اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ١٧ تموز ٢٠٢٥
نشرت صحيفة “الغارديان” تحقيقًا أعدّته كلٌّ من جولييت غارسايد، ومانيشا جانجولي، وأريان لافريلو، كشفت فيه أن شركة “إم بي دي إي” (MBDA)، أكبر شركة لتصنيع الصواريخ في أوروبا، تبيع مكونات رئيسية لقنابل شُحنت منها آلاف القطع إلى إسرائيل، واستخدمت في غارات جوية متعدّدة أسفرت، بحسب التحقيق، عن مقتل أطفال فلسطينيين ومدنيين آخرين.
ومع تصاعد المخاوف بشأن أرباح الشركات الأوروبية من دمار غزة، سلط التحقيق – الذي أُنجز بالتعاون مع غرفتي الأخبار المستقلتين “ديكلوز” و”فولو ذي موني” – الضوء على سلسلة التوريد الخاصة بقنبلة “جي بي يو-39” وكيفية استخدامها في الحرب.
وتملك شركة “إم بي دي إي” مصنعًا في ولاية ألاباما الأمريكية ينتج أجنحة تركّب على قنبلة “جي بي يو-39” التي تصنّعها شركة “بوينغ”. وتُفتح هذه الأجنحة بعد الإطلاق لتوجّه القنبلة نحو هدفها بدقة.
وأبرز التحقيق كيف تتدفق أرباح “إم بي دي إي” عبر فرعها في بريطانيا، ومقرّه هيرتفوردشاير، إنكلترا، والذي يحوّل الأرباح إلى المجموعة الأم في فرنسا. ووزّعت الشركة نحو 350 مليون جنيه إسترليني كأرباح العام الماضي على مساهميها الثلاثة: “بي إي إي سيستمز” البريطانية، و”إيرباص” الفرنسية، و”ليوناردو” الإيطالية.
وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، علّق وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي بعض تراخيص تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، مشيرًا إلى خطر وقوع “انتهاكات جسيمة” للقانون الإنساني الدولي. وأوضح أن هذا التعليق يستهدف “العناصر التي يمكن استخدامها في النزاع الجاري في غزة”.
وبالاستناد إلى معلومات مفتوحة المصدر وتحليلات خبراء التسلّح، تأكد التحقيق من 24 حالة استُخدمت فيها قنابل “جي بي يو-39” في هجمات أدّت إلى مقتل مدنيين، بينهم أطفال في كل حالة.
وأكدت شركة “إم بي دي إي” تعاقدها مع “بوينغ” لتزويدها بالأجنحة، مشيرة إلى أنها “تلتزم بكافة القوانين الوطنية والدولية المنظمة لتجارة السلاح في الدول التي تعمل فيها”، مؤكدة أن جميع هذه الدول لديها سياسات صارمة لضوابط التصدير.
وقال نشطاء إن هذه القضية تُبرز حدود تحرّك بريطانيا لوقف بعض شحنات الأسلحة إلى إسرائيل. فرغم الانتقادات الموجهة لاستثناء طائرات “إف-35” المقاتلة، فإن الإجراءات الحكومية تقتصر على المعدات العسكرية المصدَّرة من بريطانيا فقط، ما يعني أن فرع “إم بي دي إي” الأمريكي يمكنه مواصلة توريد الأجنحة لشركة “بوينغ” من مصنعه في ألاباما.
وفي حوالي الساعة الثانية فجر يوم 26 أيار/ مايو من هذا العام، انفجرت قنبلة اخترقت سقف مدرسة فهمي الجرجاوي في الحي التاريخي بمدينة غزة، بينما كانت عشرات العائلات التي لجأت إليها نائمة. وقالت خدمات الطوارئ المحلية إن 36 شخصًا – نصفهم أطفال – قُتلوا في تلك الليلة، بينما التهمت النيران المبنى.
وفي مقطع فيديو صوّره أحد المارة، ظهرت طفلة صغيرة يتقاطع ظلّها مع ألسنة اللهب وهي تتعثر باحثة عن مخرج. كانت الطفلة حنين الوادي، البالغة من العمر خمس سنوات، قد نجت – بالكاد. وبعد أسابيع، كانت لا تزال في المستشفى تعاني من حروق من الدرجة الثانية والثالثة، وصدمة نفسية شديدة. وقُتل والداها وشقيقتها الوحيدة في الهجوم نفسه.
ويحظر القانون الإنساني الدولي شنّ هجمات على البنية التحتية المدنية مثل المدارس، ويلزم الأطراف المتحاربة باتخاذ الاحتياطات اللازمة لتقليل الضرر على المدنيين. وقالت دوناتيلا روفيرا، كبيرة المحققين في “أمنستي إنترناشونال”: “على من يشنّون الهجمات واجب قانوني باتخاذ كل الاحتياطات اللازمة لتجنّب إيذاء المدنيين، حتى لو وُجد هدف عسكري في الموقع – بما في ذلك الامتناع عن قصف مناطق مكتظّة بالمدنيين”.
بدوره، جمع تريفور بول، الزميل في “خدمات أبحاث الأسلحة” – وهي مؤسسة تتلقى تمويلا جزئيا من الاتحاد الأوروبي – قائمة خاصة بالضربات التي استُخدمت فيها هذه القنبلة. وأوضح أنه يمكن التعرف عليها عبر أجنحتها التي تحمل عبارة “ممنوع رفع الأجنحة” وذيلها المزود بفتحات زعانف ومسامير مميزة.
وقدّرت الولايات المتحدة أنها شحنت نحو 4,800 قنبلة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بينما أُعلن عن أحدث شحنة – تضم 2,166 قنبلة – في شباط/ فبراير الماضي، في الوقت الذي قالت فيه الأمم المتحدة إن نحو 70% من غزة بات ركاما.
وتزن قنبلة “جي بي يو-39” حوالي 250 رطلاً، وتكفي لتدمير طابق أو طابقين من مبنى مع إبقاء بقية الهيكل قائما. غير أنها في الأماكن المغلقة تولّد كرة نارية قاتلة. وفي الحالات الـ24 التي تم التحقّق منها بين تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 وأيار/ مايو 2024، تجاوز عدد القتلى الموثقين 500 شخص، بينهم ما لا يقل عن 100 طفل.
وسُجلت أول حالة مؤكدة لاستخدام هذه القنبلة منذ بدء الحرب في 2 تشرين الثاني/ نوفمبر في مخيم البريج المكتظ بالسكان، حين انهارت عدة مبانٍ نتيجة قصف يُعتقد أن أربع قنابل أُطلقت خلاله. وأعلنت سلطات غزة حينها عن مقتل 15 شخصا، بينهم تسعة أطفال، قبل أن يرتفع العدد مع مرور الأيام.
زاد الجيش الإسرائيلي بشكل كبير من استخدام قنابل “جي بي يو-39” في عام 2024. وكان من أكثر الهجمات تدميرا ليلة 26 مايو الماضي، حين قصفت الطائرات مخيم السلام الكويتي 1 في رفح، مما تسبّب بحريق هائل أتى على صفوف من الخيام
وتُظهر البيانات أن الجيش الإسرائيلي زاد بشكل كبير من استخدام قنابل “جي بي يو-39” في عام 2024. وكان من أكثر الهجمات تدميرًا ليلة 26 أيار/ مايو الماضي، حين قصفت الطائرات مخيم السلام الكويتي 1 في رفح، مما تسبّب بحريق هائل أتى على صفوف من الخيام. وأكدت “أمنستي” أن طفلًا رضيعًا وامرأة قُطعت رأسيهما بشظايا القنبلة، بينما أعلنت وزارة الصحة في غزة عن مقتل 45 شخصًا وإصابة 249 آخرين.
وقال بول: “استُخدمت قنابل جي بي يو-39 بكثرة لاستهداف المدارس والمناطق التي احتمى فيها النازحون”.
وبيّن أن من بين الهجمات التي تم التحقق منها وُجهت 16 ضربة ضد مدارس، ورغم أن تلك المباني لم تعد تُستخدم كمرافق تعليمية، فإنها تحولت إلى ملاجئ لنازحي غزة. أما الضربات الأخرى فقد استهدفت مخيمات ومنازل عائلات ومسجدا أثناء صلاة الفجر.