اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد العربي
نشر بتاريخ: ٣٠ أيلول ٢٠٢٥
رأي المشهد العربي
تعيش العاصمة عدن، على وقع أزمة كهرباء خانقة، تلقي بظلالها الثقيلة على حياة المواطنين وتضاعف من حجم المعاناة اليومية.
الساعات الطويلة من الانقطاع أغرقت العاصمة في ظلام دامس، وحولت أبسط تفاصيل الحياة إلى تحديات مرهقة، في مشهد يختصر كلفة حرب الخدمات التي تستهدف الجنوب بوسائل غير مباشرة.
أزمة كهرباء عدن أضحت انعكاسًا لصراع سياسي، حيث تُستخدم الخدمات الأساسية كورقة ضغط في مواجهة المجلس الانتقالي الجنوبي.
فكل انقطاع يتجاوز حدود المعاناة المعيشية ليحمل رسالة واضحة مفادها أن استقرار الجنوب مهدد بتعطيل مقومات الحياة اليومية، وأن القوى المعادية لا تتردد في استخدام احتياجات المواطنين كسلاح لفرض أجنداتها.
ومع ذلك، فإن حجم الصمود الذي يبديه الجنوبيون يعكس وعيًا متناميًا بأن الأزمة مصطنعة في جوانبها، وأن الهدف يتجاوز عجز المنظومة نحو إنهاك الجنوب وتقويض الثقة بالمجلس الانتقالي.
ورغم هذه التحديات، يظل الجنوب متمسكًا بخيار مواجهة هذه الحرب المشبوهة، إدراكًا منه أن معركة الخدمات لا تقل خطورة عن المواجهة العسكرية مع الإرهاب.
فمخططات قوى الشر ترمي إلى إنهاك الجبهة الداخلية وكسر الإرادة الشعبية، غير أن صمود المواطنين وتماسكهم يبعث برسالة معاكسة مفادها أنه لن تنجح هذه السياسات في تركيع الجنوب أو فرض التنازلات.
أزمة الكهرباء في العاصمة عدن هي أكثر من مجرد انقطاع للتيار، فهي انعكاس لمعادلة صراع مفتوحة، حيث يُراد للظلام أن يكون عنوان المرحلة.
لكن الوعي الشعبي والصلابة السياسية للمجلس الانتقالي يؤكدان أن الجنوب قادر على تجاوز هذا التحدي، وتحويل المعاناة إلى حافز إضافي لتعزيز مشروعه الوطني والتمسك بخياراته المستقبلية.