اخبار اليمن
موقع كل يوم -كريتر سكاي
نشر بتاريخ: ١٧ تموز ٢٠٢٥
كريتر سكاي/خاص
يواصل ملف الاتصالات في المحافظات الجنوبية إثارة الجدل والاستياء الشعبي، مع استمرار المواطنين في دفع ثمن باهظ جراء غياب أي حلول جذرية تنهي هيمنة شركات الاتصالات الشمالية. وقد سلط الصحفي ياسر اليافعي الضوء على هذه المعضلة المتفاقمة من خلال تجربته الشخصية الأخيرة، واصفًا الوضع بأنه 'فشل لا يغتفر'.
يروي اليافعي تفاصيل معاناته خلال زيارته الأخيرة إلى الغيظة بمحافظة المهرة، حيث اضطر لاستخراج بدل فاقد لشريحة 'يمن موبايل'. ورغم إتمام الإجراءات بسهولة، تفاجأ بأن الشريحة لا تتعرف على أبراج الجنوب، مما أجبره على شحن الرصيد بـ'سعر الشمال' المضاعف، وهو ما يعكس خللاً فنيًا وإداريًا فادحًا. الصدمة الثانية جاءت عند محاولته دفع الفاتورة في عدن، حيث أُخبر بضرورة شحن 'باقة شمال فقط'، مما يؤكد تبعية قطاع الاتصالات في الجنوب الكاملة لشركات تسيطر عليها صنعاء.
تطرح تجربة اليافعي تساؤلات ملحة حول الأسباب الكامنة وراء عدم إنشاء شركة اتصالات جنوبية مستقلة، خاصة وأن الفرصة تبدو سانحة لتحقيق مكاسب اقتصادية وسيادية كبيرة. يؤكد اليافعي أن الجنوب يمتلك:
حصة سوقية جاهزة وكبيرة: قاعدة عملاء ضخمة تنتظر بديلاً محليًا.
دخل ضخم مضمون: قطاع الاتصالات يدر مليارات شهريًا.
حاجة الناس الماسة: معاناة المواطنين اليومية تبرر الحاجة المُلحة لخدمات أفضل.
ورغم هذه المقومات، لا تزال 'لا توجد أي خطوات جدية لتحرير هذا القطاع'، على حد تعبيره، ما يثير التساؤل عن وجود 'فشل إداري أكبر من هذا'.
يذهب اليافعي أبعد من ذلك، ليصف هذا الإخفاق بأنه ترك 'واحدة من أهم أدوات السيادة والاقتصاد والإيراد في يد من يحاربك سياسيًا ويخنقك اقتصاديًا ويقمعك يوميًا'. هذه النقطة تحمل في طياتها بعدًا سياسيًا واقتصاديًا خطيرًا، حيث يُنظر إلى استمرار سيطرة الشمال على قطاع الاتصالات في الجنوب كأداة للتحكم واستنزاف الموارد
واختتم اليافعي بدعوة صريحة للقيادات الجنوبية لاتخاذ 'قرار جريء' لتحرير ملف الاتصالات، محذرًا من أن 'الثمن سيظل يدفعه المواطن البسيط يومًا بعد آخر' في حال استمرار الوضع الراهن. هذه الدعوة تعكس حجم الإحباط الشعبي وتؤكد على الحاجة الملحة لتحرك عاجل يضع حدًا لهذه 'المهزلة' التي تؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين واقتصاد المنطقة.