الحق في) تخصيب اليورانيوم'.
كذلك، حذر من أنّ تفعيل آلية 'الزناد' (Snapback) عبر إعادة فرض عقوبات دولية على البرنامج النووي الإيراني، سيعني 'نهاية' الدور الأوروبي في الملف النووي.
وفي ظل الخلاف مع إيران حول برنامجها النووي، تهدد الدول الأوروبية بتفعيل 'آلية الزناد' التي نص عليها الاتفاق النووي مع إيران المبرم في العام 2015 وتسمح بإعادة فرض عقوبات دولية على الجمهورية الإسلامية.
وأُبرم الاتفاق في العام 2015 بين إيران والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الصين والولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة وروسيا) بالإضافة إلى ألمانيا.
وفق الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، فإنّ إيران هي القوة غير النووية الوحيدة التي تقوم بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المئة، علما بأن سقف مستوى التخصيب كان محددا عند 3,67 في المئة في اتفاق العام 2015.
ويتطلب صنع رأس نووية تخصيب اليورانيوم بنسبة 90 في المئة.
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مؤخرا، أنّ موسكو ستظل حليفة لطهران في تطوير برنامجها النووي.
وبحسب تصريحات له نقلتها وكالة 'تاس' الروسية الرسمية، قال لافروف 'لدينا هذه القدرات التكنولوجية... نحن مستعدّون لجعلها متاحة، عبر نقل فائض اليورانيوم العالي التخصيب لإعادة المعالجة في روسيا وإعادة اليورانيوم المخصّب لأغراض الطاقة' إلى إيران.
وبموجب الاتفاق المبرم في العام 2015، فقد نقلت إيران مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب إلى روسيا.