اخبار اليمن
موقع كل يوم -سما نيوز
نشر بتاريخ: ٣٠ حزيران ٢٠٢٥
لكن دم الضحايا صانع الألحان
دماء الشهداء نداء حياه هيمان، مرسال، الشاذلي، والحدي هؤلاء الابطال ليس مجرد أرقام تُضاف إلى قائمة طويلة من الضحايا، بل هم أسماء محفورة في ذاكرة جيش مقهور، وشواهد على صمود شعب يأبى الانكسار. لقد عانقت أرواحهم الطاهرة عنان السماء، وتسامت فوق كل آلام الأرض ومآسيها، لتلتحق بمواكب الشهداء السابقين الذين صنعوا بدمائهم فجر الحرية. كانوا وقوداً لشموع الأمل التي تضيء دروب الأجيال القادمة،وسيبقون رمزاً للتضحية التي لا تقدر بثمن.
لقد رحلوا في لحظة غادرة، ضحايا لسنوات من الإهمال والخذلان وسوء الإدارة، التي تركت هذا الوطن ينزف تحت وطأة الخيانة والتآمر. إنها ضريبة دم باهظة تُدفع في زمن باتت فيه الضمائر جافة، والمسؤولية غائبة. السؤال الذي يتردد صداه في كل زاوية من زوايا هذا الوطن الجريح هو: 'كم يجب أن نقدم من التضحيات؟' هذا السؤال ليس للتعبير عن اليأس، بل هو نداء للصحوة، ودعوة للمساءلة، وتأكيد على أن هذه الدماء لن تذهب هدراً.
صمود في وجه الخيانة: عهد لا ينكسرهؤلاء الشهداء الأربعة هم جزء من جيش مهمش، طالما وقف في وجه التحديات، ودافع عن كرامة الوطن. رحيلهم يُسلط الضوء على عمق المأساة التي يعيشها هذا الجيش، الذي يواجه أعداء الداخل والخارج في آن واحد. ومع ذلك، فإن هذه الخسائر لا تزيد الشرفاء إلا إصراراً وثباتاً. فمن رحم الألم يولد الأمل، ومن قلب التضحية تتجلى قوة العزيمة.
الرسالة واضحة لا لبس فيها: 'لا ولن نفنى.' هذه ليست مجرد كلمات، بل هي عهد وميثاق بأن العزيمه مستمرة. 'سنقاتل المليشيات الشيعية مهما كلفنا الثمن.' هذه السطور تعكس إصراراً لا يتزعزع على استعادة الوطن من براثن المعتدين والخونة. إنها حرب وجود، معركة دفاع عن الدين و الهوية، وعن كل شبر من تراب هذا الوطن المسلوب.
إن التآمر الداخلي، الذي يقوده اللصوص والخونة، لن يكسر إرادة الصمود. 'سنظل ندفع ضريبة لهذا الوطن مهما تآمر اللصوص والخونة.' هذه الكلمات تؤكد أن التضحية هي السبيل الوحيد للحفاظ على كرامة الوطن وسيادته. إن دماء الشهداء هي الوقود الذي يغذي جذوة المقاومة، وهي النور الذي يكشف زيف المؤامرات.
نداء للضمائر: هل من مجيب؟
في خضم هذه التضحيات الجسيمة، يظل النداء موجهاً إلى كل الضمائر الحية، إلى كل من يحمل في قلبه ذرة من حب لهذا الوطن. هل من مجيب لنداء هؤلاء الشهداء؟ هل من صحوة تُعيد للوطن عافيته، وتوقف نزيف الدم، وتُحاسب المتآمرين؟
إن قصة هيمان، ومرسال، والشاذلي، والحدي، هي قصة كل جندي مجهول، وكل مواطن غيور، يرفض الذل والخنوع، دماءهم الطاهرة ستظل لعنة تطارد كل من خان، ووصمة عار على جبين كل من تخاذل. وفي المقابل، ستظل هذه الدماء منارة تهدي الأجيال القادمة نحو مستقبل مشرق، وطن عزيز، ينعم بالأمن والسلام والكرامة.